صهريج البازيليك اسطنبول يُعد شاهدًا حيًا على الحقبة البيزنطية والباقية حتى يومنا هذا في مدينة اسطنبول التركية والتي تستقطب عددًا كبيرًا من السياح باعتبارها من أهم وأشهر معالم السياحة في تركيا.
ويُطلق على صهريج البازيليك Basilica Cistern اسم القصر المغمور وهوعبارة خزان أو هيكل تجويفي بـ336 عمودًا وتبلغ مساحته 9،800 متر مربع وهو أكبر صهريج بيزنطي باقٍ في اسطنبول.

يتميز صهريج البازيليك اسطنبول بتناسق أعمدته وعظمتها المطلقة التي تستحق التصور، كما أن أعماقها الكهفية تجعله ملاذًا رائعًا في أيام الصيف الحارة فهو معلمًا يستحق الزيارة خلال السياحة في اسطنبول.
ويُعد صهريج البازيليك من المباني القديمة الرائعة ومن أهم معالم السياحة في اسطنبول ويقع في جنوب غرب جامع آيا صوفيا و جامع السلطان أحمد.
وعلى الرغم من أن مدينة اسطنبول مليئة بالصهاريج القديمة المخبأة تحت الشوارع والمنازل، إلا أن صهريج البازيليك هو أكثرها شهرة والوحيد المفتوح للجمهور والسياح ويعد من أكبر مناطق الجذب السياحي وأكثرها غرابة في اسطنبول.
تاريخ صهريج البازيليك اسطنبول

في عام 532 أمر الإمبراطور البيزنطي جستينيان الأول ببناء صهريج البازيليك باستخدام 336 عمودًا.
وقد تم بناء الصهريج أسفل ساحة عامة كبيرة كانت تقع في الهضبة الأولى في القسطنطينية (اسطنبول اليوم)، والتي كان يطلق عليها اسم "بازيليكا ستوا - Stoa Basilica" ومن هنا اكتسب الصهريج اسمه (صهريج البازيليك).
تم تصميم صهريج البازيليك اسطنبول لخدمة القصر الكبير في القسطنطينية والمباني المحيطة به، وكان قادرًا على تخزين ما يصل إلى 80 ألف متر مكعب من المياه التي يتم توصيلها عبر قنوات بطول 20 كيلومترًا من خزان بالقرب من البحر الأسود، ولكن تم إغلاقه عندما انتقل الأباطرة البيزنطيين من القصر الكبير الى قصور ثانوية.

في عام 476 تعرض الصهريج لحريق ضخم لكن أعيد بناؤه وترميمه حيث كان يحتوي على ممرات طويلة وأعمدة شاهقة.
بعد فتح القسطنطينية وخضوعها لحكم الدولة العثمانية، نُسي الصهريج من قبل الدولة العثمانية، ولم يتم اكتشافها حتى عام 1545، عندما كان العالم بيتروس جيليوس يبحث عن الآثار البيزنطية في المدينة وأخبره السكان المحليون أنهم قادرون على الحصول على المياه عن طريق إنزال الدلاء في مكان مظلم تحت الطوابق السفلية.
وعندما استكشف "جيليوس" الحي ووصل أخيرًا إلى الخزان من خلال أحد الأقبية، لم تولي الدولة العثمانية، الذين أشاروا إلى الخزان باسم Yerebatan Saray أي القصر المغمور في اسطنبول، باهتمام كبير ليتحول المكان إلى مكبًا لجميع أنواع القمامة، وكذلك الجثث.
في 1985 تم تنظيف الخزان وتجديده من قبل بلدية اسطنبول الحضرية وافتتح للجمهور في عام 1987.
يعتبر صهريج البازيليك اسطنبول اليوم أحد أشهر مناطق السياحة في اسطنبول، عند المشي على طول منصاته الخشبية المرتفعة، ستشعر بالمياه تتساقط من السقف المقبب وستشعر برهبة المكان.
معالم صهريج البازيليك اسطنبول

يبلغ طول صهريج البازيليك اسطنبول 140 م وعرضه 70 م ويغطي مساحة مستطيلة كهيكل عملاق.
يمكن الوصول إلى الصهريج من خلال درج مكوّن من 52 درجة.
يضم صهريج البازيليك اسطنبول 336 عمودًا، يبلغ ارتفاع كل منها 9 أمتار، وجميعها مصنوعة من أنواع مختلفة من الرخام الذي جرى نحته بشكل أنيق.
98 من الأعمدة الرخامية داخل صهريج البازيليك اسطنبول نحتت بطريقة تعكس النمط الكورنثي وجزء منها يعكس أسلوب دوريان اليوناني.

وجاء تصميم الأعمدة بحواف منحوتة ومحززة على شكل أسطوانة.
أقيمت الأعمدة على مسافات 4.80 م من بعضها البعض وتتكون من 12 صفًا، كل منها يحتوي على 28 عمودًا.
يضم صهريج البازيليك جدران من الطوب يبلغ ارتفاعها 4.80 م، وأرضية مغطاة بالطوب، ومغطاة بطبقة سميكة من ملاط (إسمنت) لمنع تسرب المياه.
تبلغ مساحة الصهريج 9800 متر مربع إجمالًا، وتبلغ سعة تخزين المياه فيه 100 ألف طن.
رؤوس ميدوسا

يضم صهريج البازيليك رأسان من طراز ميدوسا Medusa، يستخدمان كدعامات تحت عمودين على الحافة الشمالية الغربية للصهريج، هما عمل فني عظيم من العصر الروماني.
أكثر ما يجذب انتباه الزائرين هو أن الهيكل الذي أُخذت منه رؤوس ميدوسا غير معروف، وغالبًا ما يعتبر الباحثون أنه تم إحضاره لاستخدامه كدعم للعمود في وقت إنشاء الخزان.
كما تقول الأسطورة، ميدوسا هي واحدة من ثلاثة غورغونات (سثينو ويوريال وميدوسا) يُحوِّلنَ كل من يقع نظرهن عليه إلى حجر، ويعشن في العالم تحت الأرض في الأساطير اليونانية.
وتم استخدام لوحات ومنحوتات الغورغونات الثلاث لحماية الهياكل الكبيرة والأماكن الخاصة في ذلك الوقت، ووضع رأس ميدوسا في الخزان لحمايته.
وبحسب شائعة أخرى فإن ميدوسا كانت فتاة تتباهى بعيونها السوداء وشعرها الطويل وجسمها الجميل، لكنها أحبت فرساوس ابن زيوس، وكانت أثينا أيضًا تحب مع فرساوس مما جعلها تغار من وتحول شعر ميدوسا إلى ثعابين سامة.
تجديد صهريج البازيليك

تم تجديد صهريج البازيليك اسطنبول مرتين خلال عهد الدولة العثمانية، ومنها:
- في عام 1723 من قبل المهندس المعماري قيصريلي محمد آغا في عهد أحمد الثالث.
- في 1876-1909 من قبل السلطان عبد الحميد الثاني في القرن التاسع عشر.
- في الفترة الجمهورية التركية، تم تنظيف الخزان من قبل بلدية اسطنبول في عام 1987، وفتح للزيارات لإنشاء مسار، تم إجراء تنظيف شامل آخر في مايو 1994.
- يخضع صهريج البازيليك اسطنبول لإدارة تديرها حاليًا Kültür A.Ş (شركة الثقافة)، إحدى الشركات التابعة لبلدية إسطنبول الحضرية، ويعمل الصهريج كمتحف وهو موطن للعديد من الأحداث الوطنية والدولية.
أهمية صهريج البازيليك

خلال فترة حكم بيزنطة كان صهريج البازيليك اسطنبول يلبي احتياجات ومتطلبات المياه للقصر الكبير الذي كان يغطي مساحة واسعة كان يقيم فيها الإمبراطور، وكذلك المقيمون الآخرون في المنطقة.
بعد فتح مدينة اسطنبول عام 1453، تم استخدامها لفترة وجيزة وتم توفير المياه لقصر توبكابي حيث يقيم السلاطين ومع ذلك، فضل العثمانيون المياه الجارية على المياه الساكنة، وأنشأوا مرافق المياه الخاصة بهم في المدينة.
أهم زوّار صهريج البازيليك
يعد صهريج البازيليك اسطنبول جزء لا يتجزأ من مسارات إسطنبول السياحية وقد زاره الكثير من المشاهير والرؤساء أبرزهم:
- الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون
- رئيس وزراء هولندا السابق تيم كوك
- رئيس وزراء إيطاليا السابق لامبرتو ديني
- رئيس وزراء السويد الأسبق غوران بيرسون
- رئيس وزراء النمسا الأسبق توماس كليستيل
ساعات زيارة صهريج البازيليك اسطنبول

لـ زيارة صهريج البازيليك في اسطنبول، يمكن التعرف على ساعات العمل:
مفتوح يوميًا بين الساعة 9:00 صباحًا، 6:30 مساء (توقيت اسطنبول)
ساعات بيع تذاكر صهريج البازيليك اسطنبول
تُغلق العدادات قبل ساعة واحدة من موعد إغلاق المتحف
أيام خاصة
يفتح الخزان في الساعة 13.00 في اليوم الأول من الأعياد الدينية (رمضان وعيد الأضحى).
سعر تذكرة صهريج البازيليك اسطنبول
30 ليرة تركية (2.67 دولار أمريكي)
موقع صهريج البازيليك

يقع صهريج البازيليك في:
شارع يرباتان كاديسي 13، السلطان أحمد، اسطنبول، تركيا
يبعد صهريج البازيليك عن:
- المتحف الاسلامي اسطنبول 450 مترًا (5 دقائق سيرًا على الأقدام)
- مسجد آيا صوفيا 110 مترًا (2 دقيقة سيرًا على الأقدام)
- مسجد السلطان أحمد 280 مترًا (3 دقائق سيرًا على الأقدام)