كنافة وقطايف وقمر الدين..

تاريخ النشر: 14 سبتمبر 2008 - 12:07 GMT

يقبل الأردنيون من مختلف مشاربهم على تناول الحلويات في رمضان التي تتوجها أكلتان هما الكنافة والقطايف، والمشروب الشهير قمر الدين. غير ان قلة تعبأ بأصل وفصل هذه الحلويات.

تذكر كتب التاريخ أن أول من عرف الكنافة هم الأمويون فى دمشق ، و يُقال أن معاوية بن أبى سفيان كان أول من صنع الكنافة من العرب . وكان أكولا، شكا إلى طبيبه «محمد بن أثال» ما يلقاه من الجوع في صيامه، فوصف له الكنافة ليتناولها فى فترة السحور كي تعينه على الصيام ، وكان ذلك عام 35 هـ (641 ميلادية، على حد قول المؤرخ ابن فضل الله.

ومن المعروف  أن أهل الشام يُعدّون من أبرع المختصين بصنع الكُنافة، وابرزها الكنافة النابلسية، التي كان الشُعراء يتبارون فى وصفها.

 

و مما قيل عن الكنافة قول الشاعر المصرى أبو الحسين الجزار :

سقى الله أكناف الكُنافة بالقطر و جاء عليها سكر دائم الدر

و تباً لأوقات المخلل أنها تمر بلا نفع و تُحسب من عمري

و قال الشاعر شهاب الدين الهائم :

إليك إشتياقى يا كنافة زائد و ما لى غنى عنك كلا و لا صبر

فلا زلت أكلى كل يوم و ليلة و لا زال منهلاً بجرعائك القطر

رواية ثانية تقول أن الكُنافة صُنعت خصيصاً لسليمان بن عبد الملك الأموى.

والطريف أن «سليمان بن عبد الملك» كان هو أيضاً من «الأكلة المشهورين». ويقال انه أول من أكل القطايف عندما قدمها طهاة حلب ا في خلافته التي بدأت عام 96 هـ (712 م )، كما يقول المؤرخ «إبراهيم عناني».

والظاهر أنه لم يكن يطيق أن يبقى بلا طعام في ليالي رمضان الطويلة التي يقضيها في مجلس الحكم، ولهذا ابتكروا من أجله «القطايف» وهي لقم من عجين محشو، يمكن للخليفة أن يتناولها وهو في مجلس خلافته، من غير أن تنتقص هيبته، أو يختل نظام المجلس.

المماليك هم أول من ادخل صناعة الكنافة والقطايف الى مصر للترفيه عن الصائمين والمحرومين .

وقال شاعر في مدح القطايف:

هات القطايف لي هنا

فالصوم حينها لنا

قد كان يأكلها أبي

وأكرهها أنا

لكنى منذ ذقتها

ذقت السعادة والهنا

 

أما أول من تناول مشروب «أمر الدين» فهو الخليفة «عبد الملك بن مروان» ـ 65هـ- 86هـ ـ وترجع التسمية إلي مدينة «أمر الدين» بالشام، التي اشتهرت بزراعة المشمش. ثم حور الناس الاسم إلى «قمر الدين» جهلاً بسبب التسمية، التي زعموها ترجع إلى شخص يدعى «قمر الدين» كان يزرع المشمش، وأراد تخزينه ليصنع منه مشروباً في رمضان، فجففه على النحو المعروف، وصنع أول لفافة من لفافات «أمر الدين». وقد أعجب «عبد الملك بن مروان بطعمه» وأمر بتقديمه للناس في رمضان، ومن هنا اكتسب شهرته، وارتبط بالشهر الكريم.

كنافة وقطايف وقمر الدين.. حلوى رمضانية، لا طعم لرمضان من غير سكرها الشهي.