مفعول الأسبرين بالنسبة للمرأة

تاريخ النشر: 20 مارس 2005 - 06:47 GMT

 

تبيّن دراسة كبيرة أجريت في أورلاندو – فلوريدا أنه باستطاعة النساء في منتصف العمر تخفيض خطر أصابتهن بالسكتة الدماغية ، وليس النوبات القلبية ، بتناول جرعات صغيرة من الأسبرين بانتظام . أما النساء البالغات من العمر 65 سنة أو أكثر ، فهذه الأقراص تساعد  على منع إصابتهن بكلا المرضين .

 

أظهرت نتائج هذه الدراسة عكس ما هو معروف عن مفعول الأسبرين بالنسبة للرجال ، إذ تبين أن فوائده في منع السكتة الدماغية محدودة وأن له قدرة كبيرة على منع المشاكل القلبية . يقول الأخصائيون : بما أن النساء يصبن بالسكتة الدماغية نسبيا أكثر من الرجال في حين أن الرجال يصابون بالنوبة القلبية أكثر من النساء ، فإن هذه النتائج تعتبر إجمالا أخبارا سـارة .

 

اتضح للباحثين أن تناول أقراص فيتامين هـ  لم يعد على النساء بأية فائدة . وهذا يؤكد نتائج دراسة أجريت في الخريف الماضي تدل على أن هذا الفيتامين التكميلي قد حتى يؤذي من يأخذنه .

 

اسـتقيت هذه المعلومات الجديدة من دراسة عن صحة المرأة، وهي أول اختبار علمي شديد الدقة للكشف عما إذا كان استعمال الأسبرين وفيتامين هـ على المدى الطويل له تأثير إيجابي على خطر إصابة النساء بأمراض شرايين القلب. مع العلم أن الأبحاث السابقة كانت تكاد تكون مقتصرة على الرجال بصورة كلية.

 

وردت هذه النتائج في تقرير قدمته كلية طب أمراض القلب في اجتماع عقد في أورلاندو ، وسوف تنشر في مجلة نيو إنجلاند الطبية ، مع العلم أنها نشرت أيضا على الإنترنت في اول آذار . قالت الدكتورة إليزابيث نبيل ، مديرة المعهد الوطني للسـرطان الذي اشترك مع المعهد الوطني لأمراض القلب والرئة والدم في تمويل هذه الدراسة ، إن الدراسة تحدث أثرا كبيرا في مجال الصحة العامة . وقالت الدكتورة إليزابيث إن تناول الأسبرين لم يسبب أي انخفاض في خطر الإصابة بالنوبات القلبية المميتة وغير المميتة في النساء من جميع الأعمار سوى من  كانت أعمارهن فوق الخامسة والستين .

 

قامت بالدراسة جولي بيرنج والدكتور بول ريدكر وآخرون منهم من يعملون مستشارين لشركات صنع الأسبرين . وقد قدمت مدرسة هارفرد الطبية ومستشفاها كميات الأسبرين اللازمة لهذه الدراسة، ولم تقم شركات باير بالدراسة التي مولتها مصادر فيدرالية .

 

أجريت الدراسة على 40000 أخصائية صحة من الإناث البالغات من العمر 45 سنة وما فوق تم اختيار بعضهن عشـوائيّا ليأخذن أقراصا مموّهة كل يوم وأخريات يأخذن أقراص أسبرين حقيقية عيار 100 ميليغرام أي ما يزيد قليلا على أسبرين الأطفال عيار 81 ميليغرام الذي يباع عادة في الأسواق . بعد مرور عشـر سنوات انخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 17% لدى من استعملن الأسبرين الحقيقي ، وانخفض بنسبة 24% خطر إصابتهن بالسكتة الناتجة عن تخثر الدم ، ويرجع الباحثون سبب ذلك الانخفاض إلى مفعول الأسبرين المعروف  في مقاومة تخثر الدم .

 

لقد كانت الفائدة أكبر من ذلك للنساء البالغات من العمر 65 سنة وما فوق ، إذ أن احتمال إصابتهن بسكتة دماغية بسبب تخثر الدم انخفض بنسبة 30 % ، وانخفض بنسبة 34 % احتمال إصابتهن بنوبات قلبية .

 

عاد استعمال الأسبرين  بأكبر الفوائد على غير المدخنين والمدخنين السابقين ، ولم يكن هناك اختلاف في الفوائد بين النساء اللواتي استعملن أو لم يستعملن الهرمونات بعد سن اليأس .

 

ولكن كان لهذه الفوائد ثمن ، فقد حدث نزيف في المعدة أو الأمعاء استدعى نقل الدم في 127 إمرأة ممن أخذن الأسبرين الحقيقي وفي 91 إمرأة ممن أخذن الأقراص المموهة . 

 

تتساءل الدكتورة نبيل ما إذا كان بالاستطاعة تدبر هذا الأمر ، وتقول ، نعم بالإمكان ذلك . وهل النتائج تستحق الأخذ بها ؟ ، فتقول إن ذلك يرجع لكل فرد على حدة ، وإنه يجب على كل من يفكر بأخذ الأسبرين أن يستشير طبيبه بشأن المخاطر النسبية المتعلقة به.

 

في عام 2002 أوصت جمعية القلب الأمريكية للحكومة الفدرالية باستعمال الأسبرين ، كما نصحت البالغين الذين لديهم عوامل تزيد احتمال إصابتهم بمشاكل القلب بأخذ الأسبرين . إلا أن القائمين على الدراسة يقولون إن جدوى استعمال الأسبرين فيه بعض الشك بالنسبة للنساء .

 

تقول الدكتورة جولي بيرنج إن هذه الدراسة توضح أهمية  دراسة العلاجات الطبية للنساء وللرجال على حد سـواء . وتضيف قائلة  : وأخيرا حصلنا على الدليل الذي يحتجنه النساء لاتخاذ قرار عقلانيّ بشأن استخدام الأسبرين لمنع أمراض شرايين القلب .

 

أسباب اختلاف النتائج بالنسبة للنساء عنها بالنسبة للرجال ليست واضحة . السكتات الدماغية تحدث عادة بسبب جلطات دموية تتكون في شرايين الرقبة ، بينما تحدث النوبات القلبية بسبب جلطات في شريان القلب . وقد يكون للأسبرين مفعول لأحدهما  أكبر في النساء منه في الرجال  أو أكبر في الرجال منه في النساء .

 

وقد كانت الجرعة التي استخدمت في هذه الدراسة أقل من تلك التي استخدمت في بعض الدراسات السابقة التي أجريت على الرجال.

 

تقول الدكتورة نبيلة : قد يعود السبب أيضا إلى اختلاف بيولوجي بين النساء والرجال لا نفهمه . ربما أن استجابة النساء للأسبرين تختلف عن استجابة الرجال ._(البوابة)