أســلوب التربية الأبوية قد يخلق القلق لدى الطفل

تاريخ النشر: 09 أبريل 2006 - 06:49 GMT
البوابة
البوابة

بين السلوك الحاد في الطفولة والاضطراب النفسي في سن البلوغ يجثم عاملان اثنان في غاية الأهمية ، هما الوالدان .

 

قد يولد الطفل وتولد معه نزعة إلى سـرعة الاهتياج بتأثير أي حادث مثير .  ولكن أسلوب تربية الوالدين للطفل هو ما يحدد ما إذا كان سينشـأ لدى ذلك الطفل في سنين طفولته اللاحقة الخوف من الناس الذين لا يعرفهم  والخوف من بعض الأحداث . على صعيد جديد من علم الأحياء النفسي ، اكتشف الباحثون وعلماء النفس من مختلف المراتب كيف أن تفاعل عامل الوراثة مع ما يمر به الطفل في وقت مبكر من عمره يصوغ سلوك الطفل مدى حياته .

 

مع أن انفعالات الطفل الرضيع العاطفية الفطرية تسهم بشدة في خلق الاضطرابات النفسية فيما بعد ، إلا أنه من النادر جداً تجنب إمكانية قيام تلك الاضطرابات .

 

يقول علماء النفس في جامعة هارفرد، الذين قاموا بدراسات على مئات الأطفال الرضع وراقبوهم إلى أن بلغوا الخامسة من العمر ، إن تصرفات الوالدين بلا شك تؤثر على احتمال نشوء اضطرابات نفسية لدى الطفل .  ويضيف هؤلاء العلماء ان لا أحد من الأطفال الرضع الذين يتحكم أهاليهم بسلوكهم  ويفرضون حدودأ معينة عليهم  أصبح في عمر السنتين جباناً يخاف من الآخرين أو من الأحداث .

 

على العكس من ذلك ، فإن 40 % من الأطفال الرضع ذوي الانفعال العاطفي الشديد يكون سلوكهم  في عمر السنتين منضبطاً إذ أنهم يتجنبون الناس ويكفون عن النشاط ويبكون وينزعجون عند مقابلة أناس لا يعرفونهم أو مواجهة عوامل وظروف لم يعتادوها .

 

يقول العالم النفساني ميشيل ليبوويتز إن مخاوف الطفل والقيود الناتجة عن المغالاة في تصرفات الأهل الوقائية تجعل سلوكه سيئاً للغاية . يضيف هذا العالم قائلاً ، بصفته رئيس وحدة اضطرابات الذعر في جامعة كولومبيا ، إن نسبة عالية من الذين يحضرون إلى العيادة وقد استبد بهم الذعر يقولون إن أهاليهم كانوا يفرطون في تصرفاتهم الوقائية تجاههم أثناء طفولتهم .

 

حقاً إن الأطفال المفروض على سلوكهم قيوداً معينة يصابون بالتوتر في ظروف لا يرى فيها الأطفال الآخرون أي تهديد لهم . ولكن حمايتهم من الأحداث التي تسبب التوتر ليست هي الحل .

 

يقول العالم كاغان إن جميع الأهل الذين شملتهم الدراسة كانوا من الطبقة المتوسطة ، وكانوا حنونين ومحبين لأطفالهم . يتبنى هؤلاء الأهالي نوعان من الفلسفة : النوع الأول هو اعتقاد الوالد أن طفله حسّاس ، لذلك يجب عليه وقايته من التوتر . إذا وجد هذا الوالد طفله يلعب بقمامة المطبخ ، فإنه لا يفرض عليه قيوداً صارمة ليوقفه ويقول له "لا تفعل ذلك " . بل يحاول أن يصرف انتباه الطفل عن ما يفعله . فتكون النتيجة أن الطفل لا يعطى الفرصة للتخلص من الخوف الذي ينتابه جراء ما حدث . النوع الآخر ، الوالد الأكثر حزما  -  لا استبداداً – هو الذي يتبنى الفلسفة القائلة بأن النظام هو نوع من التثقيف يستدعي من الطفل أن يتكيّف مع العالم . الوالد من هذا النوع  لا يتردد في القول : " لا ، لا تمس القمامة " ، ثم يرفع يد الطفل من القمامة قبل عمل أي شئ آخر . هذا فرق بسيط بين الفلسفتين ، ولكنه فرق عميق ذو أهمية .

 

يقول الباحثون إنه مع كل ذلك فإن تعليم الأطفال كيف يتغلبون على التوتر لأمر في غاية الأهمية . الوالدان اللذان يدعان طفلهما يواجه بنفسه مشاكل الحياة اليومية يساعدانه على اكتساب مرونة أكبر واستراتيجيات أفضل لمواجهة الأحداث .  الوالدان اللذان يبالغان في تصرفاتهم الوقائية يعرضان طفلهما إلى الاضطراب النفساني .

 

الــمــزاجــيّــة  

 

o      حوالي 20% من الأطفال البيض الرضع يولدون ويولد معهم نمط معين من الانفعال العاطفي الذي يسبب المزاج المنضبط .

o      الأطفال البيض الرضع يكونون عموماً أكثر انفعالاً عاطفياً من الأطفال الآسيويين .

o      وجوه الأطفال المنضبطين تكون عادة أضيق من وجوه الأطفال غير المنضبطين . من المعروف ، بناء على دراسات أجريت على الحيوانات ، أن هورمونات التوتر في الطفل وهو داخل الرحم تمنع النمو الجانبي  لعظم الفك العلوي (فيكون الفك أقل عرضاً) .

o      بالإمكان معرفة الأنماط المزاجية للأطفال وهم داخل الرحم بقياس معدل نبضات القلب .

o      انفعالات الطفل في سن مبكرة تعكس مستويات اهتياج خلايا أعصاب فص المخيخ  .

o        مستويات اضطراب نقص الانتباه لدى الأطفال المنضبطين أعلى منها لدى الأطفال غير المنضبطين (33% مقابل 10%) .

o      والدا الأطفال المنضبطي السلوك يكون لديهم مستويات عالية من اضطراب الذعر، والخوف من المجتمع ، واضطرابات عامة في طفولتهم وفي صباهم.

 

  

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن