أفادت دراسة جديدة أن النساء اللواتي تعرضن للاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة يكن عرضة لان يصبحن مدخنات بنسبة أربعة أضعاف من النساء اللواتي عشن طفولة عادية. كما ان لديهن احتمالات مضاعفة لان يبدأن التدخين قبل بلوغ الرابعة عشرة من العمر.
وتفيد الدراسة الأمريكية، أن نسبة المدخنين في العالم آخذة بالانخفاض إلا أن نسبة النساء المدخنات في سن المراهقة و البلوغ آخذة بالازدياد. لهذا يعتقد العلماء أن زيادة نسبة التدخين عند النساء قد تكون عائدة إلى ضغوط نفسية ناتجة عن الاستغلال الجنسي لهن وهن في مراحل الطفولة.
جاءت نتائج الدراسة أن هناك علاقة واضحة بين التدخين و الاعتداء الجنسي، بحيث كانت النتائج تدل بشكل واضح على أن النساء اللواتي تعرضن للاعتداء بدأن التدخين كوسيلة للتغلب على الآلام النفسية التي تبعت الاعتداء الجنسي.
هذا ومن جانب آخر وحول التحرش الجنسي الذي تعاني منه الكثير من النساء حول العالم فقد ذكر تقرير إخباري أن امرأتين من بين كل ثلاثة في هونج كونج قالتا إنهما تعرضتا للتحرش الجنسي من رجال خلال ركوبهما الحافلات أو قطارات الأنفاق .
وأشارت النتائج، إلى أن القليل فقط من النساء اللاتي تعرضن للتحرش أو "اللمس" رفعن شكاوى لشركة قطارات الأنفاق في حين تتظاهر واحدة تقريبا من بين كل ثلاثة بأن شيئا لم يحدث فيما تحدق نصف النساء اللاتي يتعرض لهذه الحوادث بغضب تجاه المعتدين.
في حين أن 30 % يتحركن فقط بعيدا عن المكان، وذكر باحثون أن النساء اللاتي رفعن شكاوى بشأن الاعتداءات قلن إنهن يجدن المسؤولين غير مبالين أو لا يؤمنون بقضاياهن.
هذا وأكدت العديد من الدراسات أن العنف ضد المرأة.. عنف مبني على أساس "الجنس" حيث أنه وفي جميع أنحاء العالم تتعرض امرأة من بين كل ثلاثة إلى الضرب ، الإكراه على الممارسة الجنسية أو أنواع أخرى من إساءة المعاملة في حياتها ومن ضمنها التحرش الجنسي.
وقد أخذ العنف الذي يستند إلى النوع (الجنس) يكتسب صفة متزايدة كنوع من القلق الصحي وخرق لحقوق الإنسان.
ممكن أن يكون العنف مدمرا لحياة المرأة الصحية والمتعلقة بالإنجاب بالإضافة إلى مناح أخرى من وضعها الجسدي والصحي . فبالإضافة إلى إلحاق الأذى والإصابة بالمرأة ، فان العنف يزيد من خطر إصابتها بمشاكل صحية مزمنة بما في ذلك الألم المزمن، الإعاقة الجسدية، الإدمان على المخدرات والكحول والإصابة بالكابة كذلك فان النساء اللواتي تعرضن للإساءة الجسدية أو الجنسية يتعرضن لأخطار متزايدة من الحمل غير المرغوب، الأمراض التي تنتقل عن طريق ممارسة الجنس وأخطار متنوعة للحمل.
ومع ذلك فان ضحايا العنف اللواتي يلجأن إلى الأخصائيين الصحيين طلبا للمساعدة غالبا ما يحتاجون إلى أشياء لا يستطيع الأخصائيون هؤلاء تقديمها أو السؤال عنها أو لا يعرفون معالجتها.
ويشمل العنف ضد النساء والفتيات الإيذاء الجسدي ، الجنسي، النفسي والاجتماعي والاقتصادي. ويعرف ذلك في كثير من الأحيان بالعنف المبني على أساس الجنس لأنه ينشأ جزئيا من وضع كتابع أو مرؤوس في المجتمع. فالكثير من الثقافات لديها معتقدات وعادات ومؤسسات اجتماعية تجيز العنف ضد المرأة وبالتالي تجعله أمرا لا بد منه.
ولكن هذه الأفعال يعاقب عليها المسيء إذا ارتكبها ضد مستخدمه أو جاره أو صديق له بينما تمر فعلته دون عقاب إذا مارسها ضد المرأة وخاصة ضمن العائلة.
ومن اكثر أشكال العنف ضد النساء الإساءة إليهن والإجبار على ممارسة الجنس من قبل شريك ذكر سواء كان ذلك أثناء الطفولة ، المراهقة أو البلوغ. وتعرف الإساءة من قبل شخص قريب أيضا بالعنف المحلي ،ضرب الزوجة والهجوم بعنف حيث يكون في العادة مصحوبا بإيذاء نفسي وفي 25 – 50 بالمائة من الحالات مصحوبا بإجبار على الجنس.
وتتعرض النساء اللواتي يمارس أزواجهن العنف ضدهن إلى هذه الممارسات عدة مرات. وفي الحقيقة فان جوا من الرعب يؤدي في الغالب إلى وجود علاقات مسيئة.
وباستطاعة مسؤولي الصحة وأخصائييها فعل الكثير لمساعدة زبائنهم من ضحايا العنف الذي يستند إلى الجنس (النوع) . ومع ذلك فان هؤلاء الأخصائيين غالبا ما يهدرون الفرصة بسبب عدم معرفتهم أو اكتراثهم أو حكمهم على الأمور.
ولكن هؤلاء إذا توفر لهم التدريب والدعم من الأنظمة الصحية يستطيعون القيام بأعمال أفضل لتلبية حاجات النساء والفتيات من ضحايا العنف سواء كانت هذه الحاجات جسدية، عاطفية أو تتعلق بأمنهن.
ففي الدرجة الأولى يستطيع الأخصائيون تعلم كيف يسألون النساء حول العنف بطرق تجدها الضحايا عاملا مساعدا. وباستطاعة هؤلاء توفير الدعم والتعاطف معهن بالإضافة إلى المعالجة الطبية، الاستشارات ، توثيق الإصابات وتحويلهن إلى جهات الاختصاص للحصول على المساعدة القانونية والخدمات المساندة.
كذلك فان بإمكان المسؤولين عن تحديد النسل والإنجاب لعب دور فعال بسبب ما يلي:
-العنف يؤثر بشكل كبير على الرغم من عدم إدراك ذلك، على صحة المرأة المتعلقة بالإنجاب وحياتها الجنسية بشكل عام.
-لا يستطيع الأخصائيون القيام بعملهم بشكل جيد ما لم يفهموا كيف أن العنف يؤثر على صحة المرأة المتعلقة بالإنجاب والقدرة على اتخاذ القرار.
-المسؤولون عن الإنجاب يوضعون في مراكز استراتيجية للمساعدة على تحديد ضحايا العنف وربطهم بخدمات الدعم الأخرى في المجتمع.
ويستطيع هؤلاء طمأنة النساء والفتيات إلى أن العنف غير مقبول وأنه لا توجد امرأة تستحق الضرب أو المعاناة العاطفية.
لكن العاملين الصحيين يستطيعون بمفردهم تعديل البيئة الثقافية، الاجتماعية والقانونية التي تفرز العنف ضد المرأة وتتغاضى عنه. إن وضع حد للعنف الجسدي والجنسي يتطلب التزاما واستراتيجية طويلة الأمد تشمل كافة أجزاء المجتمع .
فهناك حكومات كثيرة قطعت على نفسها عهدا بإنهاء العنف ضد المرأة من خلال سن القوانين والتأكيد على حقوق المرأة ومعاقبة المسيئين وعلاوة على ذلك فان الاستراتيجية التي تستند إلى المجتمع يمكن أن تركز على تقوية المرأة والوصول إلى الرجال وتغيير معتقداتهم ومواقفهم التي تسمح بالسلوك العنيف .
وعندما تصل المرأة إلى الوضع الذي تتساوى فيه مع الرجل في المجتمع فقط فإن العنف ضدها سيختفي ويصبح نوعا من الانحراف المروع._(البوابة)