اقترحت دراسة جديدة، بأن النساء اللواتي لا يرغبن بالحمل ولكنهن يكملنه يواجهن احتمال الإصابة بالكآبة أكثر من النساء اللواتي يقمن بالتخلص من الجنين عن طريق الإجهاض. وأشارت الدكتورة سارة شميج في تقريرها بأن الدراسة تم تصميمها بشكل خاص لإثبات أن الإجهاض لا يساهم في زيادة خطر الإصابة بالكآبة.
وكانت دراسة سابقة شملت على مجموعة من النساء اللواتي لا يرغبن بالحمل الأول، قد ادعت بأن هؤلاء النساء، تعرضن لخطر الإصابة بالكآبة أكثر من النساء اللواتي أكملن الحمل.
بينما تعتقد شميج، من جامعة كولورادو و زميلتها روسو من جامعة أريزونا الرسمية بان تلك الدراسة كانت خاطئة. وقد شملت دراستهما على مجموعة كبيرة من النساء من عمر 14 إلى 21 عام 1979 اللواتي لم يرغبن بالاحتفاظ بالحمل الأول، والتي كانت معلوماتهن الشخصية متوفرة للدراسة. حيث قام الفريق بمقابلة هؤلاء النساء على مر عدة سنوات لفحص العلاقة بين نتيجة الحمل والكآبة.
فوجدوا بان إنهاء الحمل الأول غير المرغوب به لم يكن سبباً مباشراً في خطر الإصابة بالكآبة. على عكس ذلك، فان النساء اللواتي أنجبن قبل 1980 زادت عندهن نسبة خطر الإصابة بالكآبة أكثر من أي مجموعة أخرى.
تؤكد شميج وروسو بأن هذه النتائج تناقض بشكل مباشر الإدعاء الذي يقول بأن إجهاض الحمل الأول غير المرغوب به يزيد من خطر الإصابة بالكآبة، خصوصاً عند النساء الأصغر سناً. ففي تحليلهما تبين أن النساء اللواتي أجهضن الحمل الأول، أكملوا تعليمهم، وزادت دخولهم، وانخفض حجم عائلتهم، بينما عدم توفر هذه العوامل زاد من خطر إصابة النساء اللواتي لم يرغبن بالحمل ولكنهن أكملنه، بالكآبة.
هذا واستنتج الباحثون بأنه إذا كان الهدف خفض خطر إصابة النساء بالكآبة، فيجب أن يركز البحث على كَيفية منع وتحسين تأثير الحمل غير المرغوب به، خصوصاً عند النساء الأصغر سناً.
هذا وعلى صعيد اخر ، فقد أصبح بإمكان الأطباء الآن التنبؤ بمخاطر تعرّض النساء الحوامل للإجهاض من خلال قياس مستويات الهرمونات في أجسامهن.
فقد اكتشف الباحثون في كلية لندن الجامعية، أن النساء اللاتي يعانين من انخفاض مستويات الهرمونات التي تفرزها المشيمة في الدم، يواجهن خطرا أعلى للإصابة بالإجهاض.
وكان العلماء قد لاحظوا أن مستويات هرمون معين يسمى “انهيبين A” كان أقل عند السيدات اللاتي تعرضن لمحاولات إخصاب خارجي فاشلة، مقارنة بمن نجح الحمل لديهن وأنجبن أطفالا أصحاء.
وقال الباحثون ، إن هذا الهرمون وغيره من الهرمونات المشيمية قد تكون مؤشرات جيدة تفيد في التنبؤ عن فقدان الحمل أو استمراره، وبتصحيح الخلل فيها واستعادة توازن مستوياتها، يمكن وقاية الحوامل من حالات الإجهاض والاحتفاظ بالأجنة.
ووجد الباحثون بعد تحليل عينات دم سحبت من 37 سيدة حامل، تعرضت بعضهن لحالات إجهاض غامضة ومتكررة، أن مستويات الهرمونات المشيمية التي تشمل “انهيبين A”، واستراديول وhCG، كانت أقل عند السيدات اللاتي تعرضن للإجهاض بحوالي أربع مرات، مقارنة بالسيدات اللاتي أنجبن أطفالا أحياء.
وأوضح العلماء أن هذه الهرمونات مسؤولة عن تغذية الجنين وتشجيع نموه وتطوره، فإذا ما تم تحديد الاختلافات الهرمونية بدقة وبشكل مبكر، فإن من الممكن تطوير علاجات وإجراءات وقائية للحوامل المعرّضات للإجهاض المتكرر، أي سقوط الجنين لثلاث مرات متتالية أو أكثر، الذي يصيب واحدة من كل 100 سيدة.