العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل وكيف تؤثر

تاريخ النشر: 08 نوفمبر 2022 - 07:45 GMT
العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل

ما تعيش فيه الآن سوف يكون من ضمن ماضيك فيما بعد، فكل شيء تفعله الآن هو حصيلة عامة للتاريخ الخاص بك " أي أن ما تفعله حالياً سوف يصبح في زمن الماضي بعد مرور فترة عليه"، وللتبسيط يلزمك معرفة العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل من خلال التركيز على قراراتك وتصرفاتك، حتى لا تندم على رد فعل أو قرار في المستقبل بسبب تلك الماضي، هناك علاقة تشابه بين الماضي والحاضر والمستقبل، لكن لا يغرك التشابه بينهم والتفت فقط إلى نقطة الاختلاف العكسي، ولكي تستوعب وتفهم أكثر العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل وأوجه الاختلاف تابع حيثيات هذا المقال.

ما هو الماضي والحاضر والمستقبل

كل شخص يعيش في الحياة الخاصة به، فينبغي عليه أن يهتم بالكيفية التي تُدار بها حياته، فربما يكون متفرج على حاله تاركاً التصرف في حياته للأخرين، لذلك نقول أن الماضي والحاضر والمستقبل هم أسباب تشكُل حياة الفرد، فلا يمكنك العبث في حاضرك ولا التفكير في ضياع مستقبلك بشكل أو بآخر، لأن العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل مُكمِلة لبعضها البعض، وفيما يلي نتعرف أولاً على مفهوم كلاً من الحاضر والماضي والمستقبل ثم نتحدث عن علاقتهم ببعضهم البعض، وإلى أي مدى هناك اختلاف.

ما هو الماضي

نبدأ في تعريف الماضي أولاً لأنه بداية حياتك، على الرغم من أن الكثيرين يرونه لا أهمية له، اخترنا أن نتحدث عنه في المرتبة الأولى لأنه سيُظهر لك مفهوم العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل بشكل أبسط، فالماضي هو ما كنت تفعله قديماً أو هو كل ما عشته أو قمت بعمله وفات عليه وقت من عمرك، فأصبح من الماضي لأنه مر عليه وقت.

الماضي هو أساس الحاضر

الماضي هو أساس الحاضر

من قال أن الماضي هو أساس الحاضر على صواب تماماً، حيث يُعتبر الماضي هو جميع الأحداث والتجارب التي قمت أو عشت بها بالوقت الذي كان يُمثل حاضرك، فعلى سبيل المثال أنت اخترت وظيفة لا تتناسب مع مهاراتك ثم قمت لأسبابٍ ما بالانضمام لها وإمضاء عقد خاص بها يمتد لعدة سنوات، وليكن عشر أعوام هي مدة العقد المتفق عليه للوظيفة، فحدث شيء في العمل شتت عقلك أو جعلك لا تستطيع تحمل تلك الوظيفة وفي ذات الوقت لا يمكنك إنهاء العقد قبل موعده، هنا نقول أن ما فعلته في الماضي هو ما آل بك إلى ذلك الحاضر الذي تعيش فيه شاعراً بالضجر، وهنا العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل متممة لبعضها البعض.

تعريف الحاضر

يُمثل الحاضر الانتقالة الثانية بعد الماضي، فلولا الماضي لما كان هناك حاضر لا سيما مستقبل، وهنا تُصبح العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل في ترتيب مستمر، أي بمعنى أن وتيرة الحياة تبدأ من الماضي وتنتهي عند المستقبل وفيما بينهم الحاضر، وعليه يتم تعريف الحاضر على أنه الوقت واليوم الذي نعيش نحن والمحيطين بنا فيه، ومن المفترض أن نُغير فيه أنفسنا ليكون مختلف عن ماضينا.

ما هو المستقبل

في قانون العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل الحكم للأخير وهو المستقبل، لكن لا يعني ذلك إهمال ماضيك وحاضرك، لأنهما التشكيل الوحيد لما سيكون عليه المستقبل، وعليه يُصبح تعريف المستقبل أنه الغد القادم بكل ما فيه، بل إن المستقبل هو الشيء المنتظر للاستمتاع بالنتائج وبدء حصاد ما كنت تصنعه في ماضيك الذي كان حاضرك.

العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل

عند التحدث عن العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل نجدها علاقة عكسية وفي ذات الوقت تكميلية مُرتبة،  بمعنى أنها عكسية لأن الماضي ضده الحاضر، والمستقبل ضد الماضي، أي أن الثلاثة في علاقة عكس بعضها البعض، لهذا تعتبر العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل عكسية، أما المقصود بكونها علاقة تكميلية مرتبة فهذا لأن الماضي هو ما يؤدي إلى الحاضر وبدوره يهيئك الحاضر إلى المستقبل، فهم في ترتيب تكميلي، حيث لا مكان للحاضر دون الماضي، ولا ماضي دون مستقبل والعكس.

ما العلاقة بين الحاضر والماضي

بعد التعرف على العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل ينبغي عليك القدرة على التفريق بين الحاضر والماضي من حيث العلاقة، وهناك العديد من النقاشات التي دارت في ذلك، كان الاستنتاج منها ينصح على أن العلاقة بين الحاضر والماضي ما هي إلا علاقة متقلبة أو بالأحرى مراوغة، بالتالي قد يواجه الفرد صعوبة في السيطرة على حاضره الذي يصبح بمرور الوقت ماضيه، ولكن في ذات الوقت بينهما ترابط، حيث أن الماضي هو ما تملكه في حاضرك، فينبغي السيطرة على قراراتك فيه حتى لا تندم عليه بعد أن أصبح ماضي.

ما الفرق بين الحاضر والمستقبل

ما الفرق بين الحاضر والمستقبل

عند البحث في العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل سوف تجد الفروق بين الثلاثة واضحة على الرغم من اشتراكهم في المعنى التكاملي بينهم، فمثلاً عند وضع مقارنة بين الحاضر والمستقبل نجد الفروق تكمُن فيما يلي:

  • الحاضر: هو زمن أو توقيت يعيش فيه الإنسان، وهو الأصل الأصيل في تطبيق ما تعلمه الإنسان من ماضيه، بالإضافة إلى أنه الوقت الذي يتم التخطيط فيه للمستقبل والأهداف المرجوة.
  • المستقبل: يفرق عن الحاضر في أنه وقت الحصاد وليس التخطيط كما في الحاضر، فكل ما زرعته بالحاضر من المفترض حصده في المستقبل إن شاء الله.

هل الماضي والمستقبل وهم؟

العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل تجعل عقلك يستوعب الفرق بينهم بسهولة، بالتالي لا يمكن أن يكون الماضي والمستقبل وهم، بل إن الماضي أحداث حقيقية تؤثر في المستقبل إيجاباً أو سلباً "هذا يعتمد على تفكيرك ومدى تعلمك من الماضي والتخطيط للمستقبل" ولكن الوهم الحقيقي هو التوقيت أو الزمن الذي لا هدف فيه بين كلاً من الماضي والحاضر والمستقبل.

ما أهمية الحاضر

هذا السؤال لا يقل أهمية عن استفسارك بخصوص العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل بشكل عام، حيث يعد حاضرك الخط الفاصل للماضي والمستقبل، للأسباب التالية:

  • هو وقت اليقظة الذي تكون فيه بكامل قواك، وبالتالي يمكنك فيه تمييز ماضيك وترك بصمة فيه تؤثر على المستقبل بالإيجاب.
  • الحاضر هو الماضي الذي سوف تفخر به عند وضع إنجازاتك المستقبلية في كتب للقراءة، بهدف التعلم والاقتداء بك.
  • يعتبر تراكم للأعمال اليومية التي بدورها تقودك إلى الشيء الذي تسعى إليه.
  • الحاضر هو ماضي المستقبل الذي يؤثر بشكل كبير على تطلعاتك المستقبلية، لذا أهميته كبيرة.

ماذا يمكن ان نستفيد من الماضي؟

الشخص الذكي هو من يعرف جيداً بأن ماضيه فات وانتهى، بالتالي لا يجب أن يؤثر الماضي على المستقبل بأي شكل من الأشكال، إلا في حالة واحدة وهي أن يكون ماضيك دافعة قوية للمستقبل، لذا تجنب الأحداث السلبية في حاضرك لأنه سوف يُصبح ماضيك وبالتالي قد يؤثر على المستقبل، وإذا فعلت ذلك فأنت هكذا استفدت، ولكي تعرف كيفية الاستفادة من الماضي بشكل دقيق اعلم بأن حالات أو أنواع الماضي أثنين، نذكرهم فيما يلي مع طريقة الاستفادة من كل نوع:

  • ماضي فكري: هو ما يُكتب فيه النضج العقلي ومراحل تطور عقلك من خلال المواقف والقرارات، بالإضافة إلى أنه يُثَبِتْ كل الأحداث والمواقف في عقلك، وحتى تتعلم من المواقف السلبية في الماضي الفكري قم بتغيير نمط الحياة وتعيين مبادئك وتصحيحها مجدداً.
  • ماضي عاطفي: هذا النوع متعلق بتسجيل الأحداث العاطفية من مشاعر الحب والغيرة، ومن ثم وضعها في دفتر المشاعر سواء كانت حب أو حزن، من انكسار وانتصار، وهنا يلزمك التعلم منها بتقنين مشاعرك وحفظها في المستقبل،  لحين التأكد من إخلاص الشخص المقابل، لا سيما تطلعاتك المستقبلية معه.

الماضي والمستقبل تجمعهما علاقة ترادف

التكامل في العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل يوضح لك سُبل التهيؤ والتأهب الكامل للمستقبل، فالماضي والمستقبل بينهما ترادف يوضح الغاية منهما، حيث الماضي هو الأحداث التي كانت في زمن الحاضر بما فيها من تخطيط وتهيئة لما سيكون عليه مستقبلك، والمستقبل هو العكس من الماضي فهو الحصاد، لذا يكملان بعضهما البعض.

كيف أنسى الماضي وابدأ حياة جديدة

كيف أنسى الماضي وابدأ حياة جديدة

على الرغم من أن العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل فيها معنى تكاملي، لكن لا يعني ذلك عدم نسيان الماضي، هناك فرق بين فهم العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل وبين التخطيط لنسيان الماضي السيء، فيمكنك نسيانه بسهولة عن طريق عمل الآتي:

  • اجعل من الألم سلاح تسلم به من تكرار الأذى الذي حدث في الماضي.
  • تجاهل كل ما حدث في الماضي من سلبيات.
  • ضع لنفسك نظام حياة صحيح تسير عليه بمساعدة شخص قدوة في ذلك.
  • ابتعد عن الأسباب التي أدت لتشويه الماضي، سواء كانت ظروف أو أشخاص.

كلمات عن الماضي والحاضر والمستقبل

فيما يلي كلمات وعبارات حول الماضي والحاضر والمستقبل، يمكنك أن تستمد منها قواك نحو مستقبل أفضل:

  • الماضي هو منصة القفز نحو المستقبل السعيد.
  • حاضرك هو الماضي الذي يتشكل كل دقيقة، فكن متفائل بما تصنعه حتى تنجح في المستقبل.
  • أعلم جيداً بأن مستقبلك هو وقت حصاد ما زرعته في ماضيك الذي كان هو حاضرك قبل ذلك.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن ان يؤثر المستقبل على الماضي؟

الحقيقة  أن الماضي عادةً هو من يؤثر على المستقبل وليس العكس، سواء كان تأثير إيجابي أو العكس، ولكن هناك حالة واحدة يؤثر فيها المستقبل على الماضي بالإيجاب، بمعنى شخص ماضيه سيء تغير مستقبله بسبب الماضي فأثر عليه بأن محى السوء منه بالإنجاز الصالح الذي قدمه في المستقبل.

متى يكون الحاضر؟ 

من خلال تعريف العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل العكسية والتكاملية، يتضح بأن الحاضر هو الوقت الذي لا يدوم استمراره، فكل دقيقة تمر عليه تسير به إلى طريق الماضي ليتحول من حاضر إلى ماضي، بالتالي الحاضر هو مدة أقصاها 24 ساعة، والزيادة عن ذلك تحوله إلى ماضي.

لماذا الماضي افضل من الحاضر؟ 

لا يمكن أن يكون ماضيك أفضل من حاضرك إلا إذا كنت أنت السبب في ذلك ، حيث يأتي القول بأن الماضي أفضل من الحاضر عندما تُفكر في ماضيك وتتجاهل حاضرك تماماً ، رغم أنه بسببه يتكون مستقبلك، ونتيجة ذلك يُصبح لديك اقتناع كامل بأن الماضي أفضل من الحاضر، فيتحول حاضرك إلى أسوأ من الماضي بالتالي يكون الماضي في نظرك وفعلياً افضل من حاضرك.

 

في نهاية مقالنا حول العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل من حيث المعنى والغاية، نستنتج بأن العلاقة بين الثلاثة عكسية وتكاملية في ذات الوقت، وينبغي على كل فرد في هذا المجتمع أن يعلم بأن الحاضر مع مرور الوقت عليه يتم نقل مسماه ذلك إلى مسمى آخر وهو الماضي، بالتالي الماضي هو ما كنت تعيش فيه قبل يومك أو عامك هذا، فاعمل بكل جهد لكي تجعل ماضيك مُشرف لنفسك أولاً ثم لمن حولك ثانياً، وأنسى كل ماضي سيء يُعيق حركة مستقبلك بالشكل الصحيح.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن