لا تعتبر عادة صبغ البيض و إهدائه في عيد الفصح من التقاليد المسيحية فقط، بل هي عادة موغلة في القدم و ربما يرجع تاريخها إلى الفينيقيين الذين كانوا يعبدون الخالق الذي كانت البيضة رمزا له، إذ كانوا يعتقدون أن الليل هو أول الكائنات و قد تمخض مرة فولد بيضة ومن هذه البيضة انبثقت سائر الكائنات. و ساد هذا الاعتقاد كثيراً بين الأمم والشعوب القديمة.
أما في روما القديمة فكانوا يحتفلون في الربيع و الخريف بعيد ميلاد الطبيعة و موتها وذلك بتقديم مائة بيضة كذبيحة. وأما المسيحيون الأوائل فكانوا ينظرون إلى بيضة عيد الفصح كرمز لقيامة المسيح حيا ًمن القبر كما يخرج كائن حي من البيضة المغلقة. و قد أخذ المسيحيون يحملون معهم البيض إلى الكنائس ليباركه الكهنة ثم يوزعونه على أفراد أسرتهم. ولا تزال عادة مباركة البيض هذه قائمة في بعض الكنائس الشرقية حتى الآن، وكذلك تبادل المعايدة و التهنئة بمناسبة عيد الفصح و إعداد البيض و نقش البيض المسلوق هي عادة لا تزال متبعة فى جميع البلاد المسيحية تقريبا. ففي بلجيكا على سبيل المثال يفقسون البيض أثناء معايدة بعضهم البعض صباح يوم السبت المقدس الذي يعرف بسبت النور.
وفي فرنسا ما زالت عادة إهداء الخبز و الحليب و البيض المسلوق متبعة في عيد الفصح. وقد جرت العادة على أن يخفي الأهل عن أولادهم هذه الهدايا صباح يوم العيد ثم يقولون لهم بلهجة جدية "الأرنب جاء ليلاً و سرقها فما عليكم سوى اكتشافها."
وفي الولايات المتحدة، فإن الناس على اختلاف أجناسهم يعايدون بعضهم بعضاً بفقس البيض. أما في روسيا فكان عيد الفصح يعد في عهد القياصرة عيداً وطنياً، فكنت ترى الناس يحملون البيض في الشوارع و يحيون بعضهم بعضاً قائلين (المسيح قام) فيجاب عليهم بعبارة (حقاً قام). وهذا تقليد لا يزال يتبع في أكثر القرى المسيحية في سورية والشرق العربي.
وفي بولونيا هناك عادة عجيبة تقضي بأن يقدموا لكل غريب يدخل منازلهم بيضة مسلوقة شريطة أن يقوموا بأكل نصفها وإعطاء النصف الآخر للضيف في إشارة إلى توثيق العلاقة الأخوية بينهم وبين ضيفهم!
أما البيضة المصنوعة من الشوكولاته التي نراها اليوم فقد بدأ الغربيون باستعمالها في فجر القرن التاسع عشر. وفي أماكن كثيرة من فرنسا تقوم جوقة من الشباب المغنين والمغنيات من حاملي الآلات الموسيقية المختلفة بجولات إلى المنازل والقرى ليلة عيد الفصح وينشدون أناشيد الآلام ويمن الشعب على مثل هذه الجوقات ببعض الهدايا على سبيل المعايدة.
استقبال ليلة العيد في الشرق
أما في الشرق، فاتبع المسيحيون عادة سلق البيض وتلوينه بألوان الأزهار كالصفير والبرقوق أو بقشرة البصل اليابس. وفي يوم العيد يقوم الأطفال بلعب لعبة كسر البيض. (ترمز البيضة والصوص الذي يخرج منها الى الربيع وتجدد الحياة)، أي تجدد حياة المسيح عليه السلام.
لهذا العيد معنى خاص عند العائلات المسيحية، فهو أولا مناسبة للقاء العائلة والأصدقاء، اذ أن العائلات تجتمع في بيت كبير العائلة أي في الغالب بيت الجد و الجدة. تكون التحية صباح الأحد: كل عام وأنتم بخير أو "المسيح قام" فترد التحية بـ"حقا قام". يسبق نهار العيد تحضيرات كثيرة يتم فيها تحضير البيت وتزيينه بزينة ملائمة حيث تفرش المفارش الخاصة بالعيد والتي طرزت برموز العيد مثل الكتاكيت والأرانب والأزهار التي ترمز إلى الربيع وتجدد الحياة. كما يتم شراء أو تجهيز الحلويات الخاصة بالعيد مثل المعمول والكعك.