جميعنا يعلم بأن التدخين مضر لصحتنا، وما الجديد فكل علبة سجائر تذكرك بأن "التدخين يضر بالصحة وقد يسبب الوفاة" ولكن الفكرة ليست في أن التدخين خطر، وإنما هل التدخين "كوول".
طبعاً جميعنا نتفق على أن قتل أنفسنا "مش كوول" أبدا. ولكن حمل السيجارة ونفخ الدخان الأبيض سواء في وجه أصدقائنا أو خلف سيارة أعجبتنا هو بلا شك " وضع كوول" جداً.
ولكن دعوني أقول لكم كيف أن التدخين والشعور بأنك "كوول" أمران مختلفان تماماً.
يرتبط الشعور بأنك "كوول" ارتباطاً مباشراً لا لبس فيه ببقائك على قيد الحياة، فلا يوجد رجل ميت "كوول". وكذلك بالصحة والنشاط، فلم أرى لحد الآن رجل يكح ويتف كمية كبيرة من البلغم ويسمى نفسه "كوول".
يرتبط الشعور بأنك "كوول" بقدرتك على التحدث في أي موضوع وطرح أفكارك الجريئة، ولكن تخيل انك تجلس أمام ذلك الرجل الذي يدخن علبتان دخان يومياً وفجأة تشعر بانقطاع نفسك من رائحة فمه، لا اعتقد انه سيبقى رجل "كوول" لفترة طويلة في نظرك.
يرتبط الشعور بأنك "كوول" بقدرتك على شراء أنواع فاخرة ومختارة من السجائر التي تأتي مع فلتر وتقل فيها نسبة النيكوتين وما إلى ذلك من حركات تجعل العلبة تساوي ثقلها ذهب.
فإذا لم تكن مقتدراً لهذا الحد لا تمسك سيجارة فرط ، أو تتشارك مع صديق في ثمن علبة سجائر أصلاً رخيصة، وتقول انك "كوول"، لأنك "مش كوول".
يرتبط الشعور بأنك "كوول" بشعورك بالحرية وبأن لا احد يستطيع أن يذلك، وفجأة تبدأ بشحدة سيجارة من جارك في الباص، ثم عود كبريت وفجأة تصبح عبداً للسيجارة التي ما تلبث أن تحترق، ولا تأتي بهمها. عندها فقط ستشعر كم أنت رجل "مش كوول".
بالإضافة إلى ذلك كله، عندما تعود إلى البيت وشعرك، وثيابك، ويدك، وفمك رائحتها دخان، وتجد أباك بالمرصاد، عندها وعندما يسمع الجيران صوتك وأنت تستغيث وتصرخ "أخر مرة، والله، أخر مرة"، صدقني أنت "مش كوول".
أما إذا كنت تدخن غصباً عن الجميع، ونكاية فيهم، وتعتقد بأن هذا جسدك وأنت حر به، فاعتقد انك بحاجة للمساعدة الجادة من طبيب نفساني حتى تقدر النعمة التي لديك. أما إذا أردت حقاً أن تكون حراً، ومسيطراً على كل الأمور، ويموت أصدقائك لتقبيلك وليس من قبلتك، اعتقد انه من الأفضل لك أن تفكر مرتين قبل أن تمسك بالسيجارة وتحرق ما تبقى من عمرك.