"مع مرور الوقت .. بدات تتكشف لي حقائق كثيرة .. و مع كثرة الحقائق اخذت الحظ احداث كثيرة ايضا .. و مع تزاحم تلك الاحداث ادركت انحسار تفكيرنا و محدوديته مؤخرا .. و ادركت كم من الزمن نحتاج لنتعلم معنى الصبر و معنى الحاجة .. و اثر السخرية على الانفس المنكسرة" ، هكذا تبدأ فرح تدوينة بعنوان: "الناس رح تاكل بعض .. او بتاكل بحالها"
تعلق فرح على خبرين وردا مؤخرا في الأخبار المحلية، أولاهما عن الشاب الذي أحرق نفسه في الشارع :" فمحاولة انتحار ذاك الشاب في " منطقة الجاردنز" في عمان .. و عزمه على حرق نفسه على مرأى من أعين البشر .. ما كان سببها الا انه لا معيل له في هذه الدنيا .. و انه لا يجد عملا .. و لا مالا .. و لا معينا"، وماذا كان رد الفعل على الخبر غير السخرية في رأي فرح:و اؤكد لكم .. اننا من كثرة محدوديتنا .. معظمنا قال ساخرا حين سمع بالقصة " ييي مجنون ؟ " " اكيد تركتو صاحبتو " " خدلك .. الناس عجبتهم قصة الانتحار لفت نظر "
أما القصة الأخرى فتحكي مأساة رجل " توفيت ابنته جراء حادث حريق اخر .. و جنت زوجته .. و تشوه ابناؤه الستة .. و لا يجد مالا ليعيلهم" فلها رد فعل آخر: هل سنسخر من مأساتهم لنقول .. " فش منو هاد الحكي" ؟ ام سنستمر في حياتنا بعد قليل من التأثر " يي يا حرام " " يي يا ما ما "فالفقر في رأي فرح سبب لمآسي كثيرة، ولكن بجانب كلمة "الحمدلله" فإن علينا كما تقول فرح: "أن ننظر الى اولئك ..الذين ابتلاهم الله بفقرهم و بمرضهم و مصائبهم .. و عافانا من ذلك كله .. و كفانا ظنونا ساخرة و افكارا محدودة و انفعالات مصطنعة لان مشهد الالم الذي يجري في عروق اولئك .. يكفينا تأثرا لدهر بحاله فكفانا على ما اعتقد".
وعن انتخابات مجلس الشعب في مصر وشعارات المرشحين، تسرد لنا مدونة "حنعيش يعني حنعيش" جانبا من الشعارات التي يقول صاحب المدونة أن السبب في اصطدامه بها هو "الإشارة السبب يا ضنايا" :"لان طول ما انت واقف فى الاشارة بتحاول تسلى نفسك ... فبتقرا اسامى المحلات ...الاعلانات ... بتتفرج على الرايح واللى جاى ...ولاننا فى ايام انتخابات ...فبتتفرج على يفط المرشحين ... وربنا مايوريكوا"يكمل قائلا:"واحد مستقل كاتب : قوم الصبح واغسل وشك ...عمر فلان ما حيغشك ... اعلان تانى بتاع الحزب الوطنى بيقول : علشان خاطر تتطمن على ضناك ... وكاتب شوية بنود كدة هية برنامج الحزب الانتخابى ...منهم بند حلو قوى ...بيقول : تحسين مستوى العيش البلدى ... طاب يا اخى قول حنخليه عيش فينو ... يعنى بقالك تلاتين سنة بمؤسساتك ووزراتك ومستشارينك ولجنة سياساتك ..ومش عارفين تحسنوا الرغيف البلدى ... وحطينه فى الخطة الخمسية الجديدة"وفي النهاية لا يلوم الكاتب أحدا غير الإشارة:"ايه المشكله ... الاشارة فتحت .. ومشيت .... العيب مش فى اليفط العيب فى الاشارة اللى بتجيب الضغط والسكر والهلاوس".
عن نظام المخالفات الإماراتي مواقف، يحدثنا المدون الإماراتي عبدالله المهيري في مدونته التي تحمل نفس الإسم، حيث يطالب عبدلله بقليل من الإنسانية في التعامل:" ما نحتاجه في تعاملاتنا اليومية هو شيء من النظام وشيء من التراحم، لا يمكننا أن نعامل الناس على أنهم آلات ونطبق القوانين بدقة متناهية لأن هذا يلغي الجانب الإنساني فينا وبالتالي تصبح حياتنا بين الواحد والصفر ولا خيار آخر".يتخذ عبدلله من آلية العمل التي تنتهجها مواقف مثالا:"ماذا عن مواقف؟ تصور معي أن رجلاً يريد إنجاز معاملة، ذهب إلى آلة الدفع ووضع ما يكفي من المال لحجز موقف لساعتين، أخذ الورقة ووضعها في سيارته وانطلق نحو المؤسسة، بعد ساعتين و15 دقيقة خرج الرجل وقد أنجز معاملته ودفع من أجلها "الشيء الفلاني" وعندما وصل إلى سيارته وجد مخالفة لأن حضرته لم يلتزم بالقانون ويدفع لثلاث ساعات، حضرته المهمل تأخر 15 دقيقة وبهذا يستحق المخالفة ... كيف يجرأ على التأخر؟!" في النهاية يرى عبد لله أن 15 دقيقة لن تؤثر كثيرا إذا ما أخذنا بالاعتبار أن الشخص قد يكون قد أخطأ في تقدير الوقت اللازم لإنهاء معاملته فقليل من الرحمة مطلوب آولا وآخرا.
