صلوات على الضفتين وكيف سينزل المطر؟

تاريخ النشر: 05 ديسمبر 2010 - 08:46 GMT
نساء أردنيات يشاركن في صلاة الاستسقاء التي أقيمت في الأردن يوم الخميس الماضي الموافق للثاني من ديسمبر.
نساء أردنيات يشاركن في صلاة الاستسقاء التي أقيمت في الأردن يوم الخميس الماضي الموافق للثاني من ديسمبر.

وائل صاحب مدونة شعتيلي، يقارن انحباس المطر بين زمان ومكان مضى. يحدثنا وائل عن ذكريات والدته في خمسينيات القرن الماضي:

"حدثتني أمي التي عاشت طفولتها في السلط بعد لجؤها من الرملة في ٤٨ عن ذكريات أهلها في الخمسينات عندما كان ينحبس المطر، حيث كان يخرج أهل السلط في مسيرات بين شوارعها وأزقتها وصولاً إلى مقام  الخضر، يقلبون ملابسهم ويغطون رؤوسهم وينشدون…".

وكلما استمرت المسيرة في التقدم بين الحارات، كلما ازداد عدد المنضمين إليها، والمفارقة تكمن في رأي المدون أنه "في القدم كانت ترش المياه والورود" أما اليوم "فالمسيرات التي نشهدها في السلط ترش فيها الحجارة والقنابل المسيلة للدموع، يا لها من مفارقة….".

 المدون الأردني نسيم الطراونة، يلاحظ الصلوات من أجل المطر عبر الضفتين في مدونته "سوسنة الأردن السوداء". يستغرب نسيم من أن الناس المنقسمين حول الأرض قد أفلح الماء في جمعهم سوية. ويشير إلى أن هذا العام هو الأكثر جفافا في تاريخ الأردن منذ 1992 بحيث حضر الآلاف من الأردنيين صلاة الاستسقاء التي أقيمت الخميس الماضي.

ويتابع نسيم مذكرا بأن عام 2010 كان من أكثر الأعوام حرارة ولذا فمن المتوقع أن يتأثر القطاع الزراعي الذي تعتمد عليه نسبة عالية من المواطنين محدودي الدخل.

يرى نسيم أن لا ضير في الدعوة إلى صلاة الاستسقاء، فالماء يعتبر قضية حيوية في الأردن؛ فهو يمس الكثير من القطاعات مثل الزراعة والمزارعين والمستهلكين. ويتمنى أن لا يصل بنا الوضع ليصبح مشابها لصيف عام 1998 حيث لم يتمكن حتى أغنياء البلد من توفير الماء الذي يعتبر من أثمن الموارد في الشرق الأوسط.

 نوار صاحب مدونة الرحيل إلى الله، يتساءل كيف يمطر الله علينا وعلى الأرض كل هذه الخطايا؟!

يقول المدون: "ما عاد في الأرض محبة فكيف تأتي الرحمة ، و الجمع يخوضون في أحاديث الناس و أعراضهم و قد امتلأت مجالسهم لغواً و هزواً و كذباً ، و الأخ ليس تأتمنه على مال و لا عرض و لا شرف ، و الجار يموت من المرض ليس يدري به جاره (...) و من حولك يقتاتون صبراً من جدار بطونهم العارية ، و ما عاد للمستجير من يستغيث به من ضيم ألم أو مصيبة حلت ، حكامنا أهل باطل فجروا فلا خير فيهم يرتجى ، و من اعتلوا المنابر من شيوخ بلاط تجار كلمة لا طهر عندهم ليستسقوا المطر !".

يرى نوار أن المحبة بين الناس تفيض مطرا على الأرض والكائنات، و"صفاء الروح يصنع المعجزات" ويسرد لنا قصة من قديم الزمان تدليلا على قوله:

يحكى أن هذي البلاد قبل مئات السنين حل بها قحط شديد و ظل سبعة أعوام متتاليات ، و دعا السلطان أهل الدين لتقام الصلاة فما استجاب الله لهم ، فأسرّ له وزير من أهل الخير و الصلاح بأن يدعو رجالاً من تلك الجبال يتعبدون الله فيهم خلق و تقى ، فلما أتوه و كانوا عشرة فيهم شيخ أعور يدعى الشيخ حسن ، لما رآه السلطان انتحى بوزيره قائلاً من هو هذا و كيف تأتيني به ، فأخبره أن هذا أتقاهم ،  و كان يعمل حداداً في أرض الدار وقعت عينه على طرف ساق زوجة أخيه فقلعها ، فأين منه شيوخ اليوم من أهل اللفات و العمائم ، و تقول الحكاية أنهم ظلوا ثلاثة أياماً بلياليها يصلون حتى نزل المطر ….".