الرجال لا ينصتون

تاريخ النشر: 07 نوفمبر 2005 - 12:27 GMT

اكتشف الباحثون أن الرجال نادراً ما ينصتون، نعم، حتى أفضلهم في استراق السمع عندما تكونين على الهاتف تتحدثين مع صديقتك.

 

تبدأ التجربة عندما تكون الزوجة بعد الساعة التاسعة لا تزال في المطبخ، تحضر طعام طفلتها الصغيرة، بينما تحاول أن تتذكر قائمة المشتريات للأسبوع القادم، وتضع باقي الثياب في الغسالة، بعد أن قامت بتجفيف وكوي وطوي الثياب النظيفة، وتفكر متى ستنهي التقرير المطلوب منها للعمل.

 

ويدخل الرجل بخطوات ثقيلة قادماً من غرفة التلفاز، وبيده أخر زجاجة من مشروبه المفضل، ويقول بصوت تكاد تسمعه: كلاماً غير واضح، تستخلص منه، انه متعب جداً ولن يستطيع أن يساعدها في تنظيف الأطباق، أو رمي القمامة، ويعدها بأنه سوف يقوم بذلك في الصباح، طبعاً إذا حدث إعصار ثلجي ولم يذهب إلى العمل كالمعتاد متأخراً.

 

تبدأ الزوجة بالتذمر ولكنه لا ينصت ويمشي ببطء إلى غرفة النوم ويكاد يسمع فقط صوت الأطباق تتكوم فوق بعضها البعض، ثم صوت الباب والقطة التي في الخارج تتهيأ للانقضاض على كيس النفايات.

 

بعد ساعتان، تتحضر الزوجة للذهاب إلى السرير، وقبل أن يصل رأسها إلى الوسادة ، تفكر سوف تستيقظ الصغيرة قريبا لتتناول الطعام، وسرعان ما تغرق في النوم، ليوقظها بعد دقائق صوت زوجها مداعباً، "حبيبتي هل أنت مستيقظة، لقد اشتقت إليك" ويبدأ بجذبها نحوه، فتستيقظ وتنظر جيداً إليه، هل هذا هو نفس الرجل الذي كان في المطبخ منذ قليل منهك القوى لا يكاد يكمل جملة، انه يتكلم الآن بصوت واضح كله ثقة ونشاط ، فتقول له: " أنا متعبة حقاً لقد انتهيت من العمل بالكاد وأريد أن ارتاح" ، ولكنه مجدداً لا ينصت ويسحبها نحوه بقوة.

 

أما المفاجأة ففي الساعة الخامسة صباحاً عندما تستيقظ الصغيرة جائعة، فتستيقظ الزوجة، وتنظر إلى الرجل الذي يغط في نوم يتخلله شخير عميق دون أن يشعر بشيء، فهو لا ينصت أبدا لأي صوت ، وأي صوت هذا صوت صراخ الطفلة التي ربما أيقظت جميع أطفال الحي، دون أن تهز به شعرة. هل هذا ممكن؟ يبدو انه اقفل مؤشر الصوت.

 

والآن تنتهي التجربة، فتقترب الزوجة من الرجل وتهمس في أذنه برقة ودلال "حبيبي هل أنت مستيقظ؟"، وفجأة يفتح عينيه وينظر إليها، فتكمل "حسنا، أذهب واحضر زجاجة الحليب لابنتك."