تقترح دراسة جديدة بأنه وعلى النقيض من نصيحة بعض أطباء الأطفال, فان تأخير تقديم الحبوب المطحونة للأطفال الرضع إلى ما بعد سن ستة أشهر قد لا تكون فكرة جيدة إذا يمكنها أن تسبب حساسية الغذاء.
وذكر باحثون بأن الأطفال الرضع الذين لم يأكلوا الحبوب حتى عمر 6 أشهر كانوا على الأرجح أكثر تطويرا للإصابة بحساسية الحنطة.
وقالت مؤلفة الدراسة المشاركة الدكتورة جيل بولي، أستاذة مساعدة في أمراض الحساسية، والربو، وعلم المناعة في جامعة نبراسكا، "نوصي بتقديم الحبوب المطحونة ما بين 4 و 6 شهور. "
وتوقعت بولي أن تقوم الدراسة مبدئيا بالتوصية باستعمال الحبوب المطحونة قبل حاجز ستة أشهر المتعارف عليه.
تقول بولي، " لا تزال الأسباب غير واضحة كلياً لسبب شيوع إصابة الأطفال بحساسية الغذاء بين الأطفال الأمريكيين، وتؤثر الحساسية على 3 بالمائة إلى 6 بالمائة من مجموع الأطفال." وتعتبر حساسية الحنطة من بين أكثر خمس أنواع من الحساسية شيوعا، والتي تتضمن أيضاً حساسية البيض، والحليب، والفستق، والصويا.
وهناك خلاف حول الوقت الذي يجب أن يبدأ فيه الأطفال الرضَّع بتناول الحبوب، التي تعتبر نموذجياً الطعام الأول للأطفال الرضع بعد الرضاعة من الصدر.
حيث يوصي بعض الاختصاصيين بتناول الحبوب بعد 6 شهور من العمر، بينما ينصح آخرون بالبدء بعد سن أربعة شهور.
للدراسة الجديدة، قامت بولي، التي كَانت تعمل في جامعة كولورادو أثناء إجراء البحث، وزملائها بتسجيل 1,612 طفل ما بين 1993 2004 وتابعتهم حتى أصبحوا بعمر أربعة شهور.
فوجدت بأن واحد بالمائة فقط من الأطفال، 16 أطفال، طوّروا حساسية اتجاه الحنطة. لكن الدراسة كشفت بأن الأطفال الذين كانوا تناولوا الحبوب (حنطة، وشعير، وجاودار، وشوفان) بعد ستة شهور أصيبوا بالحساسية بنسبة 3.8 مرةَ على الأرجح أكثر من الأطفال الذين تناولوا الحبوب أبكر من ذلك العمر.
كما وجد الباحثون بأن خطر الإصابة بحساسية الحنطة ارتفع بنسبة 1.6 مرة أيضاً إذا تناول الطفل مسحوق الأرزِّ بعد 6 شهور، وبنسبة أربع مرات إذا كان والده أو شقيقه مصابا بالربو، أو الاكزيما، أو الطفح الجلدي.
وقالت بولي بأن عدد الأطفال الذين طوّروا الحساسية في الدراسة كان قليلا جداً. لكنها، أضافت، كان هناك "صلة قوية"، تربط بين الحساسية وسن تقديم الحبوب.
ولكن لماذا كل هذا الاهتمام بسن تقديم الحبوب المطحونة للطفل؟ يبدو أن هناك شيء يرتبط بنظام المناعة، الذي يجعل بعض الأشخاص تتأثر أكثر من غيرها بالحساسية. واضافت بولي، "لقد اعتقدنا في السابق أن تأخير تقديم الحبوب المطحونة للطفل يساعد على بناء جهاز المناعة عند الطفل."
لكن نتائج الدراسة تبدو واضحة جداً، وهي تعارض تلك النظرية، حيث تقترح بأن نظام مناعة الجسم "يحتاج لرؤية بروتينِ الغذاء في وقت مبكر لتعريفه على أنه ليس شيئاً ضاراً، ويجب أن لا يتفاعل معه."
وأضاف الدّكتور كيفين ميرفي، أستاذ طب الأطفال في جامعة نبراسكا، بأن العوامل الوراثية تلعب دوراً أيضا في تطوير الحساسية.
ووصف الدراسة الجديدة "بالممتازة، "وقال بأنها تؤكد نصيحة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، التي تنصح بتقديم الحبوب ما بين4 و 6 شهور من العمر.