إن النظر إلى العادة السرية والإقلاع عنها يعد أمر مهم، لمن هم على طريق البداية في رحلة الإقلاع، وذلك لأن الدراية بهذه الفوائد كفيلة بأن تبث شعور من الراحة والاسترخاء داخل أنفسهم؛ حيث يدركون حينها أن هناك سبيل لإصلاح ما قد أفسده كلاً منهم في نفسه، كما أن الدراية بتلك الفوائد تعطي حافز قوي للصمود في رحلة الإقلاع عن تلك العادة السيئة، فيشعر كل من يحاول تركها أنه ثمة غنيمة ثمينة تستحق الحرب من أجلها، وسوف نتناول في هذه السطور التالية بمقالنا هذا كل ما يندرج تحت فوائد التوقف عن العادة السرية لمدة شهر.
لماذا ننصح دائماً بالتوقف عن ممارسة العادة السرية ؟
من المعروف أن منع الضرر مقدم دائماً على جلب المنفعة، ولكن عند النظر إلى التوقف عن ممارسة العادة السرية سوف نجد أنها جمعت بين كلا الأمرين؛ وذلك لأن في الإقلاع عنها منع للضرر وجلب للمنفعة أيضاً، وحتى لو كان الأمر مقتصر على منع الضرر فقط فهذا حافز كافي، وهذا لأن العادة السرية ضررها خطير وأثرها كبير، وحسابها عند الله ليس بقليل، لذلك نسعى جاهدين لتقديم يد العون لكل من يخطر في ذهنه أمر الإقلاع عنها.
ما هي فوائد التوقف عن العادة السرية لمدة شهر؟
عند التطرق للحديث عن فوائد التوقف عن العادة السرية لمدة شهر سوف نجد أنه ثمة فوائد عديدة ومنافع كثيرة، وسوف نذكر لكم هذه الفوائد والمنافع التي هي:
1. استعادة الثقة بالنفس
تعد استعادة الثقة بالنفس أهم فوائد التوقف عن العادة السرية لمدة شهر، لأنه غالباً ما يشعر كل من وقع في فخ العادة السرية بأنه أقل من الأفراد الذين هم حوله، حيث يوقعه الشيطان في سجن نفسه ليظل معذباً شقياً به للأبد، فينظر لمن حوله ويظن أنه الوحيد الذي يقوم بذلك الفعل الحقير، فيستشعر في نفسه قلة الشأن وحقارة الطبع وخبث الأفعال، ولكن سرعان ما يتبدل الحال بعد أن ينجح ذلك الممارس في الإقلاع عن تلك العادة، فيشعر أنه قد تساوى في الشأن مع من لا يمارسون العادة السرية، وعلا في الشأن عن الذين يمارسونها.
2. فقدان الشعور بالعجز
كل من يمارسون العادة السرية بلا أدنى شك يشعرون يومياً بالعجز، فمنهم المراهق الذي شعر بقلة عزيمته في التوقف عن فعلها، ومنهم المقبل على الزواج وقد عجز عن التوقف عنها بعد أن تنبه أنها كفيلة لإفساد لذة الزواج، ومنهم المتزوج الذي أدرك أنه دمر حياته الزوجية بها، ومنهم الشيخ الذي قارب الموت أيضاً، وجميعهم يعزمون بعد كل مرة يمارسون العادة السرية على عدم العودة إليها، وما أن ينتهي أثرها وتثتثار شهوتها يجد كل واحد منهم نفسه عاجزاً عن كف نفسه عن ممارستها مجدداً، ولكن من ينجح في الإقلاع عنها سوف يختفي من نفسه الشعور بالعجز والضعف.
3. التوقف عن جلد الذات
الوعي والعلم هم دائماً نور العقل، ولكن أيضاً هم سبب في الشقاء والحزن، وأذكر في حديثي الوعي والعلم لأن الذين امتلكوا وعياً وعلماً بأضرار العادة السرية وعواقبها وعاقبتها، هم أكثر شقاء وحزن من الجاهلين بذلك الشأن، فيتعذب بتلك المعرفة كل من يخاف الله بعد أن يدرك ذنبه، ويتعذب كل من يخشى على صحته بعد أن أدرك ضررها، وكذلك الحال عند البقية، ويستمر كلاً منهم في جلد ذاته على ما قد فعله بنفسه، وهذا شعور مميت ومرهق وقاسي، ولكنه سرعان ما يختفي نتيجة النجاح في التوقف عن ممارسة العادة السرية.
4. العودة إلى الجماعة
يخجل كل من يمارس العادة السرية في الحديث عن ما يدور في نفسه من معارك لا يستطيع النجاة منها، وعن ما يجول في ذاته من شهوات لا يستطيع التحكم بها، وبمرور الوقت ينسحب كلاً منهم من جماعة الأهل والرفاق، ويعتاد على السير بمفرده في دروب ضياعه وحزنه، ولكن ما أن ينجح أحدهم في التوقف عن العادة السرية يجد نفسه راغباً في التواجد وسط الجماعة المحيطة به، بعد أن يدرك أنه ليس هناك حرج ولا خجل من ما يدور في نفسه، وقد يلجأ أحدهم للإفصاح عن أنه كان يمارس تلك العادة في محاولة للفخر بأنه قد ذل وسقط ثم نهض وتعافى بمفرده من ذلة يعجز العديد والعديد عن النهوض منها.
5. استعادة الصحة والعافية
إن هذه النقطة يمكن الجزم بأنها لب فوائد التوقف عن العادة السرية لمدة شهر، وذلك لأن تأثير فعل العادة السرية يبدو جلياً ظاهراً عن غيره، كما أن أثر التعافي في نقطة الصحة سرعان ما يشعر به المتعافي بسهولة، وتنقسم استعادة الصحة كواحدة من فوائد التوقف عن العادة السرية لمدة شهر إلى عدة نقاط، وهي:
- عودة الشعور بالنشاط والحيوية، وذلك بعد أن يتوقف الجسم عن إهدار الهرمونات في ممارسة العادة السرية، وتعود تلك الهرمونات الهامة لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لحياته اليومية.
- القدرة على التركيز والتفكير، حيث يفقد ممارسو العادة السرية ذلك الأمر نظراً لتأثير العادة السرية وحالة الانتشاء على نشاط المخ والخلايا العصبية والمستقبلات الحسية.
- علاج النحافة ونقص الوزن الغير متعلق بسبب طبي واضح، حيث تتسبب العادة السرية في فقدان بعض المكونات الغذائية، كما تتسبب في اضطرابات القولون، وفقدان الشهية المدفوع بعامل نفسي.
- تعافي عظام الجسم والحوض، فمن يمارسون العادة السرية يفقدون بشكل يومي جزء من مكونات العظام والحوض في إفرازات العادة السرية، وعند الإقلاع تتعافى العظام تدريجياً بشكل ملحوظ.
- الحفاظ على نشاط عضلة القلب وسلامتها؛ ذلك حيث أن عضلة القلب تتأثر باضطرابات التنفس التي تحدث بشكل متكرر عند عملية القذف، والتوقف عن ممارسة العادة السرية يمنع تلك الاضطرابات تماماً.
- رفع كفاءة المستقبلات الحسية، حيث أن العادة السرية عندما تتحول إلى إدمان فمن شأنها أن تجعل المدمن لا إرادياً يفقد السيطرة على حواسه حتى يمارس العادة السرية مرة أخرى وهو لا يدري بمدى عجزه.
- الحد من حدوث التهابات المهبل، تعد تلك النوعية من الالتهابات كابوس يعاني منه الفتيات المراهقات نتيجة زيادة إفرازات المهبل بفعل العادة السرية، ولكن تتعافى تلك الالتهابات بعد الإقلاع.
- الحد من حدوث التهابات البروستاتا، حيث يعد ممارسي العادة السرية هم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بتلك النوعية من الالتهابات، كما أن ممارسة العادة بعد الإصابة يزيد من خطر تلك الالتهابات.
- علاج سرعة القذف عند الذكور، حيث أن العلاقة الحميمة تختلف في طبيعتها عن العادة السرية فهي تفرض على القائم بها مستوى معين من اللذة لحصول القذف، وذلك على عكس العادة السرية فهي عشوائية للغاية.
- علاج ضعف إنتاجية الحيوانات المنوية، وذلك لأن كثرة ممارسة العادة السرية يخلق حالة من الإرهاق عند الخلايا المسؤولة عن توليد الحيوانات المنوية فتتهالك تلك الخلايا حتى تتعافى بعد الإقلاع.
- تجنب حصول العقم، والعقم قد يحدث نتيجة استعمال وسائل عند ممارسة العادة السرية، وتلك الوسائل من شأنها إلحاق أضرار برحم الأنثى أو بالجهاز التناسلي للذكر.
6. إصلاح العلاقة مع الله
إن الله سبحانه وتعالى سميع بصير خبير، ويكره أن يرى عبده يعصيه دون أن يبالي نظر الخالق وعلمه، وهذه الكراهية من شأنها أن تغضب الله، ولو غضب الله من عبده سلط عليه نفسه وتركه لها، ومن تركه الله لنفسه فأنه هالك لا محالة ولا مفر، ولكن عندما يرى الله أن عبده يسعى ويجاهد للكف عن ذلك الذنب يفرح، وفرح الله من بعبده كفيل أن يزيل منه كل حزن وألم وأن يبث في روحه كل سعادة وطمأنينة وراحة.
متى يعود نشاط الجسم طبيعي بعد ترك العادة؟
تبدأ رحلة التعافي من العادة السرية بمجرد أن تعرف كيف تترك العادة السرية، ثم تقرر خوض السباق مع نفسك، وتظهر أعراض التعافي مع أول يومين من الإقلاع عنها، وكلما طالت مدة التوقف عن ممارسة العادة السرية زاد أثر التعافي واستعاد الممارس ما فقده نتيجة هذه العادة.
ما هي مدة التعافي من العادة السرية ؟
إن المقلع عن العادة السرية لمدة شهر عليه أن يفرح، ويعلم أنه قد قطع نصف الطريق، وتجاوز أسوء ما فيه من عقبات ومصاعب، حيث أن العادة السرية يمكن التعافي منها بعد التوقف عنها مدة ٦٦ يوماً، ويُعرف أول شهر من هذه المدة بأنه الأكثر وضوحاً في أثر التعافي، والأكثر صعوبة في محاولة الإقلاع.
متى يحدث الاستمناء بعد الإقلاع عن العادة السرية ؟
من المعروف أن الاستمناء هو إجراء تلقائي يقوم به الجسم لتفريغ الزائد من الحيوانات المنوية التي قد تضر كثرتها صاحبها، وهو عادة ما يحدث أثناء النوم، وليس هناك داعي للقلق إن لم يحدث استمناء بعد الإقلاع عن العادة السرية، ذلك حيث أن الأمر قد يطول إلى شهرين أو أكثر من ذلك، ويرجع الأمر إلى حاجة الجسم وقدرته على التعافي.
ما علاقة ألم الدورة الشهرية بالتوقف عن العادة السرية ؟
ألم الدورة الشهرية ليس له علاقة بالتوقف عن العادة السرية، ولكن قد تحدث بعض الاضطرابات نتيجة تغير نشاط الجهاز التناسلي بعد التوقف عن ممارسة العادة السرية، وننصح بزيارة الطبيب لو زاد الألم عن القدر المحتمل لأنه قد يتعلق بشأن طبي صادف حدوثه توقفك عن ممارسة العادة.
هل هناك سبيل للشعور بلذة العلاقة الحميمة بعد التوقف عن العادة السرية ؟
نعم، حيث أن فقدان لذة العلاقة الحميمة كان يتعلق بطريقة استثارة معينة قد أعتاد عليها ممارس العادة السرية وعجز طرف العلاقة الآخر عن القيام بها، كما أن ذهن ممارس العادة السرية قد أعتاد على محفز معين يقوده إلى اللذة، ومن فوائد التوقف عن العادة السرية لمدة شهر أنها تختفي تلك المشكلات تماماً، وتعود لذة العلاقة الحميمة بين الطرفين بالتدريج.
وإلى هنا نكون قد انتهينا من ذكر فوائد التوقف عن العادة السرية لمدة شهر، وطرح كل ما يتعلق بذلك الموضوع، وذلك بعد أن ذكرنا الفوائد وسبب حصولها، ثم انتقلنا إلى الأسئلة الشائعة التي نرجو أن يكون الله قد وفقنا في ذكر جوابها، ونرجو أن يكون ما ذكرناه مفيداً لكم، ونسأل الله أن يعافيكم من كل بلاء، وأن يجعل مقالنا هذا سبباً في نفعكم.
