وجدت دراسة هولندية بأنه في أغلب الأحيان عندما يصاب أحد الوالدين بالسكتة، يقع أحد الأطفال ضحية الإصابة بمشاكل سلوكية وكآبة تتطلب معالجة محترفة.
تقول الدكتورة آن فايسر- ميلي، اختصاصية إعادة تأهيل في مركز الجامعة الطبي في آتريخت. "لم تكن هذه النتيجة مفاجئة. ما لم نتوقعه هو العدد الكبير من الأطفال الذي كَانوا يعانون من المشاكل النفسية. فبعد سنة واحدة على الأقل من إصابة احد الوالدين بالسكتة، أصيب واحد من خمسة أطفال بحالة نفسية استدعت زيارته لطبيب نفسي."
وقابلت ميلي وفريقها 82 طفلاً تراوحت أعمارهم ما بين 4 و 18 سنة، ادخل أحد والديهم إلى مركز تأهيل بعد تعرضه لسكتة. وكَان متوسط أعمار الوالدين 46 سنة.
وقد وجد الباحثون بأن الأطفال لم يشكو من مشاكل سلوكية رئيسية. ولكن 54 بالمائة منهم أصيبوا بالكآبة أو إحدى المشاكل السلوكية مثل الانسحاب، والتوتر، والعدوانية، مباشرة بعد تعرض الوالد للسكتة. وقد انخفضت نسبة الأطفال الذين يشكون من هذه المشاكل إلى 23 بالمائة بعد شهرين ولكنها ارتفعت إلى 29 بالمائة مع أخر مقابلة.
توضح ميلي، "ظهرت المشاكل بعد عودة الوالد المريض إلى المنزل، لأن العائلة تتوقع أن يحدث تغير دائم على وضع العائلة على الأقل، وبأن الجميع يجب أن يعيد تنظيم الروتين العائلي."
أما التوقع الأكبر للمشاكل فكان الحالة النفسية للطفل قبل إصابة احد والديه بالسكتة، تلاها أعراض الكآبة التي تصيب الوالد المعافى، وحالة الزواج. كذلك لعبت حالة العجز دوراً مهماً. وترى الدراسة بأن الأطفال يجب أن يخضعوا لبرنامج إعادة تأهيل ليتخلصوا من الآثار السلبية للكآبة، كما يجب التحدث معهم حول الموضوع ومحاولة معرفة مخاوفهم وشكوكهم.
إن رد الفعل الذي أظهره الأطفال طبيعي جداً اتجاه الإصابة بأي مرض، ويبقى الكثير من العبء ملقى على كاهل الأهل ليحاولوا التخفيف من الصدمة على الطفل. يجب أن يعتني الوالدان بأنفسهما أولا ثم بالطفل.
وأظهرت الدراسة بأن الأطفال الذكور كانوا أكثر انفتاحا، وأطلقوا لتصرفهم العنان، بينما اخفت الفتيات مشاعرهن، وطورن مشاكل اكبر.
وفي نهاية الدراسة نصحت ميلي وفريقها الآباء بأن يخبروا أطفالهم أكثر عن السكتة والأمراض المزمنة التي قد تصيب الأشخاص الأكبر سناً، بالإضافة إلى أمور يمكن أن يساعدوا أنفسهم من خلالها. كما يمكن إرشاد الأطفال الأكبر سناً على الحصول على كتب ومواقع الكترونية تناقش هذه الامراض لزيادة معلوماتهم عنها.