يحدث الحمل في صورته الطبيعية من خلال خروج البويضة من المبيض، و دخلوها إلى قناة فالوب، حتى يتم تخصيبها من خلال أحد الحيوانات المنوية، ومما يزيد فرص الحمل هو وجود حيوان منوي في القناة قبل دخول البويضة، ومن ثم تنتقل البويضة المخصبة إلى جدار الرحم ويبدأ نمو الجنين، وفي بعض الحالات تبقى البويضة عالقة في قناة فالوب مما يؤدي إلى حدوث الحمل خارج الرحم وهي حالة تستوجب التدخل الطبي المباشر، ومعرفة الفرق بين الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم واحدة من الأمور التي تضمن اكتشاف الأمر في وقت مبكر والحفاظ على سلامة الأم، ويمكن التعرف على ذلك من خلال مقالنا.
الفرق بين الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم
يمكن معرفة الفرق بين الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم من خلال تتبع المراحل التي يمر بها كلا الحملين وهي على النظام التالي.
أولا: الحمل الطبيعي
يمر الحمل الطبيعي لدى السيدات بثلاث مراحل أساسية بعد إتمام عملية التلقيح وهي كالآتي.
المرحلة الأولى
يطلق عليها اسم الثلث الأول من الحمل وتبدأ من الأسبوع الأول وحتى الأسبوع الثاني عشر، وينمو فيها الجنين بشكل سريع وتتكون فيه الأعضاء الأساسية في الجسم، بالإضافة إلى الدماغ النخاع الشوكي، ويكون خطر الإجهاض في هذه المرحلة مرتفعاً.
المرحلة الثانية
تعرف باسم الثلث الثاني من الحمل وتبدأ من الأسبوع الثالث عشر إلى الأسبوع السابع والعشرون، ويتم خلالها إجراء فحص باستخدام الموجات الصوتية، للتحقق من سلامة الجنين وخلوه من التشوهات الخلقية، ويمكن في هذه المرحلة معرفة نوع الجنين.
المرحلة الثالثة
هي الثلث الأخير من الحمل وتبدأ من الأسبوع الثامن والعشرون، وحتى الأسبوع الأربعين، ويزداد فيها وزن المرأة بشكل ملاحظ، ويصبح الجنين خلالها قادراً على استشعار الضوء، وفتح وإغلاق العينين، ويكتمل الهيكل العظمي له.
ثانيا: الحمل خارج الرحم
يبرز الفرق بين الحمل خارج الرحم والحمل الطبيعي في كون الحمل خارج الرحم لا يشمل على أي مراحل، وسبب ذلك هو أنه بمجرد اكتشافه يعمد الطبيب إلى إجهاض الجنين إما من خلال استخدام الأدوية الطبية في حالة بدايات الحمل، أو من خلال العمليات الجراحية إذا كان الحمل قد تقدم بشكل ملحوظ، وذلك من أجل الحفاظ على سلامة وحياة الأم.
أعراض الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم
معرفة الفرق بين اعراض الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم واحدة من الأمور التي تساعد في اكتشاف هذا الخطر في وقت مبكر، ويمكن تحقيق ذلك من خلال معرفة الأعراض المصاحبة لكل منهما بشكل منفصل، وذلك من خلال الجزء التالي.
أعراض الحمل الطبيعي
تختلف اعراض الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم في العديد من الأمور الأساسية، و أبرز ما يحدث في النوع الأول موضح في النقاط التالية:
- غياب الدورة الشهرية وهو من أبرز العلامات لدى معظم السيدات خلال الحمل.
- حدوث ارتفاع في درجة الحرارة خاصة عند الاستيقاظ من النوم نتيجة نشاط الهرمونات.
- الغثيان الصباحي والذي يصاحب نصف السيدات خلال الحمل ولكن يختلف من سيدة إلى أخرى.
- وجود آلام في الثدي وهو عرض يظهر من بداية الحمل ويزول مع بداية الثلث الثاني من الحمل.
- كثرة التبول زيادة عن المعتاد بشكل ملحوظ خاصة في في الثلاث أشهر الأولى والأخيرة من الحمل.
- الشعور بالإرهاق المستمر والنوم لساعات طويلة من اليوم، ولدى بعض السيدات يكون الأرق هو أحد علامات الحمل.
- فقدان الاتزان والإحساس بالدوار بسبب زياد كمية الدم التي تضخ في الجسم، وحدوث توسع في الأوعية الدموية.
- الشعور بتقلصات تشبه تقلصات الدورة الشهرية مع عدم نزول دم الحيض.
- الإفرازات المهبلية التي تكون مصحوبة بشعور بالحرقة أو الحكة.
أعراض الحمل خارج الرحم
يمكن من خلال النقاط التالية التعرف على أعراض الحمل خارج الرحم ومتى تظهر:
- وجود ألم شديد على جانب واحد فقط من البطن، وعادة ما يكون مستمر وشديد الحدة.
- الشعور بألم شديد في منطقة القولون وعادة ما يكون مصحوبا بانتفاخ.
- الإحساس بالألم والحرق أثناء التبول أو أثناء التبرز.
- أعراض مشابهة لأمراض الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال.
- فقدان القدرة على الحفاظ على توازن الجسم، ويصل الأمر إلى الإغماء لدى بعض السيدات.
- إحساس بالضغط الشديد في المنطقة الشرجية.
- وصول نزيف مهبلي متفاوت الشدة يتوقف بعد فترة قصيرة ويكون لون الدم إما فاتح أو داكن بشكل كبير .
- شعور بألم في منطقة الكتف نتيجة حدوث التهاب في العصب الحجابي والذي يتواجد في الحجاب الحاجز.
- معظم السيدات تظهر لديهن هذه الأعراض من الأسبوع الرابع وحتى الأسبوع الثاني عشر، ولا يتم اكتشافه إلا من خلال إجراء فحص طبي.
أنواع الحمل خارج الرحم
من النقاط الأساسية التي تساعد في تحديد الفرق بين الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم، هو الإلمام بأنواع الحمل خارج الرحم المختلفة، وهي موضحة تفصيلاً في الجزء التالي.
أولاً: الحمل الأنبوبي
يعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعاً لدى معظم السيدات، ويتم عندما لا تتمكن البويضة من مغادرة قناة فالوب، ويوجد العديد من المناطق في القناة يمكن أن ينمو فيها الحمل، فبنسبة 5٪ يحدث الحمل في النهاية الخملية ذات الأهداب للقناة، وبنسبة 80% ينمو الجنين في الجزء الأمبولي منها، بينما ينمو الجنين في منطقة البرزخ بنسبة 12٪ من الحالات، وأخيراً يمكن حدوث حمل خارج الرحم في الجزء القرني والجزء الخلالي بنسبة 2٪.
ثانياً: الحمل غير الأنبوبي
تحدث هذه الحالة بنسب نادرة لا تزيد عن 2٪ من حالات الحمل خارج الرحم، وتحدث في أماكن مختلفة من الجهاز التناسلي مثل المبيض، أو عنق الرحم، أو داخل التجويف البطني، ويتم تحديد موقع الحمل في عمق الرحم بشكل دقيق من خلال استخدام الموجات فوق الصوتية عبر المهبل.
ثالثاً: الحمل المزدوج
تحدث هذه الحالة عندما يتم تخصيب بويضتين في وقت واحد، تكون الأولى داخل الرحم بصورة طبيعة، وتكون الأخرى خارج الرحم، وعادة ما يتم الكشف عن الحمل الموجود خارج الرحم قبل الموجود في داخله، ويرجع ذلك إلى الألم الشديد الذي يصاحب هذه الحالة والذي يتطلب الخضوع لفحص طبي فوري يتم بناء عليه اكتشاف الحمل المزدوج.
وهي الحالة من الحالات التي يندر حدوثها، ولكن استمرار الحمل الموجود داخل الرحم مضمون بنسبة 70٪.
حدوث الحمل الطبيعي بعد الحمل خارج الرحم
واحدة من الأمور التي يمكن من خلالها التعرف على الفرق بين الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم، هي المدة التي يمكن من بعدها الحمل مرة أخرى خاصة بعد عملية الإجهاض، ففي حالة الإجهاض في الحمل الطبيعي يمكن حدوث حمل جديد بعد مرور أسبوعين فقط من عملية الإجهاض.
بينما يحذر الأطباء السيدات بعد إجهاض الحمل خارج الرحم من حدوث حمل لمدة لا تقل عن 6 أشهر، ونسبة حدوث حمل بصورة طبيعية بعد هذه المدة تتراوح بين 80% - 88%، و احتمالية حدوث حمل خارج الرحم مرة أخرى يكون بنسبة بسيطة لا تزيد عن 4.2% - 5%، خاصة في حال تنظيف قناة فالوب بشكل دقيق خلال عملية الإجهاض.
وفي النهاية فإن معرفة الفرق بين الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم منذ وقت مبكر يساعد السيدات في تفادي كبر حجم الجنين خارج الرحم وزيادة تعقيد المشكلة والاضطرار للحضور للجراحة، حيث في الحال
