شيفرة يستعملها الأبناء لطلب المساعدة!!

تاريخ النشر: 06 سبتمبر 2006 - 08:55 GMT

قد لا يدرك معظم الآباء والأمهات اليوم، الشيفرة التي يستعملها الأبناء لطلب المساعدة، خصوصاً في فترة المراهقة، حيث يلجأ الشاب أو الفتاة إلى بناء شخصيته وتجاربه المستقلة، وبالتالي تقليل الاعتماد على الأهل. ولكن بغض النظر عن الفئة التي تلتزم بقواعد وقوانين العائلة أو تلجأ إلى الأهل على الرغم من دخولها في السن المراهقة، تبقى فئة ليست بقليلة خلف الحاجز، تتمرد على القوانين وتريد أن تعيش الحياة حسب رؤيتها الخاصة.

 

ولأن الأهل لا يستطيعون تقييد الحرية الشخصية للمراهق بشكل كامل، وجب عليهم أن يكونوا على الأقل مدركين لمراحل نمو أطفالهم، وخصوصاً انتقالهم إلى مرحلة المراهقة المليئة بالمفاجآت، وخيبات الأمل، والتجارب، والأزمات النفسية، والعاطفية. وإليكم بعض المؤشرات الرئيسية لوجود أزمة نفسية عند المراهق:

 

1. تراجع التحصيل الأكاديمي:

أن المراهق الذي يتغيب عن المدرسة، وتتراجع علاماته المدرسية بشكل لافت، أو يسبب المشاكل في المدرسة، هو مراهق يطلب المساعدة، ويحاول أن يلفت الانتباه. وقد يكون هذا السلوك ناجماً عن تعرضه لضغوط نفسية أو جسدية، أو اجتماعية، أو لشعوره بعدم احترامه لذاته مثلاً لا يستعمل النظارة الطبية لان أصدقائه يستهزئون به، بدأ حب الشباب يظهر على وجه والجميع يبتعد عنه، لا يرتدي ثياباً على الموضة، لا يستحم بشكل منتظم، لا يأخذ مصروف جيب، أو مصروفه أقل من زملائه. وربما يكون السبب مشاكل نفسياً أكثر عمقاً، مثلاً انفصال الوالدين، تعرضه للعنف الجسدي في المنزل، تعرضه للتحرش الجنسي.

 

2. الشعور بالكآبة:

في إحصائية جديدة تبين أن طفل واحد من بين 10 أطفال يعاني من نوع من أنواع الكآبة. كما بدأت الكآبة، في السنوات القليلة الماضية، بالتأثير المباشر على الأطفال الأصغر سناً. وتعتبر الكآبة من أخطر الحالات النفسية التي تصيب شريحة الأطفال والمراهقين، ويمكن أن تؤدي إلى محاولة الانتحار أو الإفراط في تناول الكحول والمخدرات.

 

3. سوء المعاملة:

يعاني الطفل الذي يعيش في عائلة غير مستقرة من حالة عصبية، تدفعه إلى التصرف باندفاع، وتهور، كما قد يشارك في نشاطات غير قانونية، مثل السرقات، أو العنف، أو القتل أحياناً.

 

4. الضغوط الجنسية:

أن الانفتاح الإعلامي غير المنضبط الذي يروج للجنس ولحياة حرة ، أدى إلى ثورة جنسية مبكرة عند المراهقين. مما شكل ضغطاً نفسياً هائلاً عليهم. فقلة الانضباط، وشح المعلومات الصحيحة، والانصياع للرغبات الجامحة التي تصورها وسائل الإعلام في الأغاني والأفلام على أنها طريقة الحياة الحرة، وعدم وجود أمثلة جيدة يقتدي بها الشباب ساهمت في تكوين أزمات جنسية لدى المراهقين وبخاصة العنف الجنسي.  حيث يكون معظم المراهقين عرضة لارتكاب العنف الجنسي أو الوقوع ضحايا للعنف الجنسي، مثل الاغتصاب، والضرب أو التحرش.

 

كذلك خطر الحمل المبكر عند المراهقات. حيث تواجه الأمهات المراهقات عقبات رهيبة على الصعيد الأكاديمي، والاجتماعي، والنفسي نتيجة الحمل والولادة المبكرة، فكيف يمكن للأطفال أن يربو أطفالاً.

 

إذا كنت تشك في أن ابنك أو ابنتك المراهقة تشكو من سوء التحصيل الدراسي، أو تعاني من اضطرابات نفسية، تتسم بالصراخ الدائم، وضرب الأشقاء، أو شتم الأهل، فمن الأفضل أن لا تهمل هذه المؤشرات وتلجأ إلى طبيب نفسي ليقيم الحالة ويعرف سبب سوء التصرف. إن إهمال مؤشرات طلب المراهق للمساعدة سيكون له عواقب وخيمة في المستقبل.

 


وبما أن التجربة قد أثبتت بأن الوقاية خير من العلاج، فننصح الآباء والأمهات بمراقبة أبنائهم، والاستفسار عن أدائهم المدرسي، ومساندتهم ، ومساعدتهم، وعدم التهكم أو الاستهزاء بأسئلتهم واهتماماتهم، واللجوء إلى الكتب التعليمية لإرشادهم حول المواضيع التي تتعلق بفترة البلوغ، مثل الجنس، ومشاكل البشرة، وتطور الأعضاء التناسلية، وما إلى ذلك، بالإضافة إلى توفير جو عائلي ملائم يشجع على التواصل والمحبة، ولا ننسى الغذاء السليم الصحي والمغذي الذي يقوي الأبدان ويفتح الأذهان ويجعل الانتقال من الطفولة إلى المراهقة أمراً سهلاً ومفيداً.