ظاهريًا، قد يبدو الرهاب الاجتماعي والتوحد متشابهين، حيث قد يعاني كل من المصابين بالتوحد وأولئك الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي من مواقف اجتماعية مختلفة عن الآخرين.
وفي الواقع، بينما يمكن أن يحدث الرهاب الاجتماعي والتوحد معًا، فإن الاثنين حالتان مختلفتان تمامًا، وبسبب تشابه الحالتين حتى الأطباء أحيانًا يختلطون بين الاثنين، مما يؤدي إلى تشخيص خاطئ، لذلك من خلال هذه المقالة سنحاول تسهيل فهم الفرق بين الرهاب الاجتماعي والتوحد.
كيفية معرفة الفرق بين الرهاب الاجتماعي والتوحد
الفرق الرئيسي بين الرهاب الاجتماعي والتوحد هو أن التوحد عبارة عن حالة نمو عصبي، في حين أن الرهاب الاجتماعي هو حالة صحية عقلية، ويمكن معرفة الفرق بينهما من خلال ما يلي:
-
الأعراض
قد يبدو أن المصابين بالتوحد وأولئك الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يتجنبون التواصل البصري بشكل عام، في حين أن المصابين بالتوحد لا «يتجنبون» بالضرورة التواصل البصري بدافع التوتر أو الخوف، إنهم ببساطة لا يتواصلون بالعين في المقام الأول، وهو فرق واضح.
وتتبعت دراسة أجريت عام 2016 حركة العين للأشخاص المصابين بالتوحد وقارنتها بالأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، واقترح الباحثون أن الأفراد المصابين بالتوحد ينظرون إلى الشخص ببطء أكبر، بينما ينظر الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي بعيدًا بشكل أسرع.
من ناحية أخرى، المصابين بالتوحد قد يتواصلون بطرق مختلفة، حيث أن بعضهم لا يتحدث على الإطلاق، بينما قد ينخرط البعض الآخر في محادثات من جانب واحد، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي فهم يتجنبون عن قصد المحادثات بسبب الخوف.
-
التشخيص
تختلف معايير التشخيص لاضطراب الرهاب الاجتماعي والتوحد، حيث تشمل معايير التشخيص للتوحد ما يلي:
- الاختلافات المستمرة في التواصل الاجتماعي، والاختلافات في التواصل البصري
- أنماط متكررة من السلوكيات
- الأعراض موجودة في وقت مبكر من التطور، حتى لو لم يلاحظها أحد
- تتداخل الأعراض مع الأداء اليومي، مثل العمل المدرسي
في حين أن معايير التشخيص لاضطراب الرهاب الاجتماعي تشمل ما يلي:
- الخوف من الحكم في الحالات الاجتماعية
- القلق المستمر في المواقف الاجتماعية الذي لا يتناسب مع السياق
- تجنب التفاعل الاجتماعي
- الخوف من التفاعل الاجتماعي الذي يعيق الحياة اليومية
- استمرار الرهاب لمدة 6 أشهر على الأقل
-
وظائف الدماغ
إن الأبحاث الحالية تدعم فكرة أن التوحد هو نمو عصبي، في حين أن الرهاب الاجتماعي، هو عقلي وعاطفي، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2011 وجود صلة بين زيادة نشاط الدماغ في اللوزة واضطراب الرهاب الاجتماعي.
ووجدت دراسة أجريت عام 2016 شملت 32 مشاركًا يعانون من اضطراب الرهاب الاجتماعي أنهم أظهروا استجابة أكبر في اللوزة أثناء التفاعلات الاجتماعية.
وتشير دراسة أجريت عام 2010 شملت 24 شخصًا، نصفهم مصابون بالتوحد، إلى أن المشاركين المصابين بالتوحد لديهم اتصال أقوى بين اللوزة وقشرة الفص الجبهي، وهي شبكة تؤثر على التنظيم العاطفي.
-
العلاج
على الرغم من وجود بعض التداخل في الدعم والخدمات، إلا أن بعض الخيارات أكثر ملاءمة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الرهاب الاجتماعي، وتشمل خيارات علاج الرهاب الاجتماعي: العلاج السلوكي المعرفي، العلاج الجماعي والدواء.
وفي الحقيقة، أفضل طريقة لمعرفة الفرق بين اضطراب الرهاب الاجتماعي والتوحد هي من خلال التشخيص الرسمي من أخصائي الرعاية الصحية، مثل طبيب نفسي أو طبيب أعصاب.
للمزيد من صحتك وجمالك:
طبيب البوابة: الرسائل النصية الجنسية بين المراهقين