أظهرت دراسة إيطالية جديدة أن للغذاء المتوسطي الذي تشتهر به شعوب الدول الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط، تأثيرات إيجابية في منع ظهور الأورام الخبيثة في الرئتين.
فقد وجد الباحثون في قسم علوم الأوبئة السريرية بمعهد ديرموباتيكو ديلاماكولاتا بروما، أن هناك علاقة إيجابية بين الغذاء المتوسطي وسرطان الرئة، حيث تبين أنه يقلل مخاطر الإصابة السرطانية بحوالي 60 في المائة.
ولاحظ هؤلاء في دراستهم التي أجروها على 342 مريضا تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة حديثا، ومقارنة عاداتهم الغذائية مع 292 من غير المصابين، حسب قدس برس، وجود أثر وقائي كبير للاستهلاك العالي من الجزر الذي قلل من خطر الإصابة بنسبة 67 في المائة، والطماطم بحوالي 59 في المائة، واللحم الأبيض بنحو 66 في المائة.
وإضافة لهذا فقد أثبت الباحثون في دراسة نشرت حديثا إن نظام الأكل في دول البحر المتوسط الغني بزيت الزيتون والمعتمد على اللحوم يخفض أعراض الالتهابات التي من شأنها رفع الخطر بالإصابة بأمراض القلب أيضا.
إن هذا الاكتشاف قد تم إعلانه خلال الاجتماع السنوي للاتحاد الأمريكي لأمراض القلب حيث أفادوا أن نظام الأكل ذو الدهون المنخفضة والغني بالفواكه قد يخفف من أمراض القلب وهي المسبب الأول للوفيات في الولايات المتحدة.
لذلك فإن نظام الأكل في دول المتوسط تحتوي على الفواكه والخضراوات والأسماك مع زيت الزيتون والقليل من اللحوم لهذا تم ربط هذه الحمية مع انخفاض نسبة الإصابة بأمراض القلب.
من خلال هذه الدراسة الجديدة تابع الباحثون العادات الغذائية لحوالي 3000 شخص في اليونان تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 89 عام ولم يكن أي منهم يعاني من أمراض القلب.
وأثبتت الدراسة أن كلما زاد التزام الناس بهذه الحمية كلما قلت لديهم الالتهابات المسببة لأمراض القلب.
وقد تساءل البعض أنه ربما يعود الانخفاض في الإصابة بأمراض القلب إلى نوع من التمارين الرياضية أو الضغوط النفسية من البيئة المحيطة إلا أن الدكتور دوميسوس من جامعة Haro Kopian في أثينا أفاد أن البحث الذي قام به كان بعيدا عن الجنس أو العمر أو الوزن أو مستوى التعليم لذلك هو يعتقد أن تناول الحمية بكل مكوناتها وليس اخذ بعض الأنواع هو السر وراء نجاعتها في التقليل من أمراض القلب.
وهذه لم تكن الدراسة الاولى التي تثبت مدى صحة الغذاء عن شعوب حوض البحر الابيض المتوسط، حيث أظهرت دراسة سابقة أجراها باحثون من جامعة أثينا في اليونان إلى أن النظام الغذائي الذي يتبعه شعوب البحر الأبيض المتوسط يحمي من العديد من الأمراض وخصوصا الأمراض القلبية وأمراض السرطان بشكل عام.
حيث تبين أن الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام الغذائي يقل لديهم خطر الوفاة بمرض قلبي بنسبة 33 بالمائة وخطر الوفاة بسرطان بنسبة 24 بالمائة.
وأوضح الباحثون أن هذا النظام الغذائي يتكون من كمية كبيرة من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة وزيت الزيتون بالإضافة إلى تناول الأسماك باعتدال والقليل من الدواجن واللحوم الحمراء في حين يتم تناول مشتقات الحليب.
يذكر أن الإحصائيات أظهرت أن أمراض السرطان أقل انتشارا في دول البحر الأبيض المتوسط منها في أمريكا وبريطانيا والدول الاسكندنافية كما أن شعوب البحر الأبيض المتوسط يعيشون فترة أطول ويتمتعون بصحة أفضل من شعوب الدول الأخرى.
هذا ومن جانب آخر، عمد علماء جامعة أمويا السويدية إلى إجراء دراسة مقارنة بين وجبات الغذاء المتوسطية والتغذية على الطريقة الأوروبية. واختبرت الباحثة ليندا هاغفورز وفريق عملها تأثير نمط تغذية بلدان البحر الأبيض المتوسط "التي يطلق عليها اسم تغذية كريتا" على التهاب المفاصل الرثياني.
وفي إطار هذه الدراسة حقق المتطوعون بعد ستة أسابيع فقط من تناول وجبات الطعام لجزيرة كريت نتائج إيجابية تبدت في تراجع أعراض المرض بشكل ظاهر لدى معظم المشاركين.
وكتب العلماء، أن الوضع تحسن بالتدريج مع استمرار الدراسة. وينتظر الأطباء أن ينعكس هذا الحال في الحياة اليومية وأن يتحول أبناء الدول الاسكندنافية إلى ذواقة لوجبات غذاء البحر الأبيض المتوسط. وقالوا إن على من يرغب في تحسين صحته وآلامه وقلبه ودورته الدموية أن يحدث هذه النقلة في التغذية من شحوم الخنزير إلى زيت الزيتون والخضراوات.
ولم تكن هذه أول دراسة تؤكد على صحة الطعام المتوسطي الذي يعتمد أساسا على زيت الزيتون في المقام الأول، حيث أظهرت نتائج دراسة جديدة نشرتها المجلة الأوروبية للتغذية السريرية، أن تناول ملعقة واحدة من زيت الزيتون الطازج يساعد في تخفيض مستويات الكوليسترول في الدم، مما يساهم في الوقاية من تصلب الشرايين وتلفها._(البوابة)