يبدو أن أمي كانت محقة طيلة هذه السنوات، فقد كان ترفض تماما تغير نظام النوم باكرا، حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع، لأنها كانت تقول بأن الجسم يحتاج إلى النوم كل يوم، ونهاية الأسبوع هي امتداد للأيام، وليست استثنائية.
هذا ما أشارت إليه دراسة أعدت مؤخرا ، واعتبرت بأن النوم المتأخر والسهر خلال عطلة نهاية الأسبوع يؤثر سلبيا على فعالية الساعة البيولوجية للجسم، التي نقوم بتعويدها طيلة أيام الأسبوع على الاستيقاظ مبكرا، حيث يسبب خللا في الإعداد العقلي.
تتوقع ساعة الجسم الحيوية الداخلية منا أن نتابع روتيننا اليومي في النوم واليقظة، ولكن أثناء عطلة نهاية الأسبوع نفاجئها بالتغير الجذري الذي قد يؤثّر على قدرتها في استدعائنا للاستيقاظ مبكرا مطلع الأسبوع الجديد، مما يسبب شعور مزمنا بالانزعاج.
هذا وأجرت ستيفاني ج كراولي من جامعة براون شرق بروفيدانس، رود آيلند، هذه الدراسة على عينة من طلاب المدارس الذين عادة ما يلتزمون بساعات محددة للاستيقاظ أثناء أسبوع الدراسة، ويعمدون إلى التعويض عن ذلك بالسهر وقلة النوم في نهاية الأسبوع. وركزت الدراسة على مرحلة " circadian " ، ونوعية وجودة النوم واليقظة في اليوم التالي للإجازة.
توضّح كراولي بأنّ العودة للروتين يمكن أن يؤثّر على قدرة الدماغ في الاستيقاظ مبكرا في صباح اليوم الأول للدراسة أو العمل، كذلك يؤثّر على الأداء العام مما يسبب تراجع مستويات التركيز.
ولتفادي هذا، يجب أن ننام ساعاتنا الاعتيادية كلّ ليلة، ويمكن أن يمتد ذلك من 7 إلى 9 ساعات أو أكثر للحصول على صحة ممتازة وأداء مثالي. كذلك يجب أن نواصل روتيننا حتى خلال عطل نهاية الأسبوع والتأكد من أننا ننام في غرفة مظلمة، وهادئة، وباردة قليلة.
كذلك يجب أن يكون النهوض والنوم في نفس الوقت كلّ يوم للتأكد من أن الساعة البيولوجية للجسم تدقّ في الوقت المناسب.