صناعة الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط تشهد تراجعاً كبيراً في الربع الأول 2011

شهدت منطقة الشرق الأوسط انخفاضاً كبيراً في عمليات الاندماج والاستحواذ وإصدار الأسهم في الربع الأول من هذا العام، وفق ما تظهره الجداول الصادرة عن الرابطة المصرفية الاستثمارية لدى "تومسون رويترز"، وذاك بسبب الاضطرابات التي اجتاحت المنطقة.
ويغطي تقرير المراجعة الذي قامت به "تومسون رويترز" حول أوضاع الصناعة المصرفية الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط خلال الربع الأول من العام الجاري 2011، عمليات الاندماج والاستحواذ والديون وأسواق رأس المال. واشتمل التقرير أيضاً على تصنيفات البنوك والمستشارين العاملين في الشرق الأوسط، استناداً إلى نشاطات التعامل والرسوم، لتقدم تقييم مستقل عن هذه السوق بناءً على ذلك.
ووصلت عمليات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط إلى 4.9 مليار دولار في الربع الأول، أي أقل بنسبة 42 في المئة من الربع الأول من العام 2010. وكان القطاع المالي الصناعة الأكثر استهدافاً في المنطقة، حيث استحوذ على 34 في المئة من النشاط. وكانت الإمارات العربية المتحدة الدولة الأكثر نشاطاً على مستوى منطقة الشرق الأوسط استناداً إلى المستوى الذي وصلت إليه والبالغ حجمه 3.1 مليار دولار، أي ما يعادل 63 في المئة من النشاط السنوي.
وتصدرت مؤسسة "غولدمان ساكس" Goldman Sachs قمة الترتيب من حيث حجم المشاركة في عملية الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط، بمبلغ مقداره 7.4 مليار دولار. وشملت الصفقة الأعلى في الشرق الأوسط خلال الربع الأول مشاركة حكومة أبوظبي بعمليات استثمارية في مشروعات عقارية تابعة لشركة "الدار" التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها.
وشملت أكبر مشاركتين في عمليات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط صناديق استثمارية شرق أوسطية قامت بالاستثمار في شركات تعمل في مجال الكهرباء والطاقة، وذلك مع قيام شركة الاستثمارات البترولية الدولية IPIC باستثمار مبلغ مقداره 7.4 مليار دولار في شركة "سيبسا"CEPSA، وإعلان شركة "قطر هولدينغز لوكسمبورغ" Qatar Holdings Luxembourg عن استثمار 2.7 مليار دولار في شركة "لإيبردرولا إس أيه" Iberdrola SA.
كما اتخفض حجم إصدار أسهم أسواق رأس المال خلال الربع الأول، بعد أن سجل انحداراً بنسبة 13 في المئة على أساس سنوي ليصل إلى 1.3 مليار دولار، في حين استحوذت المتابعات على 23 في المئة من النشاط في هذا الفصل، وكانت أعلى العمليات في أسواق رأس المال الشرق أوسطية عبارة عن سندات قابلة للتحويل بقيمة 980.2 لبنك الخليج الأول الذي يتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً له.
وكانت القطاعات المالية الأكثر نشاطاً خلال الربع الأول في هذه الصناعة، حيث وصل نشاطها إلى 80 في المئة، في حين كان نصيب الطاقة والكهرباء والصناعات الأخرى مجتمعة 18 في المئة من نشاط أسواق رأس المال خلال الربع الأول. وجاء إصدار السندات المشتركة لبنك "آي إن جي" ING و "ميرابو سيكيوريتز"Mirabaud Securities في قمة ترتيب تعاملات أسواق رأس المال لمنطقة الشرق الأوسط، وكان ذلك عبارة عن طرح متابعة بقيمة 150.7 مليون دولار لصالح شركة "إيكسيلون إينيرجي بيه إل سي" Exillon Energy PLC في دولة الإمارات.
كما انخفض حجم إصدار الدين في الشرق الأوسط خلال الربع الأول بنسبة 2 في المئة على أساس سنوي ليصل قيمته إلى 5.5 مليار دولار، بينما استحوذت ديون الشركات من الدرجة الاستثمارية على كافة الأنشطة. وكانت هناك 9 إصدارات للديون المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بلغ مجموعها 3.2 مليار دولار، أي بزيادة 84 في المئة عن نفس الفترة من العام 2010. وكانت ماليزيا جهة الإصدار الأعلى لهذا النوع من الديون، حيث استحوذت على 78 في المئة من هذا النشاط.
وكانت جميع إصدارات سوق رأس مال الدين خلال الربع الأول من العام 2011 في القطاعين المالي والعقاري. واستحوذ "دويتشه بنك" Deutche Bank على صدارة ترتيب السندات الشرقية الأوسط خلال الربع الأول، حيث جمع 929 مليون دولار من إصدارين. وكانت أعلى قيمة للسندات في الشرق الأوسط خلال الربع الأول إصدار بقيمة 4.3 مليار دولار أمريكي لشركة الاستثمارات البترولية الدولية IPIC.
ووفقاً لبيانات "تومسون رويترز إل بيه سي"، فقد انخفض نشاط القروض المشتركة بنسبة 78 في المئة خلال الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 2.0 مليار دولار أمريكي. وكان قطاعا الاتصالات والتجزئة الأكثر نشاطاً بين الصناعات الأخرى لإصدار القروض في الشرق الأوسط، حيث استحوذا على 76 في المئة من هذا النشاط. وجاءت بنوك "سيتي" Citi و "كريدي أغريكول" Credit Agricole و "ستاندرد تشارترد" في صدارة الترتيب الأعلى للقروض المشتركة في منطقة الشرق الأوسط خلال الربع الأول، بعد أن قامت بدور الوكيل لأكبر قرض مشترك بقيمة 1.3 مليار دولار في صفقة تمويل لمجموعة "زين" في دولة الكويت.
وبلغ حجم الرسوم في الشرق الأوسط 48.8 مليون دولار خلال الربع الأول من العام 2011، أي أقل بنسبة 58 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. ومن بين هذه الرسوم، كان مجموع نصيب عمليات الاندماج والاستحواذ 16.7 مليون دولار، أي بانخفاض مقداره 66 في المئة عن نفس الفترة في العام 2010. وارتفعت رسوم سوق رأس مال الدين بنسبة 19 في المئة خلال الربع الأول لتصل إلى 25.5 مليون دولار مقارنة مع الربع الأول من العام الماضي 2010. ووصل حجم الرسوم من القروض المشتركة إلى 4.5 مليون دولار، ومن أسواق الأسهم إلى 2.1 مليون دولار أمريكي.
وجاء "دويتشه بنك" Deutche Bank في قمة من حيث رسوم أسواق رأس مال الدين في الربع الأول، حيث كان نصيبه 4.1 مليون دولار، في حين تصدرت شركة "بي دي أو إنترناشيونال" BDO International قائمة الجهات الأخرى من حيث حجم الرسوم المحققة من عمليات الاندماج والاستحواذ، حيث حصلت من هذا النشاط على 2.1 مليون دولار.
وعلق راسيل هاوورث العضو المنتدب في "تومسون رويترز الشرق الأوسط وأفريقيا" على هذه النتائج بقوله: "يبدو من الواضح أن الاضطرابات التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط قد تركت تأثيراً حقيقياً على صناعة الخدمات المصرفية الاستثمارية في المنطقة خلال الربع الأول من هذا العام، ويتجلى ذلك من خلال العدد القليل جداً من الصفقات التي تم إبرامها بالفعل مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. كما يظهر أن عمليات الاندماج والاستحواذ وإصدارات الأسهم كانت الأكثر تضرراً نتيجة هذه الأوضاع. ومن ناحية أخرى، كان إصدار سندات رأس مال الدين مستقراً في التمويل التقليدي والإسلامي على حد سواء".
خلفية عامة
تومسون رويترز
تعد "تومسون رويترز" المصدر الرائد للمعلومات الذكية بالنسبة إلى الشركات والمتخصصين على مستوى العالم، حيث تقوم بجمع ما لديها من خبرة في مختلف المجالات وبين التكنولوجيا الإبداعية لتقديم المعلومات الضرورية لصناع القرار الرواد في الأسواق القانونية والضريبية والمحاسبية والرعاية الصحية والعلوم والإعلام، وذلك من خلال مؤسسة للأخبار تتمتع بأعلى مستوى من الثقة على مستوى العالم.
ويوجد المقر الرئيسي لشركة "تومسون رويترز" في نيويورك، وتمتلك عمليات كبرى في لندن وإيغان بولاية مينسوتا الأمريكية، ويعمل لديها ما يزيد على 55 ألف موظف، كما تعمل في أكثر من 100 دولة.