أكد باحثون أمريكيون أن الأشخاص الذين يصابون بنوبات غضب شديدة أو تعتريهم مشاعر عدوانية يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدم انتظام ضربات القلب وهي حالة تعرف باسم التقلص الأذيني الليفي.
وأضاف الباحثون أن كون المرء ذا شخصية قابلة للإثارة أو متهورة، لا يعتبر عاملا كافيا لإصابته بأمراض القلب لكن الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم سريعو الغضب، أو يعتريهم الغضب الشديد عندما يتعرضون للنقد أو تتملكهم الرغبة في ضرب أي شخص لدى شعورهم بالإحباط كانوا، حسب صحيفة تشرين، أكثر عرضة من غيرهم بنسبة 30% للإصابة بحالة التقلص الأذيني الليفي التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة المفاجئة.
بالإضافة لهذا قال الباحثون في دورية الجمعية الطبية الأمريكية إنهم اكتشفوا أن الأشخاص الذين ينفذ صبرهم بسرعة أو العدوانيين يتعرضون لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بمعدل أكبر بكثير من غيرهم، ويؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى الإصابة بأمراض القلب.
وتفسر الدكتورة إيميلي سيناي الدراسة بواسطة بحثها لخمس صفات في بعض الناس ومتابعتهم مدة 15 عاما لرؤية أي من هذه الخصائص كانت بالفعل مؤشرا على مشاكل صحية.
كانت الخصائص التي بحثنها سيناي هي العداء، نفاذ الصبر، التنافسية، الاكتئاب والقلق. ووجد الباحثون بعد خمس سنوات أن الأشخاص الذين يتميزون بالعداء كانوا الأكثر احتمالا لإصابة بارتفاع ضغط الدم والذي يعتبر ضارا بالصحة على المدى البعيد.
ولاحظت سيناي أن الدراسة بدأت في الثمانينات حيث كان المشاركون من الرجال والنساء بين 18-30 عاما من العمر، ولذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا حول العدوانية التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مع مرور الزمن.
أما بالنسبة للأشخاص الذين ينفذ صبرهم بسرعة، فكانوا دائما مستعدين للعراك مع الغير.
وشرحت سيناي ذلك قائلة إن هناك احتمالين للموقف العدائي في التسبب بهذه النتيجة. ويتمثل الاحتمال الأول في أنه قد يكون هناك استجابة فسيولوجية حقيقية للجسم. فإذا كان الشخص يشعر بمزاج يميل نحو المواجهة، فإن ذلك يزيد من عدد ضربات القلب لديه.
أما الاحتمال الثاني فيتمثل في أن الأشخاص العدائيين يمكن أن يكونوا من المدمنين على الكحول وأقل حرصا على تناول الطعام الصحي أو ممارسة الرياضة.
كذلك يمكن أن تكون هناك بعض الأشياء التي لا يعرفها الباحثون حول كيفية تأثير الطبيعة العدائية لبعض الناس على أجسامهم. وقد أصبح هذا بصورة متنامية مؤشرا مهما على المرض.
وكشفت الدراسة أيضا أن التنافسية، الاكتئاب والقلق لها أضرار على الصحة ولكن ليس بنفس الدرجة التي تؤثر بها العداوة. وقد ركزت الدراسة بالفعل على الميزات الشخصية التي سوف تتكيف بطريقة خاطئة مع الزمن.
ومن حسن الحظ أن الأشخاص الذين لديهم مميزات عدائية يمكن لهم أن يفعلوا شيئا يفيدهم، حيث أن هناك وسائل بالفعل تساعد على وقف سؤال الشخص لنفسه واستعادة الثقة بها.
وتقول سيناي إن تعديل السلوك يساعد في خفض ضغط الدم ومرض القلب على المدى القصير وليس هناك دراسات مؤكدة بأن التوقف عن المشاعر العدائية سوف يؤدي إلى تحسين الصحة. ولذا فإن سيناي تنصحك إذا كان العداء من إحدى صفاتك أن تقوم بتعديل سلوكك._(البوابة)