كيم باسنجر تغرق في حبّ القارة السوداء

تاريخ النشر: 06 يوليو 2000 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

إنها كيم باسنجر التي قالت:"بعدما قدمت مجموعة من الأعمال التي لا قيمة لها، نجحت أخيراً في تقديم فيلمين جيدين" وقد عنت كيم بالفيلم الأول، "آل، آي سرّي" الذي تمكنت بفضله من انتزاع جائزة أوسكار "أفضل ممثلة في دور ثانوي".  

ويبدو أن "حلمها" بدفن صورتها القديمة كرمز جنسي واثبات قدراتها كممثلة جيدة لا يزال مستمراً، ففيلمها الثاني "الجيد" حسب قولها هو فيلم "حلمت بأفريقيا". 

باسنجر زوجة الممثل الأميركي اليك بالدوين، باتت بعيدة جداً عن صورة الغانية البلاتينية الشعر التي فجّرت الرغبات الحارة في الثمانينات وهي مستسلمة كلعبة بين يدي زميلها الممثل ميكي رورك في فيلم "تسعة أسابيع ونصف".  

لقد "خلعت" نهائياً ثوب الإغواء وارتدت ثياب مزارعة على رأسها قبعة تقيها من شمس إفريقيا اللاذعة، وحملت السلاح، وواجهت تقلبات الطقس المجنون، ونوبات العواطف الهستيرية، واضطرت إلى دفع فيل ضخم تجرأ على دخول حديقتها، وأفعى ضخمة التفت حول عنقها، ومواجهة موت زوجها ثم ابنها بشجاعة نادرة، فقط لأنها قررت أن تحلم وتحوّل حلمها بإفريقيا واقعاً ملموساً.  

وككل عشاق القارة السوداء الحارة التي تشبه سلاحاً ذا حدين بسحرها وخطرها، يتحول العيش في إفريقيا من مغامرة ممتعة ومترفة الى قصة حقيقية وواقع معاش. 

القصة مأخوذة من كتاب أشبه بسيرة واقعية للمؤلفة الإيطالية كوكي غالمان التي تبلغ اليوم السابعة والخمسين ولا تزال تعيش مع ابنتها في مزرعة "اول اري نيير" حيث يوجد قبرا أعز شخصين إلى قلبها.  

القصة التي قرأها المنتج ستانلي.آر. جايف(الفائز بأوسكار عن فيلم "كرايمر ضد كرايمر") في الطائرة، دفعته بعمقها وانفعالاتها وتجربتها المؤثرة الى الإجهاش بالبكاء مما جعل الراكب الجالس الى جانبه يرتبك ويظن ان الطائرة توشك على التحطم، وبعدما مسح عينيه واستجمع قوته، وقرر أن يجعل عيون ملايين الناس تبكي دموعاً كالمطر الذي يغسل إفريقيا دائماً.  

وفعلا نجح في ذلك. فكان صعبا على الجمهور أن يخفوا دموعهم في متابعة قصة تلك المرأة المنتمية الى الطبقة البورجوازية الإيطالية التي قررت مع ابنها الصغير امانويل وزوجها باولو (فينسان بيريز) أن تبدأ حياة جديدة في إفريقيا.  

حبها لباولو دفع كوكي (كيم باسنجر) للتخلي عن سحر البندقية وترفها وثقافتها والانطلاق معه الى مزرعة إفريقية وسط ذلك العالم الغريب العجيب.  

ورغم التحديات والمصاعب قررت البقاء وشرحت ذلك في رسالة الى والدتها فرانكا (ايفا ماري سانت) قالت فيها: "لن أعود فهذه المرة الاولى التي أرى فيها ابني سعيداً الى هذه الدرجة". مع الوقت نجحت في التأقلم مع مزاجية الطقس ومصاعب الحياة الشاقة. وقررت الصمود والاستمرار وخصوصاً بعد مقتل زوجها على يد صائدي الفيلة الذين كان يحاربهم، ومن ثم موت ابنها وهو في السادسة عشرة بلدغه أفعى.  

"حلمت بإفريقيا" قصة مؤثرة لعالم غريب بسحره وغموضه وخطره قصة إفريقيا القارة التي بقدر ما تقدم لنا من جمال وسلام داخلي تطلب منا في المقابل تقديم ثمن باهظ.  

الفيلم من إخراج الإنكليزي هيو هدسون الذي عمل مخرجاً مساعداً مع آلان باركر في فيلم "قطار منتصف الليل" ثم قدم عام 1982 فيلم "مركبات النار" الذي رشحه لنيل أوسكار أفضل إخراج وفيلم "ثورة عام 1985" مع آل باتشينو وناستازيا كينسكي وفيلم "الملائكة الضائعون" عام 1989 و"غرايسوك: أسطورة طرزان سيد القرود". 

في "حلمت بإفريقيا" يقدم هدسون فيلماً ضخماً يذكر بفيلم "خارج إفريقيا" الذي قام بتمثيله كل من روبرت ردفورد وميريل ستريب. وقد تميز "حلمت بإفريقيا" بتصوير رائع وخلاب نجح من خلاله مدير التصوير برنار لوتيك في التركيز على المناظر الطبيعية الساحرة وتقديمها على نحو بانورامي رائع.  

وكان التصوير قد بدأ في آب من عام 1998 وشمل مناطق كينيا وجنوب إفريقيا في ظروف مناخية غير مريحة ترتفع في الصباح وتنخفض ليلا. 

ولم يكن الماء بوفرة وكذلك الهاتف النقال الذي كان معظم الوقت خارج الخدمة. 

ورغم ان فريق العمل في معظم الاحيان بانقطاعه عن العالم الا ان الجميع استمتعوا بإقامتهم وخصوصاَ كيم باسنجر التي صرحت بأنها وقعت في غرام القارة السوداء وخصوصاً ان زوجها بالدوين وطفلتها ايرلندا كانا معها طوال فترة التصوير.  

كيم باسنجر التي عشقت إفريقيا تماماً مثل صاحبة الشخصية كوكي، أظهرت، وبتمثيل عميق وأداء صادق ومؤثر، مدى شغفها هذا.  

لقد تألقت باسنجر بنضج وسحر أربعيني جعلنا ننسى صورتها القديمة رغم صعوبة نسيان تلك الصورة. 

معها في هذا الفيلم تألق بحيوية وجاذبية كبيرتين الممثل الفرنسي فنسان بيريز الذي بدأ مسيرته الأميركية مع فيلم: "الغراب: مدينة الملائكة" بعدما كان قد سبقها بمسيرة فرنسية مهمة مع أفلام مثل "سيرانو دوبرجوراك" مع جيرار دوبارديو و"الصين الهندية" مع كاترين دونوف و"الملكة مارغو " مع إيزابيل ادجاني._(البوابة)(مصادر متعددة)