احتلت الصلاة في الدين الإسلامي الحنيف مكانة رفيعة، إذ تعد الركن الثاني من الأركان الخمس، لذا يجدر عليك التأكد من صحتها من خلال التأكد من صحة الوضوء، حيث يوجد هناك عدد من نواقض الوضوء التي يجهل بشأنهم الكثير، وفي مقال اليوم سوف سنسلط الضوء على إجابة سؤال هل لمس الفرج ينقض الوضوء؟ نظرًا لتشتت البعض وإصابتهم بالحيرة حيال سلامة الوضوء عقب ملامسة الفرج.
هل لمس الفرج ينقض الوضوء للمرأة؟
يرجح علماء الدين أن ملامسة المرأة فرجها دون حائل أي ملامسة اللحم باللحم، حتى وإن كان بدون شهوة فهذا ينقض الوضوء، ويستلزم منك إعادة الوضوء مجددًا؛ لأن هذا ما وضحه رسول الله ﷺ في قوله: "من مس ذكره فليتوضأ"، وقال أيضًا: "أيما رجل أفضى بيده إلى فرجه ليس دونهما ستر فقد وجب عليه الوضوء، وأيما امرأة أفضت بيدها إلى فرجها ليس دونها ستر فقد وجب عليها الوضوء"، وعن بسرة بنت صفوان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن مَسَّ ذَكَرَه فلا يُصلِّي حتى يَتوضأ"
وهذا يعني أن ملامسة الفرج بدون حائل سميك كان أم رقيق فهو يبطل الوضوء للرجل أو المرأة.
لمس الفرج هل ينقض الوضوء عند المالكية؟
أما بالنسبة لرأي المالكية بشأن حكم الوضوء عند ملامسة الفرج فقالت أن الإنسان عندما يقوم بملامسة ذكره أو ملامسة ذكر غيره بدون حائل وأن تكون الملامسة بباطن الأصابع، أو باطن الكف أو رأس الأصابع، أو جانب الأصابع قطعًا يبطل الوضوء، على العكس تمامًا سرحت المالكية أن ملامسة المرأة فرجها، حتى وإن أدخلت أحد الأصابع فهذا لا ينقض الوضوء.
حدود الفرج الناقض للوضوء
فيما سبق وضحنا إجابة هل لمس الفرج يبطل الوضوء؟ تبعًا لما ورد من أقوال العلماء والفقهاء، ولكن ما هي حدود الفرج التي تنقض الوضوء؟ قيل أن ملامسة شعر العانة والأنثيين للرجل والمرأة لا ينقض الوضوء، وكذلك ما بين الدبر والقبل، وموضع الشعر، وما بين الإليتين، ولكن ما ينقض هو ملامسة العضو الذكري نفسه، وملتقى الشفرتين لدى المرأة، ولكن ملامسة ما وراء الشفر لا تبطل الوضوء.
حكم الوضوء عند ملامسة فرج الطفل الصغير
تتساءل الكثير من الأمهات بشأن تلامس عورة الطفل بهدف تنظيفه هل ذلك ينقض الوضوء سواء كان الطفل أنثى أو ذكر، وبناءً على ما صرح به الحنفية أنه لا ينقض الوضوء؛ لأن تنظيف الطفل من النجاسات وما يعلق به من قاذورات أمر متكرر على مدار اليوم وفي ذلك مشقة على الأم ولرفع هذه المشقة لا مانع من غسل اليدين فقط بعد القيام بعملية تنظيف الطفل.
وكما قالت الحنفية أن الأطفال دون سن العام حتى أربع سنوات لا عورة لهم، إذ يباح لمس الفرج والنظر إليه، فيما فوق الأربع سنوات تصبح حدود عورته الدبر والقبل، حتى يصل العاشرة تصبح عورته الدبر والقبل وما يحيط بهما، عقب سن العشرة تصبح العورة من السرة إلى الركبة للذكور، أما الإناث حال كانت بالغة يكون جسدها كله عورة عدا باطن القدمين، الكتفين والوجه، مع العلم أن ملامسة ما هو عورة هنا يستلزم الوضوء.
أما بالنسبة لرأي الشافعية حول لمس فرج الطفل الصغير فقط اختلف عن رأي الحنفية، إذ يرون أن لمس عورة الطفل حتى وإن كان دون الرابعة من عمره فذلك ينقض الوضوء، كما قال الموفق ابن قدامة: "وَلَا فَرْقَ بَيْنَ ذَكَرِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ".
حكم الوضوء عند مس الرجل فرج المرأة والعكس
اختلف أقوال أهل العلم بصدد هذا الأمر، إذ صرح البعض أنه لا ينقض مطلقًا كما الحال في مذهب الحنفية، والدليل على ذلك:
- الدليل الأول، الأصل في الوضوء الطهارة، والطهارة لا تبطل إلا بدليل واضح وصريح وملامسة فرج الغير هنا لا يعد دليل صريح.
- الدليل الثاني، يستظل الحنفية أيضًا بحديث طلق بن علي "قدمنا على نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل كأنه بدوي فقال: يا نبي الله! ما ترى في مس الرجل ذكره بعدما يتوضأ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: هل هو إلا مضغة منه أو بضعة منه".
- الدليل الثالث، أن النصوص المذكورة بشأن مس الفرج مثل "أيما امرأة مست فرجها، فلتتوضأ"، "من مس ذكره، فليتوضأ" جميعها ذكرت بخصوص ملامسة النفس، وليس فرج الغير، وقد تكون العلة هنا غير معقولة.
أما مذهب الحنابلة فقد أوضح أن مس الفرج الأدمي للشخص نفسه أو لغيره سواء كان كبيرًا أو صغيرًا ينقض الوضوء شريطة الاتصال المباشر بين البشرة بدون حائل باليد أو الأظافر أو باطن اليد، مع توضيح أن مس المرأة نفسها لا ينقض إلا في حال أولجت إصبعها في فرجها، بينما قالت الشافعية بشأن ملامسة فرج الغير ذكر كان أو أنثى بالأصابع أو ببطن الكف بأنه ينقض الوضوء في حال عدم وجود حائل سواء كان بشهوة أم لا.
لمس الفرج بالإصبع هل ينقض الوضوء الأكبر
ذهب رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وهو يقول: "بينما أنا في الصلاة إذْ ذهبتُ أحكُّ فخذي، فأصابت يدي ذكري" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما هو منك" وهنا نفى رسول الله تكرار الوضوء مع بيان العلة، ولكن في المجمل يريد بعض الفقهاء أن إجابة سؤال هل لمس الفرج ينقض الوضوء عند ملامسة الإنسان فرجه بغير شهوة أو بشهوة؟ أنه لا مانع من تكرار الوضوء للاحتياط وهذا مستحب.
حكم الوضوء عند مس فرج الميت عند الغسل
استكمالًا لإجابة سؤال هل لمس الفرج ينقض الوضوء؟ دعنا الآن نوضح الجزء الخاص بملامسة عورة المتوفي، ومن الجدير بالذكر هنا أنه يتوجب على من قام بالغسل أن يتوضأ في حال ملامسة يده فرج الميت عن طريق الخطأ لأن في ذلك طهارة، مع العلم أن الغسل يجب أن يكون باستخدام خرقة تفصل بين بشرة الميت ومن يقوم بالغسل، ويقول بعض الفقهاء أنه يستحب عليه الغسل بدلًا الوضوء.
حكم الوضوء عند مس فرج الحيوان
اجتمع المذاهب الأربعة الشافعية، والمالكية، الحنفية، والحنابلة على عدم نقض الوضوء حال ملامسته فرج البهائم وغيرها من حيوانات، وقال ابن تميمة أن الإجماع هنا جاء نتيجة توفر دليل من السنة أو الكتاب، أو أي قياس صحيح يدل على نقض الوضوء، وقال الشافعي: "لَا وُضُوءَ عَلَى مَنْ مَسَّ ذَلِكَ مِنْ بهيمةٍ؛ لِأَنَّهُ لَا حُرْمَةَ لَهَا، وَلَا تَعَبُّدَ"
في الختام هنا نكون قد قدمنا إجابة سؤال هل لمس الفرج ينقض الوضوء؟ بشكل شامل ووافي، لذا يمكنك اعتماد هذا المقال كمرجع لك للتعرف على أقوال أهل العلم والفقهاء بشأن مس الفرج لك أو للغير سواء كان ذكرًا أو أنثى، كبيرًا أم صغيرًا، حيًا أم ميتًا، آدمي أم لا.
