بالرغم من أننا نمضي 75% من وقتنا ونحن نتحدث ونتواصل مع الآخرين إلا أننا قليلا ما نسمع ما يقوله الآخرون. يسمع الناس نموذجيا أقل من 25 % من المحادثة. ولكن إذا حسّنت مهارات استماعك فماذا ستكسب؟
بالنظر إلى التوزيع المنطقي للمهارات فأن 40% من حياتنا نقضيها في الاستماع إلى الآخرين، وبالتالي في الكسب. إن تحسين مهارات الاستماع بلا شك سيحسّن من معدل إنتاجك، ويجعل علاقاتك بالآخرين أكثر سهولة. خصوصا العلاقات الزوجية والأسرية العامة، وعلاقاتك بالآخرين في مكان العمل أو المجموعات الاجتماعية. إذا حسّنت مهارات استماعك حوالي 50 % فستكون قدرتك على الكسب 50% وهذا ضعف القدرة الحالية التي تقدر بحوالي 25%.
ويمكنك أن تحسن من مهارات الاستماع بسرعة، إذا قمت بإتباع نصائح أريك برني، مخترع نظام التحليل المنطقي للتخاطب، والذي قام بتقسيم خصائص المستمعين إلى ثلاثة شخصيات.
1. يعتقد المضطهد في ذهنه، "أنا أفضل منك". وهكذا يكون هدفه البحث والتربص بك، لاكتشافات العيوب، والانتقاد. ويبحث عن فرصة ليقول إلى المتكلم "لقد أمسكت بك". مهما يمرّ أمامه ، يجد شيئا خاطئا ويقوم بسحب قلمه الأحمر، ليرسم دوائر حمراء حول الأخطاء. وهو يركز بشكل أساسي على الأخطاء أكثر من الكلام الصحيح.
2. يعتقد عامل الإنقاذ، "أنا أفضل منك". قد تعتقد بأنه يشبه المضطهد، ولكن لهذا المستمع جدول أعمال مختلف تماما عن المضطهد. فهو يركز على إعطاء النصائح ويحاول حل مشاكل الناس الآخرين؛ وغالبا ما يعطيهم نصيحة غير ملائمة لأنه بحاجة ليشعر بأنه ضّروري في المحادثة. ولكن نادرا ما يطلب الناس الإنقاذ أو النصيحة منه لهذا يشعر بالأذى، فهم يريدون أن يشعروا بأنهم لهم ضّرورة. وقد يعملون من 10 إلى 12 يوم ساعة في اليوم لأنهم لا يرغبون أن يتحمل غيرهم المسئولية. وبالطبع لا يسمح لأحد أن ينصحه أو ينقذه.
3. يعتقد الضحيّة، "أنا لست الأفضل، أنت أفضل مني". هذا النوع من المستمع، يترك عواطفه تقف في طريق موضوعيته. فهم لا يسمعون الإرشادات لأنها كلّها عنهم. وغالبا ما يكون كلامهم عن أنفسهم سلبي ويحاولن التأكيد بأنهم ليسوا على ما يرام. المستمع الضحيّة يمكن أن يكون التفاحة السيئة التي تفسد الفريق الفعّال.
بينما يعتقد المستمع الفعّال، "أنا وأنت جيدان ". يحافظ المستمع الجيد على عواطفهم تحت السيطرة ويسمح لكلّ شخص بالفرصة للكلام. كلامه عن نفسه إيجابي في الغالب. ويحترم الآخرين، وحدود مجموعته، ويسأل أسئلة تحث على الحوار، وليست مجرد نعم أو لا ، مع أو ضد ، ويقدّم تعليقات إيجابية ملائمة أو توصيات تصحيحية.
الآن وبمجرد أن تفهم هذه الأنواع المختلفة من المستمعين يمكنك أن تحسّن طريقتك في الاستماع للناس الآخرين. ميّز أسلوبك، إذا كنت مضطهد أو عامل إنقاذ أو ضحيّة غيّر أسلوب كلامك الذاتي ويتخلّص من عاداتك القديمة. على نفس النمط، حدد أسلوب الناس الآخرين وتفادى أن يمسك بك المضطهد، أو تقع ضحية للمستمع لضحيّة أو أن يحيط بك عامل الإنقاذ.