تعد تربية الأطفال، احد أصعب المهام التي يتحملها الزوجان. ولا شك أن من قال بأن تربية الاطفال أمر سهل، لم يكن لديه أطفال. فمن فهم نفسية الطفل على رعاية حاجاته الاجتماعية، تتطلب تربية الأطفال الاهتمام والرعاية على مدار الساعة.
ولا شيء يؤلم قلب الأم أكثر من رؤية طفلها يتحول إلى إنسان عنيد. فما قد يبدأ في المنزل على شكل نوبات الغضب ومزاجية، يمكن أن يتفاقم ليجعل الطفل متنمر في الخارج. وبالرغم من أن العديد من الأهل يتحدثون دوما عن تحضير أطفالهم لمواجهة الأخرين إلا أن القليل منهم يتحدثون عن اعادة تأهيل الطفل المتنمر أو مساعدته.
ومن المهم أن نلاحظ التغيرات السلوكية التي تحدث في شخصية الطفل يوما بعد يوم وتوجيه الطفل وتنبيهه، لأن مرور هذه التغيرات بدون اهتمام أو توجيه سوف يشجع طفلك على الاستمرار في ممارسته أو طرقه الخاطئة فقط. تقول عالمة النفس ارونا بارميشوارانا، "الأطفال الذين يميلون إلى التنمر يبحثون عن السيطرة". واضافت، "انهم يسعون إلى السلطة وعقولهم تعمل دائما تحت هذا الضغط المستمر ليكونوا الأفضل، ولكن ليس في المظهر وحده، فهم يريدون أن يحصلوا على معاملة أفضل من غيرهم، ويذهبون إلى أي مدى لتحقيق ذلك."
اذا كان لديك طفل متنمر، محب للسيطرة وأناني فيجب أن تأخذي في الأمور بعين الاعتبار:
1. العنف ليس الحل. إذا كنتِ تعتقدين بأن رفع يدك وضرب طفلك سيحل المشكلة أو يجعله يخاف منك، فأنت مخطئة. في الواقع، العنف لن يولد الا العنف والسلبية.
2. التحدث مع الطفل. هذه ليست مهمة سهلة. بل يجب عليك الجلوس معه والتحدث إليه على أساس يومي.
3. خلق بيئة ملائمة من التسامح في البيت، حيث يتم حل الخلافات دون صراخ أو عنف. لا تجعلي طفلك يشعر بانك تتجاهلينه أو تغفلين احتياجاته أو تعاملين أشقائه بطريقة مختلفة.
4. التدخل في كل مرة تشاهدين سلوكا سيئا من طفلك. لا تراقبي بصمت، أنت المسؤولة في المنزل عن تشجيع السلوك الجيد أو توجيه السلوك السيء.
5. ابحثي عن مصدر غضب طفلك. يمكن أن يكون حادثا شخصيا أو ذكرى مؤلمة. "في بعض الأحيان، يعتبر الأطفال اي توبيخ بسيط من قبل والديهم أو من قبل أي شخص من خارج العائلة بمثابة إهانة عميقة، وهذا يزيد من شعورهم بالعدوانية لذلك حاولي أن لا يقوم أشخاص أخرون بتربية طفلك معك."
