واشنطن تنتقد حصاره: اسرائيل تريد دفع عرفات للرحيل والتظاهرات والضغوط الاميركية تجبرها على وقف الهدم في مقره

تاريخ النشر: 22 سبتمبر 2002 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

انتقدت الولايات المتحدة حصار اسرائيل لمقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله، معتبرة انه "لا يسهم" في تخفيف التوتر، وبينما اعلنت اسرائيل ان الهدف من حصار عرفات هو دفعه الى الرحيل، فقد اوقفت عمليات الهدم في محيط مقره تحت وطأة التظاهرات التي عمت الاراضي الفلسطينية، الى جانب ضغوط مارستها واشنطن، غير انها اكدت ان الحصار سيستمر حتى تسليم من تسميهم "المطلوبين". 

اعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض جيني مامو اليوم الاحد ان عمليات اسرائيل داخل مقر رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في رام الله بالضفة الغربية وفي محيطه "لا تسهم في خفض الارهاب ولا في تشجيع الاصلاحات الفلسطينية". 

واضافت المتحدثة في تصريح للصحافيين "اننا نحث اسرائيل على مواصلة الاخذ بالاعتبار نتائج اعمالها على التقدم (المطلوب) لبلوغ الهدف الذي اعلنه الرئيس جورج بوش في خطابه في 24 حزيران/يونيو". 

من جانب اخر، فقد اعلن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي وايزمان شيري الاحد، ان الهدف من العملية الاسرائيلية على مقر عرفات هو دفعه الى الرحيل. 

وقال شيري في تصريح للتلفزيون العام الاسرائيلي الناطق بالعربية "ليس لدينا اي نية في القضاء جسديا على عرفات او احتلال المقاطعة بالقوة، بل حمله على اتخاذ قرار من تلقاء نفسه بالرحيل". 

وهذه اول مرة يعلن فيها مسؤول اسرائيلي ان الهدف من محاصرة المقاطعة هو رحيل عرفات. 

اسرائيل توقف الهدم في مقر عرفات 

هذا، وكانت اسرائيل قررت مساء اليوم الاحد تجميد عمليات الهدم في محيط مقر عرفات، مشيرة الى ان القرار جاء في اعقاب اجتماع عقده عصر اليوم مسؤولون في المؤسسة الامنية الاسرائيلية بعد ان مارست الولايات المتحدة ضغوطا في هذا الاتجاه.  

وبناء على القرار فقد غادرت الجرافات واليات الهدم محيط مقر المقاطعة.  

ونقلت صحيفة هارتس عن مسؤولين امنيين اسرائيليين كبارا قولهم ان القرار جاء بناء على عدة اعتبارات، من بينها موجة المظاهرات التي اجتاحت الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي سقط خلالها خمسة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي.  

وتضيف مصادر الصحيفة ان اعتبارا اخر فرض نفسه وهو الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة على اسرائيل بهدف دفعها الى تهدئة الموقف.  

واشارت مصادر هارتس الى ان القرار لا يعني عدول اسرائيل عن مطلبها تسليم نحو 50 فلسطينيا موجودين داخل المبنى الذي يضم مكاتب عرفات، حيث ان الحصار الذي يفرضه الجيش سيتواصل الى ان يتحقق هذا المطلب.  

الى هنا، ونقلت هارتس عن مصادرها قولها ان شاحنات اسرائيلية محملة بمواد غذائية ستصل خلال الساعات القليلة المقبلة الى موقع المقاطعة، وذلك بناء على طلب تقدم به الفلسطينيون ووافق عليه المسؤولون الامنيون الاسرائيليون.  

وقد هدم الجيش الاسرائيلي كافة المباني المحيطة بالبناية التي تضم مقر عرفات وذلك على مدى اربعة ايام من الهدم والتفجير المتواصل.  

وكان الجيش الاسرائيلي منع الاحد اربعة نواب اسرائيليين من دخول رام الله (الضفة الغربية) للقاء رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات المحاصر منذ مساء الخميس في مقره المهدم، وفق ما اعلنت الاذاعة العامة الاسرائيلية.  

واوضحت الاذاعة ان العسكريين اوقفوا النواب الاسرائيليين العرب احمد الطيبي وعبد المالك الدهامشه ومحمد بركة والنائبة الاسرائيلية تمار غوزانسكي عند حاجز قلندية على الطريق بين القدس ورام الله.  

وبعد ان حاول النواب الاربعة عبثا مجادلة العسكريين، اضطروا الى العودة ادراجهم.  

عرفات يواجه خطر الموت  

الى ذلك، فقد اعلن مسؤول فلسطيني كبير اليوم الاحد انه اتصل هاتفيا بالرئيس الفلسطيني المحاصر في مقره برام الله الذي اكد له ان "الشعب الفلسطيني لن يتراخى"، بينما اعلن مسؤول تركي رفيع ان عرفات هاتفه وابلغه انه يواجه خطر الموت.  

واعلن الرئيس السابق للمجلس الوطني الفلسطيني خالد الفاهوم لوكالة الصحافة الفرنسية في دمشق انه اتصل بعرفات صباح اليوم الاحد عن طريق السفارة الفلسطينية في عمان "لتشجيعه والتضامن معه في هذه الازمة". 

وقال الفاهوم رئيس جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني، التجمع الذي يضم خمسة فصائل فلسطينية معارضة لسياسة عرفات وتتخذ من دمشق مقرا لها "وجدت معنوياته عالية جدا وهو مصمم على الاستمرار في القتال لتحقيق حقوق الشعب في اقامة الدولة". 

ونقل عن عرفات القول "هذا شعب الجبارين، ولن اتراخى". 

واضاف الفاهوم "من المهم ان الشعب الفلسطيني كله معه في وجه الهجمة الاجرامية الشارونية". 

وقال ان عرفات ابلغه "تحياته الى الاخوة في سوريا وقمت بابلاغ ذلك الى المسؤولين السوريين". 

ومن جهة اخرى، عبرت الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين اللتان تتخذان من دمشق مقرا لهما، عن دعمهما لعرفات في بيانين اصدرتهما اليوم الاحد. 

وفي سياق اخر، فقد ابلغ عرفات وزير الخارجية التركي شكري سينا غوريل اليوم الاحد انه يواجه خطر الموت، بحسب وكالة انباء الاناضول. 

واوضحت الوكالة ان عرفات طلب ايضا من غوريل ان تمارس انقرة، القريبة من اسرائيل والولايات المتحدة، ضغوطا على الاسرائيليين لرفع الحصار عن مقره. 

وقد ندد رئيس الوزراء التركي بولنت اجاويد اليوم الاحد باحتلال اسرائيل لمقر عرفات في رام الله، مؤكدا ان الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات هو الممثل الشرعي لشعبه وان مجرد شن مثل هذا الهجوم عليه مؤسف للغاية". 

عرفات يواصل اتصالاته مع المسؤولين العرب والدوليين 

وفي هذه الاثناء، واصل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اليوم الاحد اتصالاته مع مسؤولين عرب ودوليين ووضعهم في صورة الوضع القائم حول مقره في رام الله حيث لا تزال الدبابات الاسرائيلية تحاصره منذ الخميس الماضي وقامت بقطع خطوط الهاتف والكهرباء والمياه عن مكاتبه. 

وقال نبيل ابو ردينة في تصريح لوكالة الانباء الفلسطينية وفا ان الرئيس الفلسطيني تلقي اليوم الاحد اتصالا هاتفيا من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح "وتم خلال الاتصال بحث الاوضاع الخطيرة على الارض جراء التصعيد العسكري الاسرائيلي الخطير". 

كما اوضح ابو ردينة ان الرئيس الفلسطيني تلقى ايضا اتصالا هاتفيا من اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك. 

ردود فعل دولية 

وقد توالت ردود الفعل الدولية المنددة بحصار مقر عرفات، واعلنت وزيرة الخارجية السويدية آنا ليند "خشيتها على سلامة الرئيس عرفات الشخصية" وذلك في بيان نشرته الوزارة اليوم الاحد في ستوكهولم. 

وقالت ليند "استغرب بشدة اعمال التدمير التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي في مقر السلطات الفلسطينية في رام الله بالاضافة الى محاصرة مكاتب الرئيس عرفات"، قبل ان تضيف "اخشى على الامن الشخصي للرئيس عرفات". 

ودعت الوزيرة السويدية "بالحاح اسرائيل الى الاعتدال ورفع الحصار. ان العمل المهم المتمثل باجراء الاصلاحات داخل السلطات الفلسطينية والاستعدادات للانتخابات الفلسطينية المقبلة يجب ان يتواصل. لكن ينبغي ايضا ان تقوم السلطات الفلسطينية بكل ما في وسعها لمكافحة الارهاب". 

وفي اثينا، اعلنت وزارة الخارجية اليونانية اليوم الاحد ان اليونان دعت الحكومة الاسرائيلية الى رفع "الحصار عن ياسر عرفات في رام الله والاراضي الفلسطينية"، مطالبة السلطة الفلسطينية في الوقت نفسه "بالسيطرة على المتطرفين ومعاقبتهم". 

وجاء في بيان للمتحدث باسم الوزارة بانوس بيغليتيس "ان الاعمال الارهابية للمتطرفين الفلسطينيين ضد اسرائيل والحصار الجديد للرئيس عرفات في رام الله والعنف المتجدد للجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية تؤدي مجددا الى الطريق المسدود وتبعد اي احتمال لبداية جديدة في عملية السلام". 

واضاف بيغليتيس ان اليونان تدين "الى اقصى حد اي عمل عنف تكون نتيجته مقتل مدنيين في اسرائيل وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة" وتعبر عن "دعمها وتضامنها مع عائلات الضحايا سواء كانوا اسرائيليين او فلسطينيين".ودعت ايضا "القوى السياسية لدى الطرفين والاسرة الدولية الى التحلي بالاعتدال"..—(البوابة)—(مصادر متعددة)  

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن