بعد أسبوع من الإثارة ومباريات امتدت حتى فجر أمس ربما كان من المبالغة التمني أن يكون نهائي كأس ديفيس للتنس في ثوبه الجديد درامياً، إذ تغلبت إسبانيا بسهولة 2-0 على كندا لتحصد لقبها السادس.
وكان من الملائم أن يكون رافاييل نادال هو من يحسم اللقب للبلد المستضيف الذي خرج منتصراً في البطولة المكونة من 18 فريقاً.
وتحت أنظار الملك فيليبي صمد نادال البالغ عمره 33 عاماً ليفوز على الكندي الشاب دينيس شابوفالوف بنتيجة 6 - 3 و7 - 6 ليمنح إسبانيا لقبها الأول في كأس ديفيس منذ 2011.
ولو كان هناك من يستحق أن يضع يده على الكأس الشهيرة فهو نادال الذي اجتهد فوق طاقته طيلة الأسبوع ليفوز بجميع مبارياته الثماني. لكنه كان سيشعر بسعادة لو كان زميله روبرتو باوتيستا أغوت هو من يحسم الانتصار.
ومنح باوتيستا أغوت إسبانيا التقدم أمام كندا بتغلبه على فيلكس أوجيه - ألياسيم 7 - 6 و6 - 2 بعد أيام من ترك الفريق عقب وفاة والده.
وقال نادال الذي حقق الفوز 29 على التوالي في مباريات الفردي في كأس ديفيس منذ 2004: «أسبوع مذهل في كل الجوانب. اللاعب الحاسم كان روبرتو باوتيستا».
وبعد تغلبه على أوجيه - ألياسيم ذهب سيرجي بروغيرا كابتن إسبانيا لمعانقة باوتيستا أغوت وسيطرت المشاعر على الملعب وسط هتافات جماهير إسبانيا: «الأبطال».
وقال بروغيرا: «كان يوماً حالماً، وكل أعضاء الفريق قدموا مجهوداً لا يصدق، خاصة رافاييل بذهابه للنوم في الثالثة أو الرابعة أو الخامسة صباحاً ونزوله إلى أرض الملعب في اليوم التالي. الأمر ممكن فقط لأننا إسبان».
وبالنسبة لجيرارد بيكيه مدافع فريق برشلونة لكرة القدم الذي كان وراء تحويل كأس ديفيس المعدلة إلى كأس العالم للتنس فالأجواء كانت مثالية في نهاية أسبوع عانى فيه النظام الجديد من انتقادات كبيرة لكن يمكن النظر إلى التجربة بأنها ناجحة.
وفي ظل تأخر الكثير من المباريات؛ حيث امتدت مباراة أحياناً للساعة الرابعة فجراً، ودور المجموعات المعقد والحضور الجماهيري الضعيف في بعض المواجهات فهناك مساحة كبيرة للتطور إذا كان مبلغ 80 مليون دولار الذي تستثمره شركته كوزموس في البطولة في كل عام مستداماً.
وبمجرد انطلاق المواجهات ظهر جلياً أن قرار فرانك دانتشفيتش قائد كندا بتغيير تشكيلته في مباريات الفردي لأول مرة طيلة الأسبوع سيكون عكسياً.
وقدم فاسيك بوسبيسيل، المصنف 150 عالمياً، أداءً مذهلاً وتغلب على الإيطالي فابيو فونيني المصنف 12 عالمياً والأميركي رايلي أوبلكا في دور المجموعات قبل الفوز على الأسترالي جون ميلمان في دور الثمانية واللعب مع شابوفالوف في مباراة الزوجي ليحسما انتصار كندا على روسيا في نصف النهائي.
لكن أوجيه - ألياسيم، الذي كان يعاني من إصابة في الكاحل، لعب لأول مرة وتفوق عليه باوتيتسا أغوت الذي عاد للفريق الإسباني السبت.
وتركت هذه الخسارة شابوفالوف أمام مهمة مستحيلة ضد نادال الحاصل على 19 لقباً في البطولات الأربع الكبرى، وكانت الفرصة الوحيدة أن تخور قوى اللاعب الإسباني، لكن نادال لم يترك الأمر يفلت من بين يده في ظل حضور 25 ألف مشجع إسباني.
وعندما حسم المجموعة الأولى بعد كسر إرسال منافسه مرة واحدة لم يكن هناك أي شعور بأن المفاجأة ستحدث لكن شابوفالوف ضخ بعض الإثارة دون القدرة على تحدي المصنف الأول عالمياً.
