كانت الفوضى تعم الكوخ ، ثياب وسخة وأوانٍ في كل مكان، والاكسسوار الوحيد ملصق لسفينة نوح معلق على الحائط.
فمخبأ الرئيس العراقي السابق صدام حسين في مزرعة في قرية الدوار قرب تكريت لا يشبه لا من قريب ولا من بعيد تلك القصور الفخمة التي عاش فيها سنوات، وقد بدا أمس أشبه بمنزل هجره أصحابه.
وفي جولة على الكوخ الطيني قرب الحفرة التي عثر فيها على صدام قبل يومين، وجد الصحافيون سريراً ضيقاً ومطبخاً موقتاً، الا أنهم لم يجدوا أية مراحيض. أما الحماية الوحيدة المتوافرة، فهي تلك الاغصان التي غطت السقف اضافة الى باب معدني رمادي مع قفل صغير.
داخل الكوخ، ثياب وسخة، بينها بنطلون رمادي ومنشفة، معلقة على شريط فوق السرير المغطى ببطانية زهرية. وتوسط ملصق سفينة نوح الحائط قرب سرير ثان بدا أنه لم يستخدم. وعلى الارض، صندوق خشبي فيه عباءة عربية سوداء طويلة، وقمصان "تي شيرت" رجاليتان جديدتان، وسروالان قطنيان رجاليان جديدان أيضاً، الى بعض الكتب القديمة. والى جانب الحائط حذاء أسود وخفان.
وداخل المطبخ الموقت، براد صغير يحوي ألواحاً قليلة من شوكولا "باونتي" ، وبعض النقانق وعلبة "سفن آب"، وطاولة عليها خبز قديم. وفي المغسلة، طنجرة فيها بقايا رز وصحون متسخة. وعلى رفٍّ يعلو جهاز الطبخ ، وضعت ألواح من الصابون وركوة للقهوة ومرآة ولوحا شوكولا "مارس".
وخارج الكوخ، خندق صـغير يبـدو أنه كان يستخدم مرحاضاً، وخضر وأكياس بلاستيكية وزجاجات فارغة وفواكه نتنة وكرسي مكسور. وعلى أحد الجدران الخارجية، علقت صورتان للعذراء والعشاء السري.
وخارج الباب علقت اصابع السجق الجافة اضافة الى بعض ادوات الطبخ. ويتسع الجحر الذي تسنده اعمدة خشبية وقوالب الطوب، لشخص واحد بحيث يمكنه الاستلقاء، كما انه مزود بضوء كهربائي وتهوية، وغطي مدخله بغطاء من البولسترين للتمويه.
وخارج السياج الذي احاط بالكوخ الطيني، شوهدت بقرة وقد علقت في الطين. ويمر طريق ترابي ضيق بجوار حقل لنباتات عباد الشمس الجافة باتجاه بلدة الدوار على ضفتي نهر دجلة حيث يرى، في مكان غير بعيد، احد قصور صدام الضخمة شاهدا على عملية الاعتقال.
وغطي سقف الكوخ بأغصان الشجر فيما بدا بابه المعدني من دون قفل خارجي. وفي غرفة النوم، وجدت ثياب قذرة وسرير مرتب بدا انه لم يستخدم منذ فترة طويلة. وفي صندوق ، كان هناك عباءات رجالية، اثنتان منها جديدة لم تستعمل بالإضافة إلى قمصان بيضاء واحذية رجالية. وعلى سطح المغسلة الوسخة في المطبخ وجد بعض الأرز المطبوخ وأطعمة فاسدة.
وبالقرب من الكوخ، بدت قناة صغيرة تستخدم كمرحاض وكانت مغمورة بأكياس من البلاستيك وعبوات فارغة ونفايات وكرسي مكسور. ووجدت أكياس نايلون في الحفرة التي اختبأ فيها صدام بالقرب من الكوخ. وتحت شجرة النخيل المجاورة للكوخ علقت فاكهة مجففة وقطع من السجق على عمود اتضح انه يمتد إلى داخل الحفرة ونصب لإيصال الهواء إلى "جحر العنكبوت" الذي اختبأ فيه صدام.
وكان الجنود الاميركيون عثروا على قطعة قماش بيضاء تخفي الحفرة التي اختبأ فيها صدام، وتحتها حجر كبير مع مسكتين طليتا للتمويه. والى جانب شجرة بلح قرب الحفرة، أنبوب صغير من الصفيح استخدم منفذاً للتهوئة وعلق فيه تين وقطع من النقانق الجافة للتمويه—(البوابة)—(مصادر متعددة)