اكدت دراسة علمية اوروبية حديثة ان الادوية المهدئة للاعصاب هي الاكثر مبيعا على الصعيد العالمي.
وفي الواقع، شراء الادوية المهدئة ممنوع في العديد من الدول من دون وصفة طبية، إلا ان القليل منهم يلزم صيدلياته بهذا القانون، ما يجعل التناول العشوائي للمهدئات ظاهرة شائعة بقوة، في جميع دول العالم.
الاختصاصي في الطب النفسي، الدكتور سامي ريشا حسب صحيفة تشرين، أشار الى ان الادوية المهدئة للأعصاب توصف اجمالا عند ظهور عوارض محددة ابرزها: الاكتئاب، الخوف الشديد او الهلع، الضغط النفسي واضطرابات النوم.
واضاف : وتتراوح فترة العلاج بين الشهر كحد ادنى والاربعة اشهر في اقصاها.
إلا ان ضغوطات الحياة اليومية والمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تدفع بالعديد من الناس الى تناول هذه المهدئات عند ظهور ادنى مشكلة، غير آبهين بمخاطر الادمان عليها.
ويشير الدكتور ريشا الى ان التناول المتكرر للمهدئات قد يؤدي الى:
اضطرابات في الدماغ لاسيما مع تقدم العمر.
|
عدم التركيز.
الخرف المبكر
التأثير السلبي على الوظائف العليا الادراكية، وعلى سرعة البديهة الحركية
كما قد يساهم في ظهور الامراض الصدرية والرئوية.
يؤكد الدكتور ريشا ان تعاطي المهدئات بشكل عشوائي، قد يكون مميتا احيانا، لاسيما بالنسبة للاشخاص الذين تتطلب منهم مهنتهم التركيز الدائم.
وقال: أحد سائقي الشاحنات الكبيرة لقي حتفه وتسبب بموت اربعة اشخاص كانوا في سيارة اخرى لأنه، وبسبب ظروف صعبة يمر بها، كان قد اكثر من تناول الادوية المهدئة ما اصابه بالنعاس، فنام اثناء القيادة.
الانسان طبيب نفسه
ويعتقد الاختصاصيون في الطب النفسي ان تناول هذه الادوية قد لايكون ملحاً او ضروريا في العديد من الحالات، ومن الممكن الاستعاضة عنها بتدريب الشخص على تهدئة نفسه بنفسه من خلال:
تبديل الافكار المقلقة بأفكار جميلة.
الابتعاد عما يؤذي المخيلة ويعكر المزاج.
ممارسة الهوايات وصقل المواهب.
اللجوء الى جلسات استرخاء مع المحلل النفسي.
المحللة النفسية زهى ابو يارد تؤكد من جانبها ان المهم ان يعرف الانسان ما هي المشكلة التي يعاني منها وكيف بامكانه التخلص منها او التعايش معها.
وتضيف المحللة النفسية: فالمهدئات تؤمن فترات راحة مؤقتة لاتلبث ان تنتهي مع انتهاء مفعول الدواء، لكنها لاتداوي المشكلة بحد ذاتها، وهنا يأتي دور المحلل او الطبيب النفسي.
يذكر ان النسبة الاكبر من المدمنين على المهدئات هن من النساء اللواتي تتراوح اعمارهن بين العشرين والخمسين عاما، بحكم التغييرات الهرمونية التي ترتبط بشكل وثيق بالحالة النفسية.