وحوش داعش في فرنسا- خالد أبو الخير

تاريخ النشر: 26 يوليو 2016 - 11:19 GMT
خالد أبو الخير
خالد أبو الخير

حتى في كوابيسنا، نحن المسلمون، ما كان ممكنا أن نرى مشهدا يحاكي ما جرى في فرنسا من اقتحام لكنيسة وأخذ رهائن وذبح كاهن.

المشهد، يرجع بنا الى عصور الظلام التي سبقت الحضارة، حين كان الآخر وجبة يمكن تناولها بين اقوام تأكل لحوم البشر، وقبل بزوغ فجر الديانات السماوية، التي حرمت ذبح الانسان لأخيه الانسان.

ما جرى في فرنسا بحق، يصفعنا في العمق، ويستصرخ ضمائرنا، ويدفعنا الى إجراء مراجعة: هل في الاسلام شيء كهذا؟ هل في الاسم ما يجيز هذا؟.

ألم ينهى النبي صلى الله عليه وسلم والحلفاء الراشدون  قادة جيوشهم حين اوصوهم عن التعرض للمتعبدين في الاديرة والكنائس.

الم يتبرأ الاسلام ممن يقتل الذمي؟. فكيف بالذي يفعل ذلك في محراب تعبده؟.

وجاء في إجماع الفقهاء : فمن كان بينه وبين المسلمين عهد أو أمان أو ذمة فإنه لا يجوز قتله، بل ولا يجوز الاعتداء على ماله ولا على عرضه، ولا فرق في ذلك بين المسيحي واليهودي وغيرهما، جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً. رواه البخاري، وفي النسائي وغيره من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهداً في غير كنهه حرم الله عليه الجنة.

هل الاسلام الذي يدين به هؤلاء القتلة هو غير ديننا الذي عرفناه وتربينا عليه؟ إنه حقا كذلك.

الجريمة المروعة التي ارتكبها وحوش وليسوا أدميين في فرنسا، لم يبلغوا الحضارة او التحضر او الدين او الانسانية، مرفوضة بكل المقاييس، والانكى انها الصقت بسببهم بالاسلام، الذي هو منهم براء.

يتعين على المسلمين في فرنسا والعالم ان يخرجوا للتنديد بالجريمة، وإظهار حقيقة الاسلام، وعدم السكوت على هؤلاء المارقين، وفضحهم، وإظهار عظمة الاسلام الحق الذين يحاول أولئك تشويهه خدمة لاغراضهم المتوحشة.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن