حساسية الربيع.. والكثير من المعاناة!!

تاريخ النشر: 09 يناير 2005 - 01:30 GMT
البوابة
البوابة

الربيع هو ذلك الفصل من السنة الذي تبدأ فيه أنوف ملايين البشر في الاحتقان وأعينهم في الالتهاب ثم إنهم يعانون من نوبات طويلة من العطس وأعداد الضحايا في ارتفاع عاما بعد عام.  

 

وتظهر هذه الأعراض في الغالب نتيجة التعرض للقاح تحمله الرياح التي تدخل الجيوب الأنفية وتصيبها بالحساسية.  

 

ويقول الدكتور يورج كلين تيبن أستاذ الأمراض الجلدية والحساسية بمركز أمراض الحساسية والأزمات الربوية في برلين، حسب صحيفة الخليج، "إذا وصلت اللقاحات تلك إلى العين فإنها يمكن أن تتسبب في التهاب الملتحمة وفي الحالات الحادة قد تتسبب حمى القش في معاناة المصاب من صعوبة في التنفس". 

 

ولا يعرف قسم كبير من المصابين الراحة حتى مطلع أيلول/سبتمبر. وتقول الدكتورة كاترين فولداج إن الأعراض تختلف من شخص لآخر. وتضيف "إن معاناة بعض المرضى تمتد من أسبوعين إلى ثلاثة فقط في العام فيما يعاني آخرون من التهاب العين واحتقان الجيوب الأنفية من الربيع حتى الخريف". 

 

هذا تزداد كمية غبار الطلع في الجو في فصل الربيع يشعر بعض الأشخاص بأعراض الحساسية مثل زيادة إفراز الدموع والمخاط من الأنف. وعلى الرغم من تنوع هذه الأعراض التي قد تشمل الحكة في الجلد والتهاب بالعين غير أن أغلبها يتمثل في ما يسمى بسيلان الأنف التحسسي.  

 

ويعاني ملايين الناس في جميع أنحاء العالم من أعراض هذه الحالة التي تسمى "حمى القش". وتتسبب في هذه الأعراض مواد تسمى "مثيرات الحساسية" وعندما يستنشق الناس هذه المواد فإنها تندمج مع الأجسام المضادة لمثيرات الحساسية.  

 

توجد هذه الأجسام عادة بكميات قليلة في الجسم ولكنها تكثر في أجسام الأشخاص الذين يعانون من الحساسية.  

 

لا تؤثر الحساسية الموسمية تأثيرا كبيرا على نوعية الحياة التي يعيشها المصابون فقط بل يتعدى ذلك إلى التأثير على الناحية الاقتصادية بسبب الخسائر التي يتكبدها من جراء معاناة العاملين في كافة القطاعات.  

 

ولحسن الحظ تتوفر طرق كثيرة لعلاج حساسية الربيع مما يخفف من أعراضها ويساعد المريض في التغلب عليها.  

 

وفي فصل الربيع تبدأ الزهور، الأشجار والأعشاب بالتفتح ويبدأ العث بالانتشار في كافة أنحاء المنزل.  

 

لذا فإن من الواجب إبقاء غبار الطلع تحت السيطرة وتنظيف الفراش مرة واحدة في الأسبوع على أقل تقدير. كذلك يجب غسل الرأس وأخذ حمام قبل الإخلاد إلى النوم لأن غبار الطلع يتجمع فوق شعر الرأٍس.  

 

وينبغي ارتداء قناع وقفازات أثناء التنظيف، شفط الغبار المنزلي للغبار والمواد الكيماوية في حدودها الدنيا الممكنة. ويجب شفط الغبار المنزلي بواسطة المكنسة الكهربائية مرتين في الأسبوع.  

 

وينبغي كذلك تنظيف السجاد لإزالة الغبار والعفن والتأكد من أن سجاد المنزل قابل للغسل.  

 

هذا ومن جانب آخر، تمكن العلماء في جامعة جونز هوبكنز الأميركية من تطوير علاج جديد قد يقدم حلا أسرع وأكثر فعالية وأمانا للأشخاص المصابين بحمى القش أو ما تعرف بحساسية الربيع.  

 

وأوضح هؤلاء أنه ينبغي على المصابين بهذا النوع من الحساسية اتباع برنامج علاجي طويل ومكثف يشمل ستة أشهر من الحقن المضادة تتبعها حقن إضافية لمدة 3-5 سنوات، أما مع العلاج الجديد فقد قلت هذه المدة إلى ستة أسابيع مع ست حقن فقط.  

 

وأشار الخبراء إلى أن هذا العلاج هو عبارة عن عقار دوائي جديد للمعالجة المناعية أنتجه شركة "دينافاكس" للتكنولوجيا، وقد أثبت فعاليته كدواء آمن لتخفيف أعراض الحساسية الشائعة مثل سيلان الأنف والعطاس واحتقان الأنف وانهمار الدموع، في الاختبارات التي أجريت على 25 شخصاً مصابين بحالات حساسية مزمنة لعشبة الريجيد.  

 

ولاحظ الباحثون أن المرضى الذين تلقوا 6 حقن من دواء "دينافاكس" لمدة 6 أسابيع، شهدوا تحسناً ملحوظاً في الأعراض، كما قلت حاجتهم لتعاطي أدوية أخرى، وأعرب العلماء عن اعتقادهم بأن بإمكان هذا الدواء تحسين أمراض التهابية أخرى مثل الربو والاضطرابات الهضمية والتهاب المفاصل الروماتيزمي.  

 

ومن جانب آخر، يقوم باحثو كلية أوكلاند الطبية بنيوزيلندا على دراسة تأثيرات البكتيريا المفيدة الموجودة في اللبن على المرضى المصابين بحساسية الربيع.  

 

ويقوم هؤلاء بمتابعة 40 شخصا لمدة عشرة أسابيع، تناول نصفهم كبسولتين يوميا، تحتويان على نوعين من الكائنات الدقيقة هما "لاكتوباسيللاس رامنوساس" و"بيفيدو لاكتيس"، بينما أعطي الباقون كبسولات عادية.  

 

وقال الخبراء إن هذه الكائنات التي يطلق عليها اسم "الحيويات" بسبب فوائدها الصحية، هي سلالات مختلفة قليلا ولكنها نفس الأنواع الموجودة في اللبن وفي أمعاء الإنسان.  

 

ومن جهتهم أشار الباحثون إلى أن أعراض حساسية الربيع تشمل العطاس وسيلان الأنف أو انسداده وحكة في العيون والحلق والتعب والإرهاق، موضحين أن الذين يعانون منها موسميا قد يتحسسون من حبوب اللقاح ، أما المصابون بها طوال السنة فغالبا ما يتحسسون من الغبار المنزلي_(البوابة)