يعد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو من أفضل مدربي العالم وأكثرهم قوة شخصية، إذ يتمتع بـ "كاريزما" مميزة، كما يملك سجلاً حافلاً بالإنجازات.
بدأ مورينيو حياته بصفته لاعب كرة قدم، لكنه لم يكن راضياً عن مهنته لاعباً، وأراد التحول إلى عالم التدريب، فعمل مساعد مدرب، وبعدها أصبح مورينيو مترجماً للمدرب المخضرم السير بوبي روبسون، وتعلم منه الكثير.
البدايات:
مورينيو هو نجل حارس المرمى البرتغالي فيليكس، لكنه لم يكن كأبيه، فشتّان بين الاثنين، إذ كان جوزيه لاعباً عادياً، ولم يصبح لاعباً محترفاً، على عكس أبيه، الذي مثَّل المنتخب البرتغالي حارساً للمرمى، لذلك ركَّز مورينيو على مهنة التدريب، نظراً لذكائه في قراءة مجريات اللقاءات، وعندما كان شاباً كان يعشق التدريب وطرق التدريب، وعمل مع ناديي إستريليا آندورا وفيتوريا ستوبال، ولكن لم يكن له دور كبير.
الانطلاقة الحقيقية:
كانت الانطلاقة الحقيقية لمورينيو في العام 1992، عندما عينه السير بوبي روبسون مساعداً له في نادي سبورتنغ لشبونة آنذاك، وشعر روبسون بأن جوزيه يمتلك عقلاً تكتيكياً كبيراً، لذلك جعله في منصب مهم في الفريق الأول بالنادي.
وفي بداية موسم 1993، كانت المفاجأة الكبرى عندما رحل روبسون لتدريب بورتو، فصدم الجميع بأخذ صديقه مورينيو معه إلى نادي بورتو مساعداً، ومن ثم انتقل بوبي روبسون عام 1996 إلى برشلونة، وأيضاً أخذ مورينيو معه، وحقَّق مع الفريق لقب الكأس لعامين متتاليين، وأيضاً كأس الكؤوس الأوروبية.
بعد ذلك، رحل بوبي روبسون إلى النادي الهولندي آيندهوفن، وهنا قرر مورينيو البقاء وعدم الرحيل مع روبسون، وبقي في برشلونة وعمل في تلك السنة مع المدرب الهولندي لويس فان غال.
في العام 2000، بدأ مشوار مورينيو التدريبي كمدرب أول، وكانت البداية مع نادي بنفيكا، حيث قدم مستويات تدريبية رائعة معه، مما جعل منه شخصية محترمة من قبل مشجعي الفريق، ورغم النتائج الرائعة إلا أنه قدَّم الاستقالة، بعد أن تنحَّى رئيس بنفيكا عن منصبه بصفته مديراً للنادي، وعلم أنَّ الرئيس الجديد سيجلب مدرباً جديداً للفريق.
رحل مورينيو ليدرِّب نادي أونيياو ديلييرا، الذي كان يعاني في النتائج السلبية، وبعد تعيين جوزيه مدرباً له قاد الفريق لتحقيق نتائج إيجابية، وإلى التأهُّل إلى بطولة الاتحاد الأوروبي، بعد احتلاله المركز الرابع في الدوري البرتغالي.
التفت بورتو إلى تلك الموهبة التدريبية الشابة، فتم تعيين مورينيو مدرباً لبورتو، فقاد الفريق لإحراز المركز الثالث في الدوري.
التصريح الأول:
في تصريحه الأول بداية موسم 02-03، قال مورينيو أنه يملك لاعبين رائعين، وبـإمكانهم فعل كل شيء في كرة القدم، وقد وعد جمهور بورتو بأن يحقِّق لهم العديد من الألقاب المحلية والأوروبية.
وفي أول موسم له مع بورتو، كان يحث اللاعبين على التلاحم والترابط، ويشجعهم بشكل متواصل، وقام بتدريبهم تدريبات شاقة جداً، واستخدم معهم العديد من الأساليب التي تعلمها في إسبانيا.
وكانت طريقة مورينيو ناجحة، ونجحت الأساليب التي تعلمها من روبسون وفان غال معه في أول موسم له، حيث حقق لقب الدوري، وحقق أيضاً الكأس البرتغالية، وفاز بكأس الاتحاد الأوروبي.
وفي الموسم الذي يليه، ظفر بلقب الدوري، ولقب دوري أبطال أوروبا، فوضع مورينيو اسمه كأفضل مدرب في أوروبا والعالم حينها، بعد أن حقق الفوز على موناكو في النهائي بثلاثية نظيفة.
انتقاله إلى تشلسي:
بعد تألقه مع بورتو، قرر الانتقال إلى نادي تشلسي، وجلب معه الجهاز المساعد له في بورتو كاملاً، وجلب أيضاً أهم اللاعبين في أوروبا، أمثال باولو فيريرا وريكاردو كارفاليو وبيتر تشيك وهيرنان كريسبو وديدييه دروغبا وماتيا كيزمان ومايكل إيسيان وآريين روبن، والعديد من اللاعبين الموهوبين.
وفي 2005، حقق مورينيو أول بطولة له مع البلوز عندما فاز بلقب الكأس بعد مباراة قوية مع ليفربول انتهت بنتيجة 3-2.
وفي العام نفسه ظفر بلقب الدوري الإنجليزي الذي غاب عن الفريق لمدة 50 سنة، عندما فاز على بولتون بنتيجة 2-0.
وفي بداية الموسم الثاني، فاز مورينيو ببطولة السوبر، وختم موسم 2006 بإحراز لقب الدوري الإنجليزي للمرة الثانية على التوالي، بعد أن سحق مانشستر يونايتد 3-0.
تعاقده مع إنتر:
تعاقد مورينيو مع إنتر لمدة ثلاث سنوات، مع راتب جعله أغنى مدرب في حينها.
وقد قاد إنتر في أول موسم لتحقيق لقب الدوري الإيطالي وكأس السوبر.
وفي الموسم الثاني، كان إنتر وجماهيره على موعد مع المجد، عندما قاده مورينيو لثلاثية الموسم: بطولة الدوري، والكأس، ودوري أبطال أوروبا، حيث أحرز بطولة الدوري الإيطالي متقدماً على نادي العاصمة روما، وبطولة الكأس بعد أن تغلب على روما أيضاً، وتغلَّب في دوري الأبطال على معلمه الهولندي لويس فان غال، وفاز بلقب دوري أبطال أوروبا الذي غاب عن خزائن النادي مدة 45 سنة، على حساب بايرن ميونخ بنتيجة 2-0.
تعاقده مع ريال مدريد:
بعد أن حصد مورينيو الثلاثية التاريخية مع إنتر، قرر الرحيل لإسبانيا، وبالتحديد إلى النادي الملكي، فوقع معه عقداً مدته أربع سنوات، وظفر معه بلقب الكأس المحلي عام 2010 ولقب الدوري الإسباني 2011.
إنجازاته:
مع بورتو: الدوري البرتغالي: 2002-03، 2003-04 كآس البرتغال: 2002-03 السوبر البرتغالي: 2003 دوري أبطال أوروبا: 2004 الاتحاد الأوروبي: 2003.
مع تشلسي: الدوري الإنجليزي: 2004-05، 2005-06 الكأس الإنجليزية: 2007 كأس كارلينغ: 2005، 2007 الدرع الخيرية: 2005.
مع إنتر: الدوري الإيطالي: 2008-09، 2009-2010 السوبر الإيطالي: 2008 كأس إيطاليا: 2009-2010 دوري أبطال أوروبا: 2009-2010.
على المستوى الشخصي:
أفضل مدرب أوروبي (مرتان): 2002-03، 2003-04 أفضل مدرب باختيار من قبل مجلة ولد سكر (مرتان): 2003-04، 2004-05 أفضل شخصية من قبل بي بي سي: 2004-05 مدرب العام في إنكلترا (مرتان): 2004-05, 2005-06 أفضل مدرب في العالم (مرتان): 2004، 2005 مدرب الشهر في البريمير ليغ (ثلاث مرات).