تعرف على سلبيات النوم غير المنتظم على جسم الإنسان

تاريخ النشر: 19 مارس 2019 - 07:25 GMT
النوم في مواعيد غير منتظمة يزيد مقاومة الجسم للإنسولين ويؤدي إلى ارتفاع الالتهاب في الدم
النوم في مواعيد غير منتظمة يزيد مقاومة الجسم للإنسولين ويؤدي إلى ارتفاع الالتهاب في الدم

أثبتت مجموعة من الدراسات وجود علاقة متشابكة بين الساعة البيولوجية للجسم وعملية التمثيل الغذائي والهضم وهذا يعني أن توقيت تناول الوجبات والفترة المحددة لراحة المعدة يلعبان دورا في تحديد الوزن.

كشف تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي، عن ظهور أدلة جديدة أثبتت أن توقيت تناول الوجبات يسهم أيضا في زيادة الوزن أو فقدانه. 

وأوضحت كاتبة التقرير، ليندا غيديس، أن الكثيرين يرجعون اقتران تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل بزيادة الوزن إلى أن الجسم لا يجد وقتا كافيا لحرق هذه السعرات الحرارية وأكدت أن الحقيقة أكثر تشابكا مما نظن. إذ يقول جوناثان جونستون، المتخصص في العلاقة بين الساعة البيولوجية والطعام بجامعة سري في بريطانيا، إن “الناس يفترضون أحيانا أن التفاعلات الكيميائية في أجسامنا تتوقف أثناء النوم، لكن هذا ليس صحيحا”.

وتشير بعض الأدلة إلى أن كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم في معالجة الطعام الذي نتناوله في الصباح تفوق ما يستهلكه في معالجة الطعام الذي نتناوله في وقت متأخر من اليوم، أي أنك تحرق كميات أكبر من السعرات الحرارية إذا تناولت الطعام في ساعات مبكرة من النهار.

وقد بدا الآن واضحا أن الساعة البيولوجية ترتبط ارتباطا وثيقا بالهضم والتمثيل الغذائي بطرق عدة، من خلال مسارات نقل الإشارات بين الخلايا في الجسم. إذ توجد بداخل كل خلية في الجسم ساعة جزيئية تنظم توقيت جميع السلوكيات والعمليات الفسيولوجية تقريبا، بدءا من إطلاق الهرمونات والنواقل العصبية ووصولا إلى ضغط الدم ونشاط الخلايا المناعية وحتى الأوقات التي نشعر فيها بالنعاس أو النشاط أو الاكتئاب خلال اليوم.

وتنظم عمل هذه الساعات إشارات ترسلها النواة فوق التصالبية في الدماغ، للحفاظ على التناغم بين الساعات وبعضها وتطابقها مع التوقيت الخارجي. وتستشعر هذه الساعات النور والظلام في العالم الخارجي من خلال الخلايا العقدية المستقبلة للضوء في شبكية العين.

والهدف من كل هذه الساعات داخل الخلايا هو توقع الأنشطة التي تحدث بانتظام في بيئاتنا، مثل وصول الطعام، والاستعداد لها. ولهذا يفضل حدوث التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجسم في مواعيد محددة على مدار اليوم حتى تستعيد أعضاء الجسم نشاطها وتنفذ الوظائف المختلفة.

وقد خلصت دراسة حديثة إلى أن النوم في مواعيد غير منتظمة يزيد مقاومة الجسم للإنسولين ويؤدي إلى ارتفاع الالتهاب في الدم ويضاعف مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري وأمراض القلب.

وهذه المشكلات يعاني منها تحديدا كثيرو السفر والترحال والطلاب الذين اعتادوا على النوم في الساعات الأولى من النهار أو العاملون بنظام النوبات. إذ ارتبط العمل بنظام النوبات بأمراض عديدة، منها أمراض القلب والنوع الثاني من السكري والسمنة والاكتئاب. ويعزو العلماء ذلك إلى الخلل في إيقاع الساعة البيولوجية.

وكانت صحيفة “إندبندنت” البريطانية قد نشرت دراسة أفادت بأن قلة ساعات النوم تجعل الشخص أكثر عرضة لزيادة الوزن، حيث وجدت أن الذين ينامون بمتوسط ست ساعات ليلا، لديهم قياس خصر أكثر بثلاثة سنتيمترات من أولئك الذين يحصلون على نوم لتسع ساعات في الليلة الواحدة.

كما تبين من الدراسة، التي قام بها باحثون في جامعة ليدز البريطانية، أن “النوم الأقل قد يعني أكثر بدانة، خاصة بالنسبة إلى أولئك الذين لديهم نظام غذائي أقل صحية”.

وتبين أن الذين ينامون ساعات أقل لديهم مستويات أقل من الدهون المسماة “آيتش.دي.أل” في دمائهم، وهو النوع الجيد والصحي من الكوليسترول والذي يساعد على إزالة الدهون “السيئة” من الدورة الدموية ويحمي من أمراض القلب.
وثمة أسباب عديدة تفسر ذلك، منها أن الجسم يكون أكثر قدرة على الاستجابة لهرمون الإنسولين، الذي يسمح للغلوكوز بدخول الخلايا للاستفادة منه في الحصول على الطاقة في الصباح. لكن إذا تناولنا الطعام في المساء، يظل الغلوكوز في الدم لفترة أطول، ومع الوقت قد يزيد من فرص إصابتنا بالنوع الثاني من داء السكري، وقد يضر أيضا بالأنسجة في الجسم، مثل الأوعية الدموية أو أعصاب العين والقدم.

المزيد:
 8 طرق للتغلب على كثرة النوم
احذري النوم وشعركِ مبللًا!
التأثيرات السلبية لقلة النوم أقوى على النساء من الرجال!

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن