سمعنا ولا زلنا نسمع عن قصص مخيفة من عنف المراهقين، والتي تكاد تكون ضربا من المستحيل. صور بشعة أبطالها لم تتجاوز أعمارهم السابعة عشر ، ومنها قصة شاب لم يتجاوز السابعة عشر من عمره، قضى على يد بعض من رفاقه في المدرسة بسبب خلاف تافه، حيث لم يتمكن الرفاق من كبح غضبهم وقاموا بضرب الشاب ضربا مبرحا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة تحت ركلات أقدامهم. شيء مؤسف حقا، وهناك أخر قام بكتابة أسماء رفاقه في المدرسة الذين ينوي تصفيتهم أو بمعنى أوضح قتلهم ريثما يتمكن من ذلك. فمن المسئول ومن الملام؟ عندما يتعلق الأمر بتغذية النزعة الإجرامية عند الطفل.
بلا شك أن الوالدين هما المؤثر الأول والأساسي في تنشئة السلوك الجيد أو السيئ عند الطفل، ولا نريد أن نلقي باللوم على المجتمع الآن لأن الطفل يأخذ النموذج الأقرب له من مجتمعه المصغر، وهو في هذه الحالة الأبوين في المنزل. فإذا كنت حقا تخشى أن تنشئ طفلا عدوانيا ذو نزعة إجرامية فعليك بالنظر داخل مجتمعك المصغر أولا. فعندما يقوم ابنك الصغير بعمل شيء مزعج، فأن إصلاح الأمر يعتمد على رد فعلك. لا تقل أنك أب ديمقراطي إذا كنت لا تواجه المشاكل السلوكية بحزم حكيم، أي لا تترك المجال لاتساع رقعة الخطأ وتقوم بتوجيه الطفل بطريقة واضحة.
ولا أدري كيف لا ينشئ الطفل على حس إجرامي إذا كانت هدية عيد ميلاده مسدس مع رصاصات بلاستيكية، إذا عودت الطفل على حمل المسدس أو البندقية أو الخناجر الدمى، وطلبت منه أن يلعب مع أشقائه، وأصدقائه، أو ليقتلهم، فهذه الوسيلة الوحيدة التي يمكنه أن يلعب بالمسدس بها، وقام بالفعل بتصويب المسدس عليهم وإطلاق الرصاص بدم بارد، فكيف لا تصبح فكرة القتل عنده شيئا عاديا! واعتقد انه قد حان الوقت ليراجع الآباء والأمهات أفكار الهدايا التي يقدمونها لأبنائهم.
يقول جيرارد جونز ، مستشار ومؤلف، بأن التعامل مع الطفل الذي يعاني من مشاكل سلوكية يجب أن يتم بحكمة، حتى يتم استيعاب الطفل، وإليكم الإرشادات:
اخلط ردود أفعالك
عندما يزعجك شيء حول سلوك طفلك مثل رسومه المتشائمة أو انجذابه إلى الأسلحة أو خياله العنيف -- لا تجزع. يقول جيرارد جونز ، مستشار دراسات اعلاميةِ لـ MIT ومؤلف كتاب/ قتل الوحوشِ: لماذا يحتاج الأطفال إلى الخيال، الأبطال الخارقون، والعنف التخيّلي، "من الطبيعي أن يكون رد فعل الآباء على صور العنف الخوف والغضب، والرغبة بقَمْع هذه المشاعر. ولكن حاولا التفكير بعيدا عن رد الفعل المباشر هذا، ولا تجعل الطفل يشعر بأنه لا يستطيع التحدث عن مشاعره. فعندما يكون لديك مراهق غاضب، فأنت لا تريد أن تجعله يشعر بالقَطيعةَ والكَراهيةَ."
تذكر، أطفالك لَيسوا أنت
يتسائل بعض الآباء ، إذا كانت هذه الصور العنيفة تزعجني ، فلماذا لا تزعج طفلَي؟ يقول جونز "نحن نريد أَن نعتقد بأنّ الأطفالِ حسّاسون وأكثر براءة من أَنفسنا. يجب أن تتقبل أن الأطفالِ يمرّون بفترة قاسية، ويتصرّفون بقساوة ودون حساسية. ولأنهم في مكان مختلف الآن لا يعني بأنهم لَن يكبروا ليشاركوك قيمك لاحقاً. فالطفل بعمر 10 سنوات لا يفكر مثل الشاب بعمر 30 سنةً. نحن يجب أنْ لا نطلب منه أن يفكر بهذه الطريقة أبدا."
افهم ما هم يحاولون تَعلمه
يقول جونز، "سواء كان الأمر متعلقا بلعبة فيديو أو في لعب دور حقيقي، يعتبر التخيل طريقة الطفلِ في السيطرة على الأشّياء التي يُمكنُ أَنْ تشعره بالخوف، خصوصا إذا لم يكن قادرا على السيطرة عليها. إذا لم تَترك الأطفال يتعلمون بأنّهم يستطيعون السيطرة عليها، فسوف تنمو الأفكار والصور أكبر ."
ساعدهم على التميّز بين الخيال والحقيقة
"في لعبة متوحشة، ليس من الصعب الانتقال من حالة الاستمتاع باللعبة إلى الغضب والرغبة في إيقاع الألم. تلك إحدى وظائف العنف التخيّلي: تَعلم كَيف تنظم تصرفاتهم بدون اخذ سلوك عدواني وإشكالي، وبدون نسيان الحدود. هذه مهارة جيّدة جداً في الحياة. حيث يتعلم الأطفال عن طريق العمل، وليس فقط بالكلام."