فرض الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة إيقاعاً قوياً على جميع منافسيه في السباق النهائي نحو لقب الكرة الذهبية لأحسن لاعب عالمي في سنة 2012، بعدما استمر في هوايته المفضلة بتسجيل الأهداف والبحث عن تحطيم الأرقام القياسية والتي قد تجعل منه أسطورة جديدة في عالم كرة القدم تضاهي مواطنه دييغو أرماندو مارادونا والملك البرازيلي بيليه.
واختار ميسي الوقت المناسب لصنع الحدث على بعد أقل من شهرين للإعلان النهائي عن الفائز باللقب، والذي احتكره في السنوات الثلاث الماضية ويسعى للقب رابع سيجعل منه اللاعب الأكثر تتويجاً بالجائزة على مر التاريخ.
وحقق ميسي عدة أرقام قياسية هذه السنة، فبعد تحطيمه للرقم القياسي من الأهداف في موسم واحد خلال الليغا الإسبانية بعد تسجيله 50 هدفاً تربع بهم على قمة هدافي الدوري عبر التاريخ، وبعد انتزاعه قمة هدافي فريقه برشلونة وتجاوزه الـ 300 هدف، وتعديله للرقم الخاص بأحسن هدافي دوري أبطال أوروبا بتسجيله 14 هدفاً وتساويه مع الألماني غيرد مولر بالفوز بلقب هداف المسابقة أربع مرات، لكن الأرجنتيني يتميز بكونها متتالية، حطم أيضاً رقم الأمريكي آرتشي ستارك في عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد ورفع الرقم إلى 73 هدفاً بفارق ثلاثة أهداف كاملة.
ودخل ميسي جدلاً قوياً مع البرازيلي بيليه الذي يعتبره الكثيرون أفضل لاعب في العالم على مر العصور، حول تحطيم رقمه الذي سجله في سنة 1959 بإحرازه 75 هدفاً في نفس السنة، تمكن البرغوث الأرجنتيني من قلب الطاولة على الملك ورفع معدله التهديفي في سنة 2012 إلى 78 هدفاً بعد ثنائية في مرمى ريال سرقسطة وأصبح على بعد سبعة أهداف من رقم الأسطورة الألمانية غيرد مولير والذي سجل 85 هدفاً سنة 1972.
أرقام ميسي و الجدل الإعلامي الكبير في هذا الوقت بالذات جعله وحيداً في السباق النهائي نحو التتويج بلقب أفضل لاعب في العالم للسنة الرابعة على التوالي وطبع تاريخ الكرة الذهبية للأبد.
والظاهر أن الأسطورة الأرجنتينية يملك ما يكفي لإسقاط منافسيه بالضربة القاضية وفي التوقيت المناسب، فمنافسه البرتغالي كريستيانو رونالدو خسر لقب أفضل مهاجم في الدوري الإسباني للموسم الماضي أمام ميسي رغم قيادته النادي الملكي لاستعادة لقب الليغا من برشلونة ورغم كونه سجل خلال الموسم الماضي 46 هدفاً، والموسم الذي قبله 40 هدفاً مع لقب هدافي الليغا، ورغم قيادته منتخب البرتغال لنصف نهائي كأس أوروبا 2012.
تراجع البرتغالي في نهاية السنة الحالية وتخلفه في صدارة هدافي الدوري الإسباني بفارق خمسة أهداف عن منافسه (12 مقابل 17)، ورغم تصدره لهدافي دوري الأبطال الأوروبي، تبقى استعادة الكرة الذهبية من ليونيل ميسي أصبح صعباً على الفائز باللقب سنة 2008، ولم يتبق له وقت كبير جداً لقلب المعطيات والبداية باستعادة طريق المرمى وهز الشباك وصنع الحدث في العالم على أرضية الملعب بدل الكواليس التي تتحدث عن الحزن وتجديد العقد ورفع الأجر السنوي.
وقد يجد رونالدو نفسه خارج السابق النهائي، فلاعبين كأندرياس إنييستا زميل ميسي في البارسا وأحسن لاعب أوروبي لهذه السنة، والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش نجم باريس سان جيرمان والذي سجل رباعية في مرمى إنجلترا وهدفاً عالمياً يبقى للتاريخ، والحارس الإسباني إيكر كاسياس الذي قاد الريال للقب الدوري والمنتخب الإسباني للقب القاري والكولومبي رادميل فالكاو هداف الدوري الأوروبي وأتليتكو مدريد، والبرازيلي نيمار دا سيلفا الظاهرة القادمة من بلد السامبا، كلها أسماء قد تطيح بالبرتغالي رونالدو من اللائحة المصغرة والتي تعلن في 29 من الشهر الجاري.
وحده ميسي ضمن مكاناً بين الثلاثة وأرقامه تعطيه قوة إضافية للتربع مرة أخرى على عرش أفضل اللاعبين في العالم، لكن قبل ذلك أمامه على الأقل عشر لقاءات لتحطيم رقم الألماني غيرد مولر وهو ما يعني بشكل قاطع حسمه الصراع نهائياً حول لقب الكرة الذهبية.

البوابة