اعتقال الزبيدي وامين ومقتل وجرح 7 جنود اميركيين في بغداد وتكريت

تاريخ النشر: 27 أبريل 2003 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

القت القوات الاميركية القبض الاحد على محمد محسن الزبيدي الذي نصب نفسه رئيسا لبلدية بغداد، كما اعتقلت مدير هيئة الرقابة الوطنية السابق اللواء حسام محمد امين الياسين. وتزامن الاعتقالان مع تعرض الجنود الاميركيين لسلسلة هجمات في بغداد وتكريت اسفرت عن مقتل وجرح سبعة منهم، وكذلك مع وصول وزير الدفاع دونالد رامسفلد الى ابو ظبي في اطار جولة في المنطقة تقوده الى العراق ايضا.  

اعلن المتحدث باسم القوات الاميركية في العراق، الكابتن ديفيد كونوللي ان هذه القوات اعتقلت وسط بغداد مساء الاحد المنفي العراقي السابق محمد محسن الزبيدي الذي نصب نفسه رئيسا لبلدية المدينة بسبب "اعاقته جهود سلطات التحالف ولممارسته سلطات ليست ملكه".  

وقد اعتقل الجنود الاميركيون سبعة اشخاص اخرين كانوا بمعية الزبيدي، بحسب ما اعلنه كونوللي.  

ولم يحدد المسؤول العسكري الاميركي هوية المعتقلين السبعة، كما لم يشر الى المكان الذي جرى اقتيادهم اليه، واكتفى بالقول انهم في عهدة القوات الاميركية الان.  

ولم ينف الزبيدي الذي يعرف على نفسه بانه متطوع من اجل مساعدة العراق على الوقوف على قدميه، الشائعات التي كانت تتردد حول انه تم تعيينه من قبل السلطات العسكرية الاميركية.  

وعلى اية حال، فقد وجدت القوات الاميركية نفسها عرضة لمطالب متزايدة في الاونة الاخيرة من اجل الاعلان عن عدم الاعتراف به او وجود علاقة لها معه.  

وقال كونوللي "لقد اساء بتقديم نفسه كرئيس للبلدية، وهو منصب لم يتم تعيينه فيه".  

وكانت تقارير اشارت الى ان الزبيدي محسوب على المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه احمد الجلبي الذي يعد بدوره مرشح صقور وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) لرئاسة الحكومة العراقية.  

غير ان متحدثا باسم المؤتمر الوطني نفى لـ"البوابة" في وقت سابق اية علاقة للزبيدي بالمؤتمر، كما انتقد بشدة تعيينه نفسه في منصب رئيس لبلدية بغداد.  

وقبل اعتقاله بساعات، قامت القوات الاميركية بترجمة مقابلة كان الزبيدي اجراها مع عدد من شبكات التلفزة، وقال فيها "دورنا سينتهي عندما يكون هناك مؤتمر يقوم باختيار حكومة انتقالية".  

وقد قام الحرس الشخصي للزبيدي بابعاد الصحافيين بينما كان الزبيدي يتحدث مع الجنود الاميركيين.  

وكان مناصرو الزبيدي، ولدى قدوم هؤلاء الجنود لاعتقاله قد قاموا بحمله على اكتافهم وراحوا يرددون "نعم..نعم.. الزبيدي".  

اعتقال حسام امين  

وجاء اعتقال الزبيدي بعد ساعات من اعلان القيادة الاميركية الوسطى من مقرها في قاعدة السيلية بقطر ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة تحتجز مدير هيئة الرقابة الوطنية السابق اللواء حسام محمد امين الياسين وهو المطلوب رقم 49 على لائحة المطلوبين ال 55 لدى الولايات المتحدة.  

واللواء الياسين الذي كانت دائرته تراقب مجال التسلح بالعراق من الشخصيات التي كثيرا ما ظهرت على وسائل الاعلام الدولية خلال مهام التفتيش عن السلحة المحظورة التي أجرتها الامم المتحدة قبل الحرب على العراق .  

واللواء امين هو المسؤول العراقي الـ13 من النظام السابق الذين يعتقلهم الاميركيون. ويفترض ان يمهد اعتقاله الطريق امام الحصول على معلومات جديدة في اطار التحقيق حول اسلحة الدمار الشامل في العراق التي كانت وراء شن الحرب على العراق في 20 اذار/مارس حسب واشنطن. وبعد اكثر من اسبوعين على دخول بغداد في 9 نيسان/ابريل وسقوط نظام صدام حسين لم يقدم الجيش الاميركي حتى الان أي دليل على وجود اسلحة محظورة في العراق. 

مقتل وجرح 7 جنود اميركيين في بغداد وتكريت 

الى ذلك، فقد تعرض الجنود الاميركيون لسلسلة هجمات الاحد في بغداد وتكريت اسفرت عن مقتل واصابة سبعة منهم. 

واعلنت القيادة الوسطى للقوات الاميركية في قطر أن أربعة جنود اميركيين جرحوا في كمين نصب صباح الاحد لموكب تابع لقوات العلاقات المدنية التابعة للجيش الاميركي.  

وذكرت القيادة الوسطى في بيان صحافي ان احد الجنود جراحه خطيره مشيرا الى ان الجنود كانوا وقت الحادث الذي وقع حوالي الساعة العاشرة صباحا "في مهمة ذات طبيعة صحية".‏  

واوضح البيان ان الجنود كانوا في عربتين عسكريتين من نوع (همفي) حين فتح مهاجم النار عليهم فجأة بينما كانت العربتان متوقفتان عند اشارة مرور.‏ 

واضاف البيان "رد جنود التحالف واخلي الجنود الجرحى الى مستشفى عسكري لمعالجة جراحهم".‏  

واشار الى ان جهود التحالف "في مكافحة جيوب النظام المقاومة ناجحة" الا ان هذا الحادث يثبت "وجود مخاطر حتى الان" رغم تلك الجهود. 

وكان جندي اخر تعرض في وقت سابق الاحد لاصابة بالغة في بغداد في اطلاق نار لم يعرف مصدره. 

وافادت قناة "الجزيرة" ان الجندي اصيب في اطلاق نار في منطقة الشورجة وسط العاصمة العراقية. 

ولم يعرف مصدر النيران كما اصيب مترجم، من اصل عراقي، مرافق للقوات الاميركية بجروح خفيفة في نفس الحادث الذي لم تعرف تفاصيله ودوافعه.وقالت القناة انه تم نقل الجندي الى مستشفى الشهيد عدنان للعلاج.  

ومن جهة ثانية، فقد قتل جندي اميركي واصيب اخر في حادث انقلاب مدرعتين في تكريت بعد تعرضهما لاطلاق نيران الاحد، بحسب ما اعلنته القيادة الاميركية الوسطى في قطر.  

وقالت القيادة الاميركية ان الجنديين في الفرقة الرابعة لمشاة البحرية الاميركية اللذين كانا داخل مدرعتي برادلي ينتميان الى فريق تدخل سريع تم استدعاؤه لتعزيز حاجز في تكريت، المعقل السابق لصدام حسين.  

واضافت القيادة في بيان ان "الحاجز تعرض اخيرا لنيران معادية في حين كانت مدرعات برادلي تتقدم لتعزيز امن الحاجز فانقلبت اثنتان منها".  

هذا، واشارت الحصيلة الاخيرة التي نشرها البنتاغون في 17 نيسان/ابريل الى مقتل 126 عسكريا اميركيا منذ بدء الحرب على العراق في 20 آذار/مارس. ومن هذا العدد قتل 109 في المعارك او بنيران صديقة في حين قتل 17 في حوادث حسب ما اعلنت ناطقة باسم وزارة الدفاع ميغان كوكس.  

رامسفلد  

الى هنا، والتقى وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد بزعماء الامارات العربية المتحدة الاحد في بداية جولة خليجية يوجه فيها الشكر لحلفاء الولايات المتحدة على مساعدتهم في الحرب على العراق ويناقش ترتيبات عسكرية أميركية جديدة محتملة في المنطقة. 

وكان رامسفلد اعلن قبيل جولته في المنطقة ان القوات الاميركية ستبقى في العراق وافغانستان حتى اقامة حكومتين ديمقراطيتين فيهما. 

ووصل رامسفيلد الى أبوظبي بعد تأخير ست ساعات بسبب عطل فني في طائرته دفعه لإرجاء زيارته المقررة الى أفغانستان. لكن مسؤولين قالوا انه يأمل في زيارة كابول في وقت لاحق هذا الاسبوع. 

ووصل قائد الحرب الجنرال الاميركي تومي فرانكس قادما من قطر للمشاركة في المحادثات مع ولي عهد ابوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ووزير دفاع الامارات الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم والفريق الركن الشيخ محمد بن زايد ال نهيان رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الاماراتية. 

وقال رامسفيلد للصحفيين قبل ان يغادر الامارات متوجها إلى قطر المجاورة التي تستضيف المقر الميداني للقيادة المركزية الامريكية "تحدثنا عن المستقبل في العراق وأفغانستان." 

واضاف "أكدنا لوزير الدفاع وولي العهد أن الولايات المتحدة تنوي عمل ما هو ضروري مع شركائنا في التحالف من أجل ايجاد مناخ جديد في العراق. مناخ متساهل يسمح للشعب العراقي ان يبدأ تلك العملية المهمة لبناء سلطة عراقية مؤقتة وفي النهاية بناء حكومة عراقية حرة." 

وتدرس واشنطن اجراء تغييرات محتملة في وجودها العسكري المكلف في الشرق الاوسط حيث ينظر إلى الاطاحة بصدام حسين على أنه تطور يسمح بخفض وجود القوات الامريكية في المنطقة الحساسة سياسيا. 

ورفض مسؤولون عسكريون أميركيون التنبوء بما إذا كانت الامارات التي طلبت شراء 80 مقاتلة اميركية من طراز أف 16 في صفقة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات قد تستفيد من أي تغييرات. 

وردا على سؤال عما اذا كانوا قد طلبوا من الإمارات استضافة عدد أكبر من القوات الاميركية في المستقبل في إطار عملية لإعادة توزيعها قال فرانكس "لم نوجه السؤال." 

لكنه سلم بأنه بسقوط الحكومة العراقية فأن واشنطن تنظر مليا في إعادة توزيع قواتها في المنطقة. لكنه رفض التكهن بما اذا كان سيجري تخفيض للقوات. 

واضاف "نحتاج الى دراسة ذلك. نريد ان نرى بدقة أي توزيع سيكون له المردود الأكبر بالنسبة لنا." 

وعلق فرانكس عند وصوله إلى الدوحة عاصمة قطر على إستسلام طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي للقوات الاميركية وقال انه يقدم قدرا كبيرا من المعلومات لمحققي المخابرات الاميركية. لكنه لم يقدم تفاصيل. 

ووجه رامسفيلد الشكر للامارات للدعم الذي قدمته في "الحرب العالمية على الارهاب" وللمساعدة في الحرب على العراق. وقال انها تقدم معونة انسانية كبيرة للعراق. 

وقدمت الإمارات دعما رئيسيا في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق. 

وقال رامسفيلد للصحفيين انه يعتزم ان يناقش "مع حلفائنا المحيطين بالعراق الترتيبات بيننا وبينهم وشراكتنا وتعاوننا فيما نتطلع الى نقطة ما يتوقف عندها النشاط القتالي الكبير في العراق." 

ويتوقع محللون عسكريون أن تخفض الولايات المتحدة وجودها العسكري في السعودية بشدة مع احتمال نقل بعض قواتها الجوية من هناك إلى قطر او عمان او الامارات. كما تحتفظ الولايات المتحدة بوجود  

عسكري قوي في الكويت جارة العراق الجنوبية. 

وكانت عشرات الطائرات الحربية الاميركية تستخدم قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية منذ نهاية حرب الخليج عام 1991 لمراقبة منطقة لحظر الطيران فوق جنوب العراق. لكن لم تعد هناك حاجة لتلك  

العملية. 

كما استخدمت القوات الجوية الأميركية مركزا متطورا لقيادة الحرب الجوية في قاعدة الامير سلطان في الحرب الجوية ضد العراق لكن القادة السعوديين رفضوا السماح للطائرات الهجومية باستخدام القاعدة في شن هجمات على أهداف عراقية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)