ميسي في "مأمن" من كونميبول رغم تصريحاته النارية

تاريخ النشر: 09 يوليو 2019 - 02:51 GMT
ليونيل ميسي
ليونيل ميسي

هل يقبل اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية (كونميبول) ورئيسه الباراغوياني أليخاندرو دومينغيز، أن يتقمص ليوينل ميسي الدور الذي كان يلعبه الأسطورة دييغو مارادونا عندما أعلن الحرب على اتحاد الكرة؟ هذا السؤال طرحته صحيفة "أوليه" الأرجنتينية الأكثر رواجاً وانتشاراً في القارة.

الصحيفة قللت أيضاً من الحديث الذي يجري عن تسليط عقوبة طويلة الأمد على "ليو" عقب تصريحاته التي هاجم فيها كونميبول واتهم فيها مسؤولين كبار بالضلوع في الفساد، وهو ما جعله يقاطع حفل مراسم توزيع ميداليات المركز الثالث الذي حصلت عليه الأرجنتين.

وفق اللوائح سيتم إيقاف ميسي مباراة واحدة بسبب حالة الطرد، أما تصريحاته فلا توجد الآن مؤشرات على فتح كونميبول للتحقيق في الموضوع وحتى إن فتح التحقيق، يرى المراقبون أن الاتحاد لن يتجرأ على إيقاف ميسي خوفاً من ردود الفعل الغاضبة.

وكانت تقارير قد تحدثت أمس عن سيناريو يتمثل في إيقاف ميسي عن المشاركة دولياً مع منتخب بلاده لمدة طويلة بسبب التصريحات التي أطلقها. إلى ذلك لا توجد لوائح تنص على إيقاف لاعبين بسبب تصريحاتهم وأقصى قرار هو توجيه لفت نظر.

وإذا كان انتقاد ميسي للتحكيم في كوبا أميركا خلال مباراة نصف النهائي أمام البرازيل المضيفة (0-2) بسبب عدم الاحتكام إلى تقنية الفيديو بعد مطالبة الأرجنتين مرتين بركلتي جزاء قابلاً للنقاش، فإن طرده في مباراة السبت لم يكن مبرراً إلى حد كبير وفقاً للإعادات، وحتى التشيلي غاري ميديل الذي كان سبباً في المشكلة اعترف بأن ميسي بريء ولا يستحق الطرد.

وقرر الحكم الباراغوياني ماريو دياز دي فيفار طرد "ليو" وقائد تشيلي في الدقيقة 37 من المباراة حين كانت الأرجنتين متقدمة 2-0، بسبب احتكاك بينهما لحظة خروج الكرة من الملعب في منطقة تشيلي.

وأظهرت الإعادة أن ميسي دفع ميديل بعض الشيء حين كان الأخير يحاول منعه من الوصول إلى الكرة، فكان ردّ قائد تشيلي عنيفاً إذ تهجم على نجم برشلونة ودفعه أكثر من مرة دون أي رد فعل من أفضل لاعب في العالم خمس مرات.

لم يمر هذا الطرد الذي كان الثاني فقط في مسيرة ميسي الكروية، ويعود الأول إلى عام 2005 في بداياته بمباراة ودية لمنتخب بلاده ضد المجر، مرور الكرام عند قائد الأرجنتين، إذ انتقد بعد المباراة "الفساد والحكام الذين يحرمون الناس من الاستمتاع بكرة القدم ويفسدون اللعبة إلى حد ما".

واعتبرت صحف الأرجنتين أن ميسي تبنى خطاب مارادونا الذي كان يهاجم دائماً اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم ويتهمه بالانحياز للبرازيل.

وحتى أن ميسي دافع عن ميديل الذي "يذهب إلى أقصى الحدود على الدوام، لكنها لم تكن بطاقة حمراء لأي منا. كان عليه (الحكم) أن يستشير الفار".

ورأى نجم برشلونة أن طرده أمام تشيلي كان على الأرجح ثمناً لما صرح به بعد مباراة البرازيل، موضحاً "أعتقد أن الطرد حصل بسبب ما قلته. لكلماتي تداعيات لكن يجب أن تكون صادقاً على الدوام".

وكشف ميسي الذي رفض تسلم ميدالية المركز الثالث: "قبل بدء المباراة، قال (الحكم) أنه يفضل التحدث (مع اللاعبين عوضاً عن توجيه الإنذارات) وأمل في أن نخوض مباراة هادئة، لكنه طردني في أول حادثة (احتكاك)".

لم تمر كلمات ميسي مرور الكرام لدى كونميبول الذي اعتبر أن اتهامات نجم برشلونة "غير مقبولة"، موضحاً في بيان: "من غير المقبول أنه نتيجة حوادث معينة في البطولة، أن تطلق اتهامات لا أساس لها من الصحة، بعيدة عن الحقيقة وتشكك بنزاهة كوبا أميركا".

وخطف طرد ميسي بالتأكيد الأضواء من الفوز الثأري الذي حققه منتخب الأرجنتين على تشيلي في إعادة لنهائي النسختين الماضيتين حين توجت الأخيرة باللقب عامي 2015 و2016 عبر ركلات الترجيح، وحرمت الأرجنتين من لقبها الأول منذ عام 1993.

ميسي لم يلمح هذه المرة إلى نيته اعتزال اللعب دولياً مع منتخب بلاده مما يعني أنه سيواصل المشوار وسيكون على رأس قائمة المدرب ليونيل سكالوني، التي ستُعلن لاحقاً لاستحقاقات تصفيات مونديال 2022.