أحمد سمير صاحب مدونة الأغلبية الصامتة يتحدث عن التصريحات التي أدلت بها العارضة الإسرائيلية بار رفائيلي صديقة الممثل الأمريكي الشهير ليوناردو ديكابريو بعد زيارتها إلى مصر وأثارت الكثير من الجدل في الصحافة الإسرائيلية والمصرية معا.
يقول المدون: "القصة و ما فيها ان (بار رفائيل) لم تستمتع في مصر اطلاقا.....(مزاجها) ماجاش على هوا مصر...الست رجعت لبلدها من هنا و هاتك با سب و لعن في مصر و اليوم اللي فكروا يروحوا فيه على مصر هي و ليوناردو...!!".
ويتابع أحمد:
"السيدة (رفائيل) قالت رأيها بصراحة في مصر انها دولة بدائية و قذرة و باردة.....و لا تصلح للسياحة و الإستجمام و إنما تصلح للحيوانات...!!!!! ... قالت ايضا ان شوارع مصر تمتلىء بالحيوانات...!!! ... قالت ايضا" اذا زرتم مصر ستشعرون انكم في حظيرة...و سترون في الشوارع معظم انواع الحيوانات مثل الدجاج و الجمال و الخراف...الخ....لهذا قررت الا ازور هذا المكان البارد مرة اخرى طيلة حياتي"!!".
فيما رأت أغلبية الصحافة الإسرائيلية أن مصر بلد سياحي من الطراز الأول، اعتبرت أغلب الصحافة المصرية هذه التصريحات غير لائقة و"اعتبرها الكثيرون مؤامرة اسرائيلية موجهة ضد السياحة المصرية...!!".
يرى المدون أن من حق كل فرد أن يعبر عن رأيه بصراحة، ويتساءل إن كان هذا الغضب سببه كون رفائيلي إسرائيلية بينما مصر ترحب بالسياحة الإسرائيلية، أم السبب هو انتقادها لمصر. يطلب أحمد من المعترضين "أن يحمدوا ربنا" وذلك لأن رفائيلي لم تر السلبيات الحقيقية في مصر من قمامة متراكمة وحيوانات ضالة وتحرش بالسائحات ولم تضطر لركوب المواصلات العامة.
ويختتم بقوله أن رد الفعل المناسب على تصريحات العارضة الإسرائيلية لا يكون بالغضب بل بمحاولة التخلص من السلبيات التي تعيق تطور الجانب السياحي لمصر:
"بصرف النظر عن كون (بار رفائيلي) اسرائيلية او انها (صديقة) ليوناردو دي كابريو الممثل الشهير و هي الملابسات التي اعطت لتصريحاتها و رأيها هذه الأهمية و الضجة الإعلامية...بصرف النظر عن رأيها اساسا و هل نابع من الحقيقة ام هو مجرد (حقد) و (نفسنة) اسرائيلية!! ...
علينا ان ندرك ان لدينا الكثير من السلبيات...و هي سلبيات هامة و مؤثرة فعلا في عامل الجذب السياحي...علينا ان ندرك اننا نعاني من فوضى و زحام (خانق) و تلوث (رهيب) و عشوائية و فوضى قد تنفر الكثيرون من العودة مرة أخرى الى مصر لتكرار تجربته السياحية..!! ... نعم نمتلك الكثير من مغريات الجذب السياحي من أثار و شواطىء و جو ساحر و ليل جميل و سحر خاص وهبه الله لمصر دون غيرها من البلدان التي قد تكون اجمل او اكثر اغراءا و جذبا للسياح..., الا ان كل هذا لا يكفي".
محمد سليمان الأحيدب من السعودية، يتحدث عن الانشغال بالأمور التافهة عن المهمة. يحكي محمد عن قصة حدثت معه حين كان من اللازم أن يقوم زميلان له بتحضير محاليل تستغرق ما يقارب الأربع ساعات من أجل امتحان الطلاب؛ وكيف أضاع زميلاه الوقت في النقاش حول: "العقرب إذا سقطت في وعاء ماء فهل يصلح للوضوء أم لا".
يتابع محمد قصته بأن هذين الزميلين قد فاتتهما الصلاة مع الجماعة بسبب هذا الافتراض ولم يقوما بعملهما أيضا فكان تعليق محمد:
"والله لو علم الترمزي بأنكما تركتما صلاة الجماعة وأداء واجبكما نحو الطلاب من أجل هذا الحوار لألقم فم كل منكما عقربا، ثم إن العقرب لا يستطيع تسلق الإناء ولو سقط فيه من علو فمتى تأتي الصدفة التي يسقط فيها عقرب في وعاء ماء ولا يوجد غير هذا الماء".
يتحسر محمد على العام الذي ضاع على أمور تافهة:
"تذكرت هذا الموقف وأنا أتحسر على عام انشغلنا خلاله بفتوى رضاعة الكبير عن فتوى إهمال الشيخ الكبير أبا أو جدا أو عما أو خالا في دور الرعاية دون رعاية، وانشغلنا إعلاميا بموضوع توظيف الكاشيرة عن بطالة الآلاف من المعلمات والممرضات والصيدلانيات والطبيبات والمحاسبات وفنيات الحاسب الآلي ومثلهم من الشباب في كافة التخصصات بسبب تعنت القطاع الخاص ومقاومته للسعودة".
يضيف: "انشغلنا بقيادة المرأة للسيارة عن حق المرأة المعلمة في الوصول الآمن إلى مقر عملها وتعيينها قريبا من مكان إقامتها أو تأمين المواصلات الآمنة المجدولة لها وحماية أرواح المئات ممن قضين بسبب حوادث المعلمات، وعن حق المرأة في ممارسة تجارة لا يسيطر عليها الولي أو الزوج ودخل مستقل، (...) انشغلنا بسكين رجل الهيئة عن آلاف حوادث الطعن والنهب والسرقة والمخدرات".
ويختتم بأن لا فرق بين قصة العقرب والانشغال بها عن صلاة الجامعة وبين من ينشغل بالأمور السخيفة عن الأساسية التي تهم المجتمع.
عن اليوم العالمي لمكافحة الفساد، يكتب السوفي ابن الكثبان من الجزائر؛ يدعو صاحب المدونة إلى الاحتفال بهذا اليوم وذلك: "الحقيقة يجب أن نحتفل نحن العرب والمنتمين إلى دول ينص دستورها على أن الإسلام دين الدولة بهذا اليوم، وأن نرفع رايات النصر لأننا واللهم لا حسد وعين الحسود فيها عود المتصدرين والمتفوقين على العالم أجمع بقاراته الخمس (...) لأن الفساد من أساسيات الأنظمة وأذيالها عندنا".
ويؤكد المدون بتفوق الشعب الجزائري في هذا المجال: "وطبعا لا نشك أننا أسياد الفساد في العالم، لأننا شعب يعشق القهوة وشربها وإهدائها ولا يمكن دخول أي مصلحة دون أن نهدي الموظف المسكين قهوة والقهوة هذه أشكال وأحجام فهي يمكن أن تكون ثمن فنجان براس ليجي أو لور بـ20 دج وقد لا تنتهي عند مئات أو آلاف الملايير فالناس مقامات ولكل قهوته".
يؤكد المدون أن بالإمكان مقاومة الفساد إن أردنا ذلك، وإلا لما انتشرت هذه الظاهرة إلى هذه الدرجة، ويختتم بقصة حدثت فعلا:
"والأمر أننا نجد البعض يحاول دفع المسؤول النزيه لتعود شرب القهوة ومن يرفض فيسكون جزاءه قاسيا أقله إبعاده عن المنصب... وأذكر هنا ما رواه لي صديقا أنه وظف بأحد المصالح الحكومية النافذة عندنا وفي أول مقابلة مع المسؤول قال له :(( هنا لا يجب أن تكون ممن يدعون مخافة الله، فإما أن تسير على نفس خطى زملائك فتكسب أو عليك بالذهاب إلى بيتكم فغيرك ممن ينتظر الفرصة كثيرون ))".
