كيف تستمتع بعملك اليومي؟؟

تاريخ النشر: 19 يوليو 2006 - 09:24 GMT

الحكمة التقليدية تعزو الاجهاد الذي يصيبك في العمل إلى عيوب فيك أنت . ولكن الأبحاث تدل على عكس ذلك . أوردنا فيما يلي ست طرق لتحويل كدحك اليومي إلى عمل ممتع تتوق إليه .

 

الإجهاد مشكلة خطيرة في مكان العمل هذه الأيام : الشركات في كل مكان تخفض أعمالها وتعيد هيكلتها وتعطي أعمالها لمقاولين مما يسبب الضغط النفسي لجميع الموظفين على كل المستويات ، ويشعرهم بعدم الأمان ويساء فهمهم ويبخس تقويمهم ويصرف عنهم النظر . تدفع الشـركات والمؤسسات ثمنا باهظا لعدم رضا الموظفين ، لأن الموظفين المرهقين لا يبذلون سوى أقل ما في وسعهم من مجهود ،لا كل ما في وسعهم .

 

المسؤولون الكبار في الشركات يجعلونك تشعر أن الاجهاد راجع إلى عيب فيك ، فيقولون إن الموظفين غير أكفاء ويسيئون التصرف . المعلومات المتوفرة لدينا تدل على خلاف ذلك . على طوال العشرين سنة الماضية ونحن في طليعة الباحثين ، نقوم بمسح لآلاف الموظفين ونقابل مئات أخرى في العديد من الوظائف. للقيام بهذا المسح وضعنا " جرد اجهاد مسلك " ( وهو يستعمل الآن كمقياس في البحوث الخاصة بالاجهاد  ).

 

استنتجنا من تحليل المسح أن مشكلة الإجهاد لا تعزى إلى الناس ولكنها في أغلبها تعزى إلى الأماكن التي يعملون فيها . عندما يتجاهل صاحب العمل الجانب الإنساني  من العمل أو يتطلب جهودا جبارة تفوق قدرة البشر ، يشعر العاملون أنهم يحمّلون فوق طاقتهم فيشعرون بالاحباط  وبالاجهاد . تحسين الذات لوحده لن يتغلب على كل هذا .

 

إذا كنت تشعر أن وظيفتك تنهكك ، فكر مليّا كيف يمكنك العمل مع آجرك(رئيسك) لخلق مكان عمل يناسبك ويعزز جهودك . مثلما يتم  باستمرار إعادة تصميم وترتيب الكراسي  ولوحات المفاتيح والتلفونات للحيلولة دون وقوع حوادث وإصابات ، كذلك يمكن تعديل النواحي الاجتماعية والسيكولوجية من العمل بحيث تمنع الإجهاد . تفيد الدراسات أن أن الموظفين الذين يعالجون المشاكل بجدية في جو العمل  يصابون بإجهاد أقل من زملائهم الذين يتعاملون بسلبية مع مشاكل العمل .

 

عوامل مهمة لخلق السعادة لأي موظف:

 

حجم العمل :

حالات تسبب الإجهاد : العمل كثير جدا ، والوقت قصير جدا ، والموارد  قليلة جدا . كل ذلك يجعلك تشعر أنك مغلوب على أمرك تحمل أكثر من طاقتك .

 

حالات تدعو إلى الاحتفاظ بالهدوء : حجم العمل معقول ويمكن معالجته ، فتستطيع تلبية متطلبات العمل ، وتبذل حتى جهدا أكثر لمواجهة تحديات جديدة .

 

السيطرة على الأمور :

حالات تسبب الإجهاد : السياسات القاسية والفوضى التي تسود جو المكتب تمنعك من متابعة مشاريعك ، متعثرا ومتخبطا في عملك .

 

حالات تدعوإلى الاحتفاظ  بالهدوء : لديك الفرصة لاتخاذ القرارات ، وحل المشاكل ، وتحديد نتائج المشاريع التي أنت مسؤول عنها .

 

المكافأة:  

حالات تسبب الإجهاد : قد يكون راتبك متدن ، أو ربما أنك لم تسمع قط كلمة مديح من أحد ، مما يجعلك تعتقد أن لا أحد يقدر عملك . في هذه الحالة تشعر بالتعاسة والسخط .

 

 حالات تدعو إلى الاحتفاظ بالهدوء : أنت تفتخر بعملك عندما يرتفع راتبك ويبدو عملك مهما وذا قيمة بالنسبة للآخرين .

 

المجتمع : 

حالات تسبب الإجهاد: توترالعلاقات مع الآخرين في العمل يجعلك تشعر بالإحباط والغضب والخوف والقلق والشك . كما أن الانسجام  يختفي عندما تنعزل عن زملائك .

 

 حالات تدعو إلى الاحتفاظ بالهدوء : تشارك الآخرين بأفكارك ، وتمزح ع مع الأشخاص الذين تحبهم وتحترمهم . يزداد الترابط وروح العمل الجماعي والتعاون .

 

الإنـصـاف :  

حالات تسبب الاجهاد  : ربما أن الشركة تحمّل البعض كل العمل بينما تدفع الرواتب العالية لآخرين لا يعملون بنفس القدر .أو ربما أن الشركة تشط في تقييم الموظفين وإعطاء الترقيات . أو ربما أن الشركة تستجيب لشكاوي البعض وتهمل البعض الآخر . مهما كان هذا التفاوت والاختلال في الادارة والمعاملة ، فأنت تجد نفسك غارقا في شعور عدم الثقة والغدر والتشاؤم .

 

حالات تدعو إلى الاحتفاظ بالهدوء : الاحترام والانصاف في مكتبك يرسخان قيمتك الانسانية . الاحترام المتبادل بين زملاء العمل هو أساس الشعور بالانتماء الاجتماعي .

 

الــقــيــم

حالات تسبب الإجهاد  : بعض الأحيان الوظيفة تقود الموظفين إلى عمل أشياء لاأخلاقية أو أشياء تتعارض مع قيمهم الشخصية (مثلا ، الكذب من  أجل إتمام صفقة بيع) . بعض الأحيان قد يعلق الموظف بين قيم متناقضة ، كما يحدث عندما تفعل الشركة خلاف ما تعظ به هي نفسها . في كلتا الحالتين أنت تشعر بالسخط على نفسك وعلى ما تضطرك الوظيفة إلى عمله .

 

 حالات تدعو إلى الاحتفاظ بالهدوء : عندما تشعر بأن عملك ذو قيمة وأنه يتلاءم مع مبادئك الشخصية ، يرجح أن تفتخر بمنجزاتك وترضى عنها .

 

 

منع الإجهاد : كيف تبدأ

 

Ø    إبدأ ومعك شخص آخر ، إذ أنك لا تستطيع تغيير مكان العمل بمفردك . ولكن بامكانك تسريع العملية باضطلاعك بمركز القيادة .وهذا يعني القيام بالأبحاث ، ومشاركة الآخرين ، والعمل مع الآخرين لاتخاذ الإجراء المناسب . سوف تستحوذ هذه المهمة على الكثير من طاقتك وعزمك و قبولك في احتمال أن توجه إليك بعض الانتقادات   . وعليه يجب أن تكون مستعدا للمضي في هذا الطريق ، فثمرة نجاحك كرئيس تستحق كل ذلك .

 

Ø     اجعل المشروع مشروعا جماعيا ،  فأنت بحاجة إلى تابعين وزملاء لهم مثل عقليتك كي تستطيع التأثير على الوضع . يجب عليك أنت وجماعتك أن تحددوا المشاكل التي يجب أن تعتنوا بها أولا ، ثم وضع أولويّات لكيفية حل تلك المشاكل . يجب أن تساندوا بعضكم البعض في هذه الإجراءات ، وأن تحافظوا على زخم العمل على التغيير . بلا شك ،  الكثرة تولد قوة .

 

Ø    احصل على المساعدة من جميع أجزاء المؤسسة ،  قد تأتي أنت وجماعتك بأفكار عظيمة ، ولكنك لاتستطيع النجاح في فراغ . الخطوة التالية المهمة هي حشـد المساندة لقضيتك . وقد ثبت ذلك في دراسة أجريت في عام 1996 أبرزت ضعف الحلول الفردية . تبين من الدراسة  أن أهم المكافآت المتعلقة بالإجهاد هي العرفان بالجميل الذي يعرب عنه العملاء والتقدير والمساندة من قبل الإدارة .هذه مكافآت اجتماعية يقدمها الأفراد أو الجماعات الأخرى ، ولا يستطيع الأفراد إعطاءها لأنفسهم .

 

 Ø    ســيّــر العمل ،إبدأ بمعالجة المشاكل واحدة فواحدة . اختر المشكلة التي يرجح أن تسبب الإجهاد والتي قد تجد لها حلا  ملموسا . سيسرك أن تعرف أنه نظرا إلى ترابط العوامل الستة السالفة الذكر، فإن اتخاذ إجراء حيال واحد من هذه العوامل يحسـن الأمور بالنسبة للعوامل الأخرى . فمثلا ، بحل المسائل المتعلقة بالإنصاف قد  تتضح القيم ويتحسن الشعور بالعمل الجماعي . تبين من استقصاء أجري السنة الماضية عن الإجهاد بين موظفي مستشفى العناية الفائقة أن مواجهة الإجهاد بحيوية لها أثر فاعل في معالجته . الموظفون الذين يبذلون جهدا في معالجة المشاكل في بيئة المؤسسة يصابون بالإجهاد أقل من زملائهم الذين واجهوا المشاكل بسلبية .

 

Ø    توكيد عملية الحل ، إجراءات حل المشكلة أهم من إيجاد نهاية سعيدة لها . العمل دائما في تطور مستمر . قد تجد حلا جيدا لمشكلة واحدة ، ولكن ستبرز مشكلة أخرى في المستقبل ز ما تحتاجه في الواقع هو نظام تتبناه وتطبقه باستمرار . عوّد نفسك على مراجعة الأمور بانتظام لتحديد أي إجهاد يحتمل أن يحدث في هذه  الغوامل الستة المذكورة . إذا بدأت هذه العملية ، يتكون لها زخمها الذاتي نحو التغيير .

  

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن