وجد بحث أجري مؤخرا في البرتغال صلة هامة بين خطر الإصابة باللوكيميا عند الأطفال ومستويات الكلورين الذي يحتوي على مواد كيمياوية سامة.
وأكدت ماريا دي كارمو فيرتاس وخبيرة الإحصاء ماريا مارتينهو بأن الإشعاعات المحتملة من الصناعات المتعلقة بالورق، ونيران الغابة، ومبيدات الحشرات، والصناعات الكيماوية الثقيلة، ومحطات الكهرباء، وإستخراج الوقود قد تؤدي إلى مستويات أعلى من الكلورين في الهواء والذي يحتوي على مواد مسرطنة.
وقامت فيرتاس وزملائها بدراسة الصلة بين مستويات التلوث الجوية لحوالي 22 عنصرا كيميائيا، بضمن ذلك الزرنيخ، والنيكل، والرصاص، والزئبق، كما جمعوا تحليل أشنات إستعملت كمؤشرات حيوية لهذه الملوثات ونظروا إلى عدد وفيات اللوكيميا في 275 مقاطعة في البرتغال.
ووضحوا كيف استعملت الأشنات كمؤشرات حيوية دقيقة لمعرفة مستويات التلوث منذ السبعينات. وتعد الأشنات علامات حيوية ممتازة لأنها تعتمد بشكل كبير على الترسبات الجوية كمصدر للمعلومات، وهكذا تظهر التراكيب الاولية للعناصر والتي تعكس تلك المذابة والغازية و/ أو العناصر الجزيئية في الجو. هذا ويكشف جمع وتحليل الأشنات عبر منطقة جغرافية كبيرة العناصر الموجودة في الهواء في تلك المناطق، ويعطي الباحثين خريطة واضحة للملوثات الموجودة في الهواء والتي يمكن أن تفسر مثلا أسباب ارتفاع نسبة الاصابة باللوكيميا.
ووضح الفريق بأن اللوكيميا تنتج نموذجياً عن تحول خبيث لخلايا الدم البيضاء ويعد تقريباً ثلث كل أمراض السرطان التي تصيب الأطفال الاقل من سن خمس عشرة سنة. وفي البرتغال، ما بين 1970 -1999 كان نسبة الاصابة 30 من كل مليون طفل في السانة. على أية حال، بينما ربطت بعض الأدلة سبب الاصابة بالمرض إلى التعرض إلى التأيين الإشعاعي أو إلى البنزين المسبب للسرطان، تبقى أسباب أغلب الإصابات مجهولةً.
هذا ولم تجد دراسة سابقة صلة بين مستويات الزرنيخ والنيكل والزئبق والرصاص في الجو كما وجدته الأشنة حاليا. على أية حال، يرتبط محتوى الكلورين أيضا بالاصابة بمرض السكر وهناك صلات هامة بين النمو الخبيث للأورام السرطانية وبين البرومين، واليود، والنيكل، والرصاص، والكبريت، ومحتويات الفاناديوم والأنتيمون.
