بعد 98 يوماً فقط من تمديد عقده مع مانشستر سيتي، دخل المدرب جوسيب غوارديولا في سباق جديد مع الأرقام القياسية التي اعتاد على تحطيمها مع برشلونة.
ومع البداية المتواضعة لسيتي مطلع الموسم الحالي في الدوري الإنجليزي، بدت رغبة الفريق في استعادة اللقب، وكأنها حلم صعب المنال، لكن 98 يوماً كانت كفيلة بتغيير الحال إلى النقيض تماماً حيث أصبح الفريق نفسه المرشح الأقوى للفوز بلقب المسابقة المحلية، كما ينافس بقوة في دوري أبطال أوروبا، وكأس إنجلترا، وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية.
ومع فوزه الثمين على بوروسيا مونشنغلادباخ 2-0 في ذهاب دور الـ 16 من دوري الأبطال، وضع سيتي قدماً في دور الثمانية، حيث يخوض مباراة الإياب على ملعبه في 16 مارس المقبل.
وأثبتت الشهور الثلاثة الماضية أن المسؤولين عن النادي الإنجليزي يملكون نظرة بعيدة المدى عندما مددوا عقد غوارديولا حتى 2023، خصوصاً أن نتائج الفريق كانت مهزوزة قبل التجديد، وكان الاستقرار الفني الذي منحه هذا القرار من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في سطوعه على مدار الفترة الماضية وتزايد فرص تتويجه بأكثر من لقب مهم هذا الموسم ليواصل التعبير عن نجاحاته بأفضل صورة، ويكون ترجمة حقيقية للاستثمارات المتميزة في النادي.
استهل مانشستر سيتي الموسم الحالي بشكل متواضع وقدم نتائج متذبذبة في الدوري الإنجليزي، فحقق ثلاثة انتصارات مقابل ثلاثة تعادلات، وهزيمة واحدة في أول سبع مباريات لتثير هذه النتائج الجدل بشأن القدرة على استعادة اللقب المحلي من ليفربول.
وبعد يومين فقط من تمديد عقد غوارديولا في 19 نوفمبر الماضي، سقط سيتي 0-2 أمام مضيفه توتنهام، لكن هذه الهزيمة كانت نقطة النهاية في البداية المتواضعة هذا الموسم حيث انطلق بعدها في مسيرة النجاح والعودة لدائرة المنافسة على الألقاب.
وخلال مباراته أمام مونشنغلادباخ أمس الأربعاء، حقق سيتي الانتصار التاسع عشر على التوالي في مختلف المسابقات كما حافظ على سجله خالياً من الهزائم للمباراة الـ 26 على التوالي، علماً بأنه حقق الفوز في 23 من هذه المباريات وتعادل في ثلاث مباريات فقط.
كان غوارديولا نفسه قد اعترف بدهشته وانبهاره لهذه الأرقام القياسية التي يحققها السيتيزنز.
وقال المدرب الإسباني في تصريحات إعلامية مطلع الأسبوع: "الأرقام القياسية ستتحطم يوماً ما.
"إني مندهش وفخور.. كان الفريق متماسكاً ومستقراً على مدار الشهور الثلاثة الأخيرة. لا يمكن أن ننسى أننا فزنا على ليفربول في آنفيلد، وفزنا على توتنهام وإيفرتون ثم على آرسنال.
"كانت مباريات صعبة بشكل كبير. لهذا أشعر بأكثر من مجرد السعادة... يتحدث الناس كثيراً عن الأرقام القياسية. لكن تحقيق هذا يتطلب الفوز بالعديد من هذه المباريات الصعبة".
ويتصدر مانشستر سيتي الدوري الإنجليزي حالياً بفارق عشر نقاط أمام جاره مانشستر يونايتد صاحب المركز الثاني، وذلك قبل 13 مباراة من نهاية المسابقة، كما اقترب خطوة هائلة من ربع نهائي دوري الأبطال، إضافة لبلوغه نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية وربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
ومن خلال هذه المسيرة المميزة، واصل غوارديولا هوايته في تحقيق الأرقام القياسية، بل دخل في تحدٍ مثيرٍ مع أرقام قياسية سابقة حققها هو رفقة مانشستر سيتي، وأصبح وفريقه على بعد خطوة واحدة من معادلة رقم قياسي سابق، وهو الفوز في 20 مباراة متتالية بمختلف البطولات على التوالي.
ويمكن لسيتي معادلة هذا الرقم من خلال مباراته أمام ويست هام السبت المقبل بالدوري الإنجليزي، كما يستطيع تحطيم هذا الرقم وتحقيق رقم قياسي آخر إذا تغلب على ولفرهامبتون في المباراة التالية بالمسابقة نفسها يوم الثلاثاء المقبل.
وكان هذا الرقم القياسي لمانشستر سيتي تحقق تحت قيادة غوارديولا أيضاً في الفترة من 26 أغسطس إلى 3 ديسمبر 2017 في بداية الموسم الثاني للإسباني مع الفريق.
يذكر أن سيتي حقق رقماً قياسياً آخر خلال هذه المسيرة من الانتصارات وما زال قادراً على تمديده وهو 19 انتصاراً متتالياً في مختلف البطولات في المباريات التي لم تنته بوقت إضافي، أو ركلات ترجيح وهذا الرقم ليس خاصاً بمانشستر سيتي وإنما هو رقم قياسي للدوري الإنجليزي.
كما يستطيع غوارديولا قيادة الفريق لمعادلة رقمه القياسي في عدد المباريات المتتالية التي يحافظ فيها على سجله خالياً من الهزائم إذا تجنب الهزيمة في مباراتيه بالدوري الإنجليزي الأسبوع المقبل، حيث سيرفع رصيده إلى 28 مباراة متتالية بلا هزيمة، وهو الرقم نفسه الذي كان سيتي قد حققه تحت قيادة غوارديولا في الفترة من 27 أبريل إلى 3 ديسمبر 2017.
ويمتلك مانشستر سيتي رقماً قياسياً جارياً آخر في الوقت الحالي وهو الفوز في 12 مباراة متتالية بمختلف البطولات، وكانت أحدثها الفوز على مونشنغلادباخ وهو الرقم القياسي لأي فريق إنجليزي حتى الآن.
وإذا واصل سيتي مسيرته الناجحة هذا الموسم، سيكون بمقدوره تحقيق المزيد من الأرقام القياسية الكفيلة بكتابة اسم غوارديولا بحروف من ذهب في تاريخ الدوري الإنجليزي ومدربي أندية إنجلترا.
وقد يحقق غوارديولا من خلال هذه المسيرة حلم سيتي في الفوز بلقبه الأول في دوري الأبطال، والذي سيكون الثالث له على المستوى الشخصي حيث سبق له الفوز به مرتين مع برشلونة.