تبين دراسة أن خطر احتمال اقدام أي شخص على الانتحار يعود سببه إلى ما حدث له وهو في رحم أمه ، ووزنه عند الولادة ، وما إذا كانت أمه حملت به وهي في سن المراهقة .مايحدث لأي شخص وهو في رحم أمه قد يؤثر على احتمال إقدامه على الانتحار خلال سنين حياته فيما بعد . قد يبدو هذا الكلام غريبا ، ولكن هذه هي نتيجة دراسة نشرتها مجلة "لانست" في عددها الصادر في 25 أيلول ، تقول إنه إذا كانت أم أي شخص في سن المراهقة عندما ولدته ، أو كان وزنه قليلا عند الولادة ، يكون الاحتمال كبيرا أن يقدم هذا الشخص على الانتحار عندما يصل سن المراهقة أو سن الرشد .
قالت الدكتورة دانوتا واسرمان ، رئيسة المركز الوطني السويدي لأبحاث الانتحار ومنع سوء الصحة العقلية ، إنها تعتقد ان التفاعلات بين الحالات التي تعرض لها الشخص قبل ولادته ، وجيناته الوراثية ، والأحوال البيئية التي ولد وتربى فيها – كل ذلك يساهم في زيادة نسبة احتمال اقدامه على الانتحار .
الأمومة في سن المراهقة مجهدة جدا وتسبب الإرهاق والضيق ، وقد يصاحبها سوء الغذاء والإهانة واضطرابات نفسية وقلق سيكولوجي . هذه الأوضاع النفسية الاجتماعية السيئة تؤثر على قدرة المورثات على تنظيم بعض الصفات مثل العدوانية والاندفاع والقلق في الأفراد المعرضين لمثل هذه العوامل .
الدكتورة ماريا أوكويندو ، أستاذة علم النفس في جامعة كولومبيا التي كتبت الافتتاحية التي نشرتها المجلة المذكورة في نفس العدد الذي نشرت فيه الدراسة ، تقول ما يطمئن الوالدين على أن مجرد كون الطفل خفيف الوزن أو كون الأم حديثة السن عند ولادته لا يعني بالضرورة احتمال اقدام الطفل على الانتحار فيما بعد . فالدراسة بينت وجود علاقة بين هذه العوامل والانتحار ولم تبين علاقة مباشرة كالعلاقة الموجودة بين السبب والمسبب .
تقول إدارة الافراط في تعاطي المخدرات وخدمات الصحية العقلية ان حوالي 300000 شخص يقدمون على الانتحار داخل الولايات المتحدة في كل سنة . يقوم ما بين ثمانية وخمسة وعشرين شخصا بمحاولة الانتحار مقابل كل شخص ينتحر فعلا . والانتحار هو ثالث أكبر سبب للوفيات بين فئة العمر 15 – 24 سنة ، بناء على ما تقوله الادارة المذكورة .
جمع الباحثون معلومات من السجل السويدي لجميع مواليد السنوات الممتدة من 1973 إلى 1980 ، لاستخدامها في الدراسة المذكورة . وقد وجدوا سجلات وافية عن 713370 شابا .
بحلول 31 كانون أول 1999 ، كان 563 من هؤلاء الشباب قد انتحروا ، وحاول الانتحار 6676 آخرون .
يقول الباحثون أن معدل الانتحار في السويد بلغ 20 من بين كل 100000 شخص . وقد فاق خطر احتمال انتحار أطفال الأمهات المراهقات ، والأطفال الذين كان وزنهم أقل من إثنين كيلو غرام (4.5 أرطال) عند الولادة –ضعفيّ النسبة المذكورة .
تشمل العوامل التي رفعت خطر احتمال الاقدام على الانتحار أو محاولة الانتحار ما يلي : طول الطفل عند الولادة (أقل من 47 سنتميتر) ، كون تعليم الأم يقل عن 12 سنة دراسية ، وكون ترتيب الطفل الرابع أو أكثر بين مواليد العائلة . يبدو أن بلوغ الأمهات عمرا يزيد على التاسعة والعشرين عند الولادة يشكل وقاية للأطفال ضد الانتحار ، إذ ينخفض خطر احتمال محاولة الانتحار بنسبة 15 في المئة .
لم تشمل هذه الدراسة الوقع الذي قد يخلفه الآباء على خطر احتمال اقدام أطفالهم على الانتحار .
قالت الدكتورة واسرمان ان نتائج هذه الدراسة تدل على أنه يتوجب على الاخصائيين مراقبة ، ومساعدة ، الأمهات حديثات السن خلال مدة حملهن ومتابعة المولودين الجدد الذين يواجهون خطر الانتحار وتزويدهم بثقافة نفسية واجتماعية وثقافة عن الأنظمة الغذائية وسوء استعمال المخدرات والقدرة على مواجهة كل ذلك ، وتقديم المساعدة العاطفية والعملية إليهم عندما يحتاجونها . يجب تنبيه الأطباء والممرضات والاخصائيين الاجتماعيين والمستشارين ... إلخ إلى أن الوقاية يجب أن تبدأ قبل ولادة الطفل .
وقد وافقت الدكتورة أوقوندو على ذلك ، وأضافت أن هذه الدراسة أبرزت أهمية تغذية الأم الحامل وضرورة تحسين العناية الصحية بالأمهات الحوامل .
لمزيد من المعلومات عن العلامات التي تدل على احتمال الانتحار وما يمكن عمله لمساعدة من يفكر بالانتحار