أضرار أكل اللحوم دون تذكية شرعية

تاريخ النشر: 01 يوليو 2019 - 07:41 GMT
اللحوم دون تذكية شرعية
اللحوم دون تذكية شرعية

هناك سبب واضح لتحريم أكل الحيوانات غير المذبوحة كالمصعوقة والمضروبة بالمسدس وغيرها.

والسر في تحريم الدم المسفوح عند أهل الطب والتحاليل الطبية وعلم الكائنات الدقيقة هو أن الدم يعتبر أصلح الأوساط لنمو الجراثيم فيه ، فإذا ما شرب الدم إنسان فكأنما شرب مزرعة نمت فيها الجراثيم وتكاثرت وأفرزت من السموم القاتلة  ما هو معلوم من الآثار بالغة الضرر الناتجة عن غزو الجراثيم للجسد الإنساني عندما يصاب بالأمراض الفاتكة المعدية .

وهذه السموم لا تتغير بالغلي تغييراً يجعلها صالحة للجسم، ومنها ما لا يتغير مطلقاً ، بل تبقى سموماً قاتلة حتى بعد غليها ، بل يمكن أن تتحول بأثر الحرارة إلى ما هو أشد منها فتكاً وضرراً .

أما الفائدة التي يمكن أن يتوقعها شارب الدم من حيث تصوره أنه مادة مغذية ومقوية، فهذا منعدم أيضاً بالنظر إلى طبيعة تكوين الدماء ، فالدم عسر الهضم جداً حتى أنه إذا سكب جزء منه في المعدة تقيأه الإنسان على الفور، أو يخرج من البراز بدون هضم على صورة مادة سوداء ، والسبب في عسر هضمه وتحويله البراز إلى هذا اللون الأسود هو وجود المادة الحمراء ( الهيموجلوبين ) المكونة في أٍساسها من عنصر الحديد فيه ، وأثناء مرور الدم في القناة الهضمية ومرور الزمن عليه يتحلل ويتعفن وبذلك يضر بالجسم أيضاً، فإن قيل فالطهي كذلك يؤدي إلى تحليل مكونات الدم بالنار وتيسير هضمه والإفادة من قيمته الغذائية ، فجوابه أن الغلي يجمد جميع المواد الزلالية التي في الدم وبذلك تصير أشد عسراً عما كانت وأعظم ضرراً وأقل نفعاً .

وبعد مئات الأبحاث العلمية والاتساع الهائل في المعارف الحديثة فيما يتعلق بالتحاليل الدموية والتعرّف الدقيق في الأسرار العلمية في هذا المضمار، تبين من غير خلاف بين جميع المعنيين بصحة الإنسان من كافة الجنسيات والتخصصات أن الأضرار الصحية الهائلة الناجمة عن شرب الدم أو طبخه واستخدامه إنما تعود إلى أن شرب الدم سم قاتل عن طريق الحقائق العلمية التالية :

1- أن الدم في تركيبه النهائي يتكون من عنصرين أساسين وهما الماء ويمثل نسبة 90% من تركيب السائل الدموي الذي تسبح فيه المكونات الدموية ( المعروف باسم البلازما ) والباقي يتكون من خلايا الدم وعناصر أخرى ، وبما أن من يريد شرب الدماء وعناصر أخرى ، وبما أن من يريد شرب الدماء أو طبخها وأكلها فإنه يفعل ذلك ترقباً إلى قيمة غذائية عالية أو حتى عادية ، فإن هذه الحقيقة العلمية تبرهن على أنه عليه أن يشرب من الدم المسفوح كميات هائلة كي يتسنى له الحصول على نسبة تعتبر فقيرة للغاية من البروتين الدموي مع كميات طفيفة من معدن الحديد بحيث لا تستحق المخاطرة بمواجهة الأخطار الناجمة عنها .

أي باختصار أن الدم على عكس ما هو متصور هو عنصر فقير جداً من الناحية الغذائية ، ومن ثم فلا يؤدي تحريمه شرعاً إلى حرمان المسلمين من أحد العناصر الرئيسية من الناحية الغذائية .

2- أن الطامة الكبرى تكمن في أن هذا القدر البروتيني الدموي يأتي مختلطاً بعناصر شديدة السمية وغاية في الضرر مما يجعل الإقدام عليه مجازفة كبرى وإلقاء للنفس في الخطر، وأول هذه العناصر السامة هو غاز قاتل يتشبع به الدم ألا وهو غاز ثاني أكسيد الكربون ، وهو يسري في الدماء الوريدية إلى كافة أنحاء الجسم .

ولما كان شارب الدم يستنزفه من الحيوان فإنه يشربه أو يطبخه مشبعاً بثاني أكسيد الكربون، وهو غاز قاتل خانق ، وإنما تموت " المنخنقة " عن طريق تراكم هذا الغاز في الدماء وتحدث الوفاة بآثاره القاتلة .

إن تكرار شرب الدماء لمن اعتاد عليها وهي مشبعة بهذا الغاز يؤدي إلى أضرار صحية بقدر وجود هذا الغاز في دماء الحيوان، وبقدر قابلية جسم شاربه للتأثر به .

المزيد من صحة وجمال:
بروتين اللحوم يسبب السمنة: دراسة
دراسة: اللحوم الحمراء تقصر العمر
7 نصائح لتخزين اللحوم في شهر رمضان