يبدو وأن الأمور بدأت تتجه في مسار مختلف بشأن انتقال ليونيل ميسي نجم برشلونة إلى مانشستر سيتي خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
خرج "ليو" قبل عدة أيام، وأعلن فيما يسمى بـ "بيوروفاكس" رسمي موجه إلى إدارة ناديه نيته في الرحيل عن خلال السوق الحالي، وطلب تفعيل بند الرحيل المجاني المبرم في عقده الأخير والذي تم توقيعه في نوفمبر 2017.
ويتيح هذا البند للنجم الأرجنتيني بالرحيل المجاني عن النادي نهاية كل موسم شريطة أن يتم إخبار الإدارة الكتالونية قبل نهاية الموسم بعشرين يوماً (أي في العاشر من يونيو الماضي) وإلا فعليه دفع شرط جزائي مادي يقدر بقيمة 700 مليون يورو.
ويستند "ليو" على تمديد الموسم بسبب جائحة كورونا، ليبدأ الخلاف بينه وبين إدارة برشلونة التي ترفض بشتى الطرق الدخول في مفاوضات من شأنها الانفصال الودي دون دفع قيمة الشرط الجزائي.
فور إعلان ميسي نيته في مغادرة كامب ناو، كان مانشستر سيتي أول الأندية المهتمة بضم البالغ من العمر 33 عاماً، وقالت تقارير أوروبية أنه تواصل مع بيب غوارديولا (مدربه السابق في برشلونة) المدير الفني الحالي للسيتيزنز لسؤاله عن إمكانية انتقاله إلى ملعب الاتحاد.
وعلى الرغم من ارتباط ميسي بالانتقال إلى باريس سان جيرمان وإنتر ميلان، ويوفنتوس ليزامل غريمه كريستيانو رونالدو، إلا أن النادي الإنجليزي يبدو الوجهة الأقرب وفقاً للتقارير.
بعض الصحف الإسبانية والإنجليزية، تدوالت قبل أيام قليلة العرض المحتمل لمانشستر سيتي من أجل استقطاب ميسي إلى ملعب الاتحاد، وتضمن العرض ارتداء "ليو" قميص الفريق السماوي 3 مواسم إلى جانب لعب موسمين آخرين في نيويورك سيتي (المملوك لمجموعة سيتي القابضة) في الدوري الأميركي على أن يحصل على 500 مليون يورو بواقع 50 مليون يورو في الموسم الواحد، وبعد نهاية الثلاث مواسم الأولى يحصل على مكافأة قدرها 250 مليون يورو.
الأزمة حالياً، ليست في قيمة العقد المقدم من سيتي ولا في محاولات الاتفاق بين ميسي وإدارة النادي الإنجليزي، بل في وضعية الأرجنتيني مع برشلونة، فإدارة النادي الكتالوني ستتقدم بكل تأكيد بشكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضد اللاعب والنادي الذي قد يتعاقد معه.
وقالت صحيفة "موندو ديبورتيفو" المقربة من برشلونة صباح الثلاثاء، أن مانشستر سيتي سيجد نفسه في مأزق "اقتصادي" في حالة التدخل في أزمة ميسي مع برشلونة.
وقالت الصحيفة: "وفقاً لمصادر قريبة من النادي الإنجليزي، فإنه بعد تحليل الأرقام، أدرك مسؤولو سيتي أن الصفقة غير قابلة للتطبيق من الناحية الاقتصادية، لأن النادي سيتعين عليه دفع قيمة انتقال باهظة بخلاف الراتب وهو ما قد يضعه في أزمة جديدة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)".
وأضافت أن إدارة مانشستر سيتي تتفهم جيداً، أن التعاقد مع ميسي سيدفع الفريق إلى الأمام بشكل مميز، وليس هناك أدنى شك فيما سيحققه الأرجنتيني، لكن عند النظر إلى الناحية الاقتصادية فإن الأمور تختلف.
وسبق لمانشستر سيتي، الدخول في خلافات مع يويفا بسبب خرق قواعد اللعب المالي النظيف، وأصدر قرار بحرمان الفريق الإنجليزي من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة عامين متتاليين قبل أن تنقذه المحكمة الرياضية (كاس) وتلغي العقوبة.
وعلى الرغم من أن فيفا سيمنح ميسي بطاقة مؤقتة تسمح له باللعب لأي نادٍ لحين الفصل في النزاع (وفقاً للوائح) إلا أن مسوولي سيتي لا يريدون المخاطرة مرة أخرى.
ووفقاً للصحيفة الكتالونية، فإن الاختيار الأمثل لسيتي هو التوقيع المجاني مع ميسي، وهذا لن يحدث إلا في الأول من يناير القادم (يحق للاعب التفاوض مع أي نادي قبل نهاية عقده بـ 6 أشهر)، أما قبل ذلك فقد يضطر النادي للدخول في أزمة مع فيفا.