نواصل نشر سلسلة التحقيقات الخاصة ببطولة يورو 2012 التي تقام في بولندا وأوكرانيا من 8 حزيران إلى 1 تموز المقبلين بعد استعراض منتخبات المجموعة الثالثة، ونقدم اليوم منتخبات إنجلترا وفرنسا والسويد وأوكرانيا في المجموعة الرابعة.
وستكون المنافسة في هذه المجموعة حامية الوطيس، ففي حين تبدو حظوظ إنجلترا وفرنسا للتأهل أكبر من السويد وأوكرانيا، علماً بأن الثانية تعتمد على عاملي الأرض والجمهور لتفادي الخروج من الدور الأول، إلا أن المشوار لن يكون سهلاً أمام المنتخبات الأربعة، حيث من المتوقع انقلاب صورة المنافسة في أي مباراة من مبارياتها.
إنجلترا:
بعدما سيطرت التوقعات الهائلة والمبالغ فيها على إنجلترا قبل كل بطولة كبيرة تشارك فيها على مدار تاريخها الطويل، يبدو الوضع مختلفاً بشكلٍ كبير قبل خوضها يورو 2012.
ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تتعرّض إنجلترا لهذا الكم من المشاكل قبل شهور قليلة من البطولة مما قد يهدد مسيرتها.
وشقت إنجلترا بقيادة المدرب الإيطالي فابيو كابيلو طريقها بنجاح إلى النهائيات بعد مسيرة رائعة في التصفيات، ولكن كابيلو قلب الطاولة وأعلن استقالته في شباط الماضي قبل أربعة أشهر فقط من انطلاق البطولة.
كذلك وجد المنتخب نفسه بلا قائد وتلاشت ملامح إعداده في ظل ما حصل.
وكانت آخر مباراة خاضتها إنجلترا هي المباراة الودية التي خسرتها أمام هولندا بنتيجة 2-3 نهاية شباط الماضي بعد ثلاثة أسابيع من استقالة كابيلو.
وكان متوقعاً أن تصبح هذه المباراة تجربة مفيدة للمنتخب يستطيع من خلالها الجهاز الفني تجربة خطة اللعب واختبار بعض اللاعبين في مركز أو أكثر من أجل تطوير الأداء، لكنها كانت على النقيض تماماً، وكاد المنتخب أن يخرج بخسارة كبيرة حيث تأخر بهدفين نظيفين قبل أن يتعادل (2-2)، ومن ثم يخسر (2-3).
وخيّمت هذه الخسارة على أجواء المنتخب لتمحو من الأذهان الفوز الثمين بهدفٍ وحيد على نظيره الإسباني بطل أوروبا والعالم في تشرين الثاني، والذي أتبعه بفوز آخر ثمين على المنتخب السويدي بالنتيجة نفسها ليكون الفوز الأول له على السويد منذ 43 عاماً.
ولم يقدم المنتخب في كل من المباراتين العرض المبهر ولكنه نجح في تحقيق الفوز وكأنه أصبح قانعاً بحدود معينة ويلعب بالشكل الذي يحقق به هدفه فقط حيث يدافع بشكل مكثف ويهدد مرمى خصومه بالمرتدات والركلات الثابتة، وهكذا تفوز بعض المنتخبات بالبطولات، وهذه بالضبط هي الطريقة التي حقق بها كابيلو النجاح، حيث يتميز بأنه مدرب واقعي بشكل هائل.
ولا يمكن للمنتخب الإنجليزي أن يتحول فجأة إلى فريق برشلونة بشكل ظاهري وإنما يستطيع التألق وتحقيق النجاح من خلال الاستفادة من مقوماته وإخراج أفضل ما فيها.
وبمجرد انتهاء مسيرة المنتخب الناجحة في التصفيات المؤهلة ليورو 2012، بدأت مرحلة العراقيل والاصطدام بها حيث تعرّض مهاجمه واين روني للإيقاف ثلاث مباريات بعد طرده في المباراة أمام منتخب مونتينغرو قبل أن تنجح مساعي الاتحاد الإنجليزي لتخفيف العقوبة إلى الإيقاف لمباراتين فقط مما يعني غيابه عن مباراتي فرنسا والسويد.
ثم جاءت الواقعة التي شهدتها مباراة تشلسي وكوينز بارك رينجرز والتي وجه فيها قائد المنتخب جون تيري إهانات عنصرية إلى لاعب كوينز بارك أنتون فيرديناند وكانت معالجة هذه القضية غامضة من جميع الأطراف.
ووقعت المحكمة التي تنظر بالقضية في خطأ فادح عندما أرجأت الاستماع لأقوال تيري إلى تموز المقبل وهو ما يمنع الاتحاد الإنجليزي من اتخاذ قرار بهذا الشأن لحين صدور الحكم القضائي ولكن الاتحاد لا يرغب في الوقت نفسه أن يواجه قائد المنتخب اتهاماً وعقوبة بسبب العنصرية.
وقد قرر تجريد تيري من شارة القائد، لكن كابيلو دافع عن اللاعب واعترض على قرار تجريده احتجاجاً على عدم التشاور معه، وأصيب بنوبة غضب دفعته الى الاستقالة.
وفي تشرين الثاني الماضي، كان لدى المنتخب ما يدفعه للتفاؤل الحذر بعدما ضم كابيلو إلى صفوفه لاعبين شباناً مثل فيل جونز وآشلي يونغ، ولكن هذا الأمل والتفاؤل تحول الآن إلى كارثة.
ويواجه المدرب الجديد للمنتخب روي هودجسون الذي عينه الاتحاد خليفة لكابيلو صعوبات في ايجاد التشكيلة المتناسقة التي تستطيع تطبيق خطة اللعب التي يعتمدها، ومن المنتظر أن يعلن التشكيلة الأولية هذا الأسبوع.
فرنسا:
مع وجود صانع اللعب الفذ فرانك ريبيري والمهاجم الخطير كريم بنزيمة والإدارة الفنية الجديدة بقيادة المدرب المتألق لوران بلان، تأمل فرنسا محو آثار الكابوس الذي مرت به في مونديال 2010، واستعادة تنصيب نفسها ضمن المنتخبات البارزة في القارة الأوروبية.
وحل المنتخب الفرنسي (الديوك الزرقاء)، رابعاً بمجموعته في الدور الأول لمونديال 2010 بعدما حقق تعادلاً وحيداً مقابل خسارتين، وسجل هدفاً وحيداً.
وجاءت هذه النتائج نتيجة للمشكلات التي ضربت المنتخب عبر التمرد الذي قاده ريبيري وباتريس إيفرا ضد المدرب ريمون دومينيك، الذي رد بطرد نيكولا أنيلكا من المعسكر وترحيله من جنوب إفريقيا بعد مشادة ساخنة بين الطرفين بين شوطي المباراة أمام المنتخب المكسيكي، بينما لم يلحق أي عقوبة بإيفرا وريبيري.
وبعد انتهاء المشاركة في البطولة وإجراء تحقيقات مكثفة في هذه الوقائع، قرر الاتحاد الفرنسي إيقاف كل من ريبيري وإيفرا لشهور عدة.
وفي غياب ريبيري، أظهر المنتخب بقيادة مديره الفني الجديد لوران بلان نظاماً وتماسكاً دفاعياً رائعاً خلال مباريات التصفيات المؤهلة ليورو 2012، رغم الخسارة أمام بيلاروسيا في انطلاق التصفيات.
وفي هذه التصفيات، أضاف عادل رامي قلــب دفاع فالنسيا الإسباني ويان مفيلا لاعب خــط الوسط المدافع في رين الفرنسي مزيداً من التماسك والصلابة الدفاعية إلى المنتــخب لتستقبل شباكه أربعة أهداف فقط في المباريات العشر التي خاضها.
وإلى جانب القوة الدفاعية، شهد أداء المنتخب تكاملاً جيداً في التصفيات من خلال الفعالية الهجومية خاصة في ظل وجود فلوران مالودا وسمير نصري بجوار ريبيري وبنزيمة، حيث ارتقى الثاني إلى درجة رائعة من التألق مع ريال مدريد هذا الموسم وأصبح المهاجم الأول للفريق ودفع بزميله الأرجنتيني غونزالو هيغواين إلى مقاعد البدلاء في معظم المباريات.
وفي الوقت نفسه، يمثل ريبيري الشرارة الحقيقية في أداء بايرن ميونخ حيث تزامن تألقه هذا الموسم مع تألق بنزيمة مما يصب في مصلحة "الديوك" قبل خوض النهائيات.
ورغم ذلك، أكد اللاعب السابق بيسنتي ليزارازو أن مستوى كل من اللاعبين ما زال قابلاً لمزيد من التطور، وقال: "ما زلنا بعيدين عن مستوى منتخبات إسبانيا وهولندا وألمانيا".
ويبدو أن ما حدث في مونديال 2010 ذهب طي النسيان وأن لاعبي المنتخب الفرنسي اكتسبوا الثقة تحت قيادة بلان (46 عاماً) الذي كان قائداً للمنتخب الفرنسي الفائز بلقبي مونديال 1998 ويورو 2000.
ويشعر لاعبوه حالياً بالسعادة لما يقدمه بلان من عمل رغم ما أشارت إليه وسائل الإعلام الفرنسية في الشهور القليلة الماضية عن خلافاته مع نويل لو غريت رئيس الاتحاد الفرنسي.
وقال ريبيري عن بلان: "اتمنى أن يستمر مع المنتخب الفرنسي. إنه أمر مهم بالفعل بالنسبة لي وللاعبين".
ويمتد عقــد بلان حتى نهاية يورو 2012 ويأمل أن يحــقق النجاح في هذه البطولة مثلما حظي بالنجاح في التصفيات واجتاز أصعب الاختبارات الودية بالفوز على ألمانيا (2-1)، في بريمن.
وكان بلان قد صرح بعد القرعة: "كان من الممكن أن تكون القرعة أسوأ وكان من الممكن أن تكون أفضل، كان وارداً أن نحل مكان المنتخب الدنماركي في مجموعة الموت".
السويد:
يرى بعض المدربين أن اختيار عناصر المنتخب الوطني في أي دولة يشبه إلى حد كبير اختيار أثاث منزل جديد ثم وضع كل قطعة من هذا الأثاث في المكان الملائم لها لتؤدي الغرض منها بالتناسق والانسجام مع باقي القطع.
وقال المدرب إيريك هامرين المدير الفني للمنتخب السويدي: "حتى تسنح الفرصة للعبور من المجموعة، يجب أن نلعب بشكل جيد كفريق وبعدها يأتي دور بعض اللاعبين الذين يستطيع كل منهم تقديم شيء إضافي في المباريات".
وينتظر هامرين وأنصار المنتخب السويدي هذا الشيء الإضافي من المهاجم المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش أبرز لاعبي المنتخب.
وكان إبراهيموفيتش مهاجم ميلان الإيطالي الذي سجل 35 هدفاً في جميع البطولات هذا الموسم من اللاعبين المثيرين للجدل دائماً، ولكن عبقريته وشخصيته الرائعة في الملعب يكون لها دور حاسم في مسيرة المنتخب.
وقال إبراهيموفيتش: "تدور في رأسي صورتي وأنا أحمل كأس البطولة بين يدي، سنكافح من أجل الصعود لمنصة التتويج. هذا هو ما نريده، وهو ما سنذهب من أجله إلى هناك. إذا لم تكن ترغب في ذلك ، فعليك ألا تذهب"، في إشارة إلى رغبته وباقي لاعبي المنتخب السويدي في المنافسة بقوة على اللقب.
وجاء الفوز (3-1)، على المنتخب الكرواتي، الذي يصعب الفوز عليه في عقر داره، خلال المباراة الودية آواخر شباط الماضي ليعزز آمال المنتخب في إمكانية تفجير مفاجأة في يورو 2012.
وقال هامرين في تعليقه على منافسيه: "إنها مجموعة صعبة بشكل هائل".
وتولى هامرين (55 عاماً) تدريب المنتخب عام 2009 ومنح شارة القيادة لإبراهيموفيتش واستغل لقاء كرواتيا الودي في تجربة أسلوب جديد في اللعب بمنح الفرصة لإبراهيموفيتش للتراجع إلى وسط الملعب وإعداد اللعب خلف زميله يوهان إيلمندر.
وكانت هذه الطريقة مثمرة ورائعة، حيث أظهر إبراهيموفيتش مهارة رائعة في التعامل مع الكرة وبناء الهجمات بعيداً عن إجادته في هز الشباك والتي يظهرها بشكل قوي مع ميلان.
وسجل إبراهيموفيتش (30 عاماً) في هذه المباراة هدفاً من ركلة جزاء وتعاون بشكل رائع مع إيلمندر ولاعبي خط الوسط.
وقدم إيلمندر موسماً رائعاً بدوره مع غالاتاساراي التركي كما يشكل مع "إبرا" مفتاحاً رائعاً في أداء المنتخب السويدي.
وبعد الفوز على كرواتيا، قال هامرين أنه قد يستغل نجم ميلان في أدوار عديدة وأن كل ذلك سيعتمد على المنافس الذي يواجهه الفريق، مشيداً بأداء منتخبه الذي اتسم بالحذر عندما يستحوذ على الكرة وهو ما افتقده في مباراتيه الوديتين اللتين خسرهما أمام الدنمارك وإنجلترا في تشرين الثاني الماضي، علماً بأن الخسارة أمام الإنجليز كانت الأولى للسويد في المواجهات بين الطرفين منذ 1968.
ورغم السجل الرائع للمنتخب السويدي في نهائيات كأس العالم، ما زال الوصول للمربع الذهبي في يورو 1992 بالسويد هو أفضل إنجاز له بالبطولة الأوروبية.
وبلغ المنتخب نهائيات البطولة خمس مرات في آخر ست بطولات، ولكنه يسعى بقيادة المدرب هامرين لمعادلة إنجاز 1992 على الأقل.
وقد يمنح جون غويديتي (19 عاماً) مهاجم فينورد الهولندي بعض الطاقة لخط الهجوم علماً بأن المباراة أمام كرواتيا كانت الأولى له مع المنتخب، حيث شارك في وسطها ونال إشادة وتشجيعاً هائلاً من إبراهيموفيتش الذي قال عنه: "إنه لاعب مثالي، وكل فريق يحتاج إلى جوكر مثله".
ويحظى هامرين ببعض البدائل الجيدة أيضاً في خط الوسط الذي يضم لاعبين مثل أنديرس سفنسون (35 عاماً) نجم إلفسبورغ والذي بدأ مسيرته الدولية عام 1999 ويأتي في المركز الثاني بقائمة أكثر اللاعبين الدوليين مشاركة مع المنتخب.
وفقد سفنسون بعض سرعته لكبر السن، ولكنه يستطيع تعويض ذلك من خلال الخبرة الكبيرة التي اكتسبها.
كما يضم خط الوسط اللاعب كيم كالشتروم نجم ليون الفرنسي والذي يتمتع بأداء رائع بقدمه اليسرى ويستطيع هز الشباك وصناعة الأهداف، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال مسيرة المنتخب في التصفيات، وإلى جانبهما يتألق أيضاً سيباستيان لارسون نجم سندرلاند الإنجليزي الذي ترك بصمة واضحة في الفترة الماضية كما سجل اثنين من الأهداف الثلاثة في مرمى كرواتيا.
ويتركز قلق هامرين ومخاوفه في خط الدفاع باستثناء اللاعب المتألق أولوف ميلبيرغ نجم أولمبياكوس اليوناني.
وينتظر أن يلعب الى جانب ميلبرغ مدافع ويست بروميتش ألبيون يوناس أولسون بعد استبعاد النجم المخضرم دانيال مايستروفيتش بسبب الإصابة التي تعرض لها في الركبة قبل لقاء كرواتيا الودي.
أوكرانيا:
باستثناء المهاجم المخضرم أندري شيفتشينكو، لا يضم المنتخب الأوكراني بين صفوفه أي لاعب يمكنه جذب الانتباه من خلال اسمه أو شهرته.
وعلى عكس طموحات الدول المضيفة لهذه البطولات الكبيرة، تخوض أوكرانيا البطولة على أرضها بمنتخب مجهول لا يضم سوى لاعب واحد فقط من النجوم أصحاب الشهرة العالمية، بينما يعتمد المنتخب في مجمله على الوجوه الجديدة في ظل اعتزال عدد من اللاعبين القدامى ومعاناة البعض الآخر من الإصابات التي امتدت لفترات طويلة. آخرها كان استبعاد الحارس الأول الكسندر شوفكوفسكي (37 عاماً)، بسبب اصابة في الكتف تعرض لها خلال مباراة محلية الاسبوع الماضي وسيغيب عن المباريات لثلاثة أشهر على الأقل.
ويشكل غياب الحارس المخضرم ضربة كبيرة لآمال منتخب أوكرانيا الذي سيواجه إنجلترا وفرنسا والسويد في المجموعة الرابعة خلال البطولة.
ويشتهر شوفكوفسكي بقدرته على التصدي لركلات الجزاء وقد لعب 92 مباراة دولية واصبح أول حارس في تاريخ بطولات كأس العالم لا يدخل مرماه أي هدف خلال ركلات الترجيح في مونديال ألمانيا 2006.
وقبل حوالى الشهر من انطلاق البطولة يقول مدرب أوكرانيا أوليغ بلوخين: "يتعين علينا أن نتمكن من منافسة الجميع... بشرط أن نكون بحالة جيدة. ولا أفضل لاعباً على آخر وليس لدي لاعبين مفضلين".
ولكن قلة اللاعبين الجاهزين على مقاعد البدلاء وافتقاد المنتخب للمهاجمين أصحاب المستوى الدولي المتميز يضع بلوخين في مأزق حقيقي ويحد من خياراته والبدائل المتاحة أمامه قبل يورو 2012.
وربما يبدو التشكيل الأساسي للمنتخب الأوكراني وخطط لعبه التي قد يطبقها في البطولة أمراً معلوما للجميع.
ويقول المحلل الرياضي الأوكراني أرتيوم فرانكو: "سنرى منتخباً أوكرانيا تقليدياً. أبرز أسلحتنا هو الأداء الجماعي وهو ما يحاول فيه بلوخين... ويبقى السؤال هو (هل سننجح ؟)... لا يمكنك استبعاد هذه الاحتمالية".
وأكدت وسائل الإعلام الأوكرانية في بعض تقاريرها على أن منتخبات المجموعة عليها أن تلعب بشكل دفاعي وأن تعتمد على الهجمات المرتدة بشكل متكرر لأن المهارات الفردية التي تتفوق فيها ستواجه أداء جماعياً.
ونجح شيفتشينكو (35 عاماً) اللاعب الأوكراني الوحيد المعروف بشكل هائل خارج بلاده، ولكن فترة التألق الرائع التي قضاها في صفوف ميلان الإيطالي انتهت بالفعل قبل سنوات وكانت بدايتها قبل عقد من الزمان، كما فاز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في أوروبا.
وقد بدأت وسائل الإعلام الأوكرانية بإثارة التساؤلات والشكوك عما إذا كان شيفتشينكو سيكون جاهزاً للبطولة من الناحية البدنية.
ويلعب "شيفا" حالياً في صفوف دينامو كييف ويشارك في المباريات كلما سمحت له ظروف الإصابات المتكررة التي يتعرض لها.
ويعتمد بلوخين بشكل متكرر على الدفع بشيفتشينكو بمفرده في خط الهجوم في المواجهات مع المنتخبات القوية، كما يعتمد بشكل عام على خطة اللعب (4-2-3-1)، في حالة اللجوء للهجمات المرتدة حيث يؤدي جميع اللاعبين الثلاثة في خط الوسط الواجبات الهجومية الموكلة إليهم.
وبخلاف شيفتشينكو، يفتقد المنتخب الأوكراني لوجود مهاجم من طراز فريد، ولذلك يعلق معظم آماله على لاعب خط الوسط المهاجم الشاب أندري يارمولينكو (22 عاماً) نجم دينامو كييف الواعد والذي قد يصبح أحد مفاجآت البطولة.
ويميل يارمولينكو للعب في الجبهة اليسرى ولكنه يهاجم من الناحية اليمنى ويتميز بالهدوء الشديد في الأداء والتعامل مع المباريات.
ويعتمد بلوخين في مركز صانع اللعب على أليكساندر إيلييف (27 عاما) لاعب خط وسط دينامو كييف والذي صنع بتمريراته المتقنة العديد من الفرص التي ترجمها يارمولينكو إلى أهداف.
ويشير المدير الفني لفريق دينامو كييف يوري سيومين إلى أن مهارات إيلييف في تسديد الركلات الحرة تجعل منه أبرز اللاعبين في أوروبا.
ويصف المدربون الذين تعاقبوا على تدريبه بأنه أفضل في الإمكانيات من يارمولينكو ولكنه يتسم بالمزاج العصبي الذي تسبب من قبل في طرده من إحدى مباريات ناديه بسبب الاعتراض والاعتداء على الحكم كما وصفه في مقابلة أجريت معه بعد اللقاء بأنه "معزة".
ويمثل أوليه جوسييف (28 عاماً) الطاقة المحركة في صفوف المنتخب الأوكراني حيث يجيد اللعب على كل من طرفي الملعب.
ورغم محاولات بلوخين الاستفادة من نشاطه في خط الهجوم مع تغيير خططه الهجومية، تمثل انطلاقات جوسييف من الناحية اليمنى وتمريرته العرضية التي يرسلها من المنطقة القريبة من الراية الركنية واحدة من أبرز الملامح في أداء المنتخب الأوكراني.
ويضم المنتخب أيضا آناتولي تيموستشوك لاعب خط الوسط المدافع بفريق بايرن ميونخ الألماني والذي أصبح الوحيد الذي يشارك بشكل منتظم في التشكيل الأساسي لفريق ناديه من بين اللاعبين المحترفين خارج أوكرانيا.
ويدفع بلوخين بلاعبه المخضرم في جميع المـباريات الرسمية طالما كان بعيداً عن الإصابات أو الإيقافات.
أما دفاع المنتخب الأوكراني فيعتمد بشكل رئيسي على دميترو تشيغرينسكي (25 عاماً) وتاراس ميخاليك (28 عاماً)، ويتميز اللاعبان بالخبرة الكبيرة ولكنهما عادا مؤخراً للملاعب بعد فترة طويلة عانيا فيها من الإصابات.
ويمثل تشيغرنسكي عنصراً مهماً في خط الدفاع بفضل طول قامته ومهاراته في التعامل مع الكرات العالية وهي المهارات التي افتقدها المنتخب في الماضي وكانت نقطة ضعف فيه عبر التاريخ.
يقول أحد المحررين في صحيفة "كوماندا" الأوكرانية الرياضية البارزة: "لدينا الإمكانيات ولكن إصابة وحيدة أو خطأ دفاعي يمكنهما تدمير كل شيء".