خطر إصابة المرأة بأمراض القلب.. أكثرمن الرجل

تاريخ النشر: 19 أبريل 2005 - 08:01 GMT

اكتشاف خطر الإصابة بمرض القلب في مرحلة مبكرة يشكل عاملا رئيسيا في تحسين النتائج لدى السيدات.

 

ظهر دليل جديد يبين أن فحوصات اكتشاف المرض وفحوصات الجهد المتوفرة بكثرة ذات مفعول كبير في تحديد النساء اللواتي يواجهن خطر الإصابة بمرض القلب .   بالإمكان بالاكتشاف المبكر للمرض إحالة المزيد من النساء اللواتي يواجهن خطرا قليلا أو متوسطا لتجرى لهن فحوصات إضافية وللتعامل مع الخطر الذي يواجهنه ولإعطائهن علاجات أشد قبل أن تسوء حالتهن . تقول الدكتورة ليسلي شو ، مديرة أبحاث النتائج بمعهد أتلانتا لأبحاث القلب والشرايين :  كي نستطيع تخفيض عدد وفيات النساء بسبب أمراض القلب ،  نحتاج تبني استراتيجيات جديدة لتقييم الخطر الذي يواجهنه  .  

 

ما نحتاجه لتحسين النتائج التي نحققها للنساء هو إطار علمي جديد لإجراء فحوصات اكتشاف خطر الإصابة بأمراض القلب . ينتظر الأطباء في الوقت الحاضر إلى أن تظهر الأعراض ليوصوا بالفحوصات والعلاجات ، ولكن هذه القاعدة ليست دقيقة بالنسبة للنساء . النساء اللواتي يصبن بنوبات قلبية يرجح أن يكون قد سبق ظهور أعراض غير عادية عندهن ، مثل ضيق التنفس والغثيان(التقيّؤ) ، تختلف عن تلك التي غالبا ما تظهر عند الرجال . عدد  النساء ، خاصة المصابات بمرض السكري ، اللواتي يعانين من مرض القلب دون ظهور أعراض واضحة عندهن يفوق عدد الرجال من أمثالهن (نفس الفئة) .  في الواقع تدل الأبحاث على أن 63 % من النساء اللواتي يتوفين فجأة بسبب مرض القلب لم يسبق ظهور أية أعراض عندهن .

 

تقول الدكتورة شـو : الفحوصات والاستراتيجيات الحالية  ليست فعاّلة في تحديد النساء اللواتي يوجهن خطر الإصابة بمرض القلب . إضافة إلى عدم اكتشاف الكثيرات ممن يواجهن هذا الخطر، فإن الأساليب الحالية تخطيء فتحدد نساء على أنهن مصابات في حين أنهن في الواقع خاليات من مرض القلب .

 

أظهرت بيانات لم تنشـر استقيت من دراسة أجرتها الكلية الأمريكية لأمراض القلب على 100,000 مريض أن 30 % من النساء اللواتي ارسلن لإجراء عملية قسطرة تشخيصية اختيارية ، أو لاتخاذ إجراء طبي ، تبين أنهن لسـن مصابات بمرض القلب بتاتا . خلصت الدكتورة شـو إلى القول : إننا لا نجد الناس الذين حقا يستفيدون من العدد الكبير المتوفر من التدخلات الجراحية والطبية . يمكننا ، بالعمل المبكر الجريء ،  تخفيض خطر الموت أو احتشاء عضلة القلب عند النساء وتخفيض الحاجة إلى إعادة التدخلات الطبية .

 

توجد ثلاثة فحوصات بسيطة متوفرة على نطاق واسع فعّالة جدا في التنبؤ بوفيات النساء اللواتي يعانين من أعراض مرض القلب ، وهي : التخطيط الكهربائي للقلب أثناء بذل مجهود ، وتخطيط القلب بالموجات فوق السمعية أثناء بذل جهد ، والتصوير النووي للقلب أثناء بذل جهد . مع كثرة مذمة التخطيط الكهربائي لأنه يعطي معدلا كبيرا من القراءات الإيجابية الخاطئة ، إلا أن الدراسات تدل على أن هذا الفحص يعطي تقييما دقيقا لخطر الإصابة لدى النساء ، إذا ما اقترن بعوامل اخرى منها الطاقة الوظيفية التي تقاس بمدة الجهد الجسماني وذروة ضغط الدم الإنقباضي . وقد تبين أيضا للدكتورة شـو أن الفحص بالموجات فوق السمعية والفحص بالتصوير النووي لاكتشاف انحباس تدفق الدم يعطيان نتائج متساوية في التنبؤ بخطر الموت بالنسبة للنساء والرجال على حد سواء . يرتفع خطر الوفاة بازدياد عدد مواضع انحباس تدفق الدم في الشرايين .  وإذا اتضح عدم وجود هذا الانحباس بلغت نسبة احتمال أن يعيش المريض من كلا الجنسين النساء والرجال 99% .

 

يعتقد الكثير من الأطباء أن الفحوصات غير الواسعة ليست ناجحة اذا استخدمت لاكتشاف أمراض انسداد شرايين القلب عند النساء ، لذلك فهم يحيلون الإناث من المرضى رأسا إلى مختبر القسطرة لإجراء فحوصات تشخيصية واسعة . مع هذا فإن الدراسات التي أجريت في معهد الدكتورة شـو تدل على أن هذه الإستراتيجية ليست أفضل من " القرعة " . تبين أن 45 % من النساء اللواتي فحصن لسن مصابات بمرض القلب ، و 23 % منهن كن يعانين من انسداد شريان واحد فقط ، و 32 % كن يعانين من انسداد شريانين أو أكثر . المسلك غير التوسعي ، وهو الفحص بالتصوير النووي لاكتشاف انحباس الدم ، كان أفضل – 58 % كان عندهن انسدادان أو أكثر مما يرفع خطر الوفاة . 20 %  كان عندهن انسداد واحد ، وفقط 22 % لم يكن عندهن أي انسداد .

 

يمكن لهذه الفحوصات البسيطة الواضحة وغير المكلفة نسبيا ، إذا استعملت على نطاق واسع لتقييم خطر الإصابة لدى النساء ، أن تنقذ حياة المزيد من النساء . هناك حاجة لمزيد من الدلائل المتعلقة بجنس (رجل أم إمرأة) المريض لوضع استراتيجيات تهدف إلى تحديد خطر الإصابة وإلى إنقاصه . وأخيرا يجب تثقيف الجمهور عن أن خطر إصابة النساء بأمراض القلب أكبر من خطر إصابة الرجال._(البوابة)       

 

  

 

© 2005 البوابة(www.albawaba.com)