يبحث ياسين حالة الشك في وثائق ويكليكس في تدوينة بعنوان "ويكيليكسيّات"، ويفكر في السبب الذي يجعل الرأي العام العربي متشككا تجاهها، لا يبدو ياسين متحاملا جدا على فكرة النقد بحد ذاتها غير أنه يتمنى لو كان هذا النقد موضوعيا حيال جميع المسائل، ويضرب مثلا على ذلك:
"وسائل إعلام تتهجم على أسانج عندما يمس ما يُسرّب أسيادهم لكنها تستخدم وثائقه إن كان الأمر متعلقاً بخصوم أسيادهم (في موقع لإحدى المحطات الكبرى هناك مقالتان لنفس الكاتب "الخبير جداً".. في الأولى يُرجع ظاهرة أسانج إلى مسلسل مكسيكي لا نعلم مَن يتزوّج مَن في نهايته, و في الثانية يستعين بوثائق ويكيليكس و يمدح قدرته على "إقلاق الامبراطوريّة")".
لماذا من الصعب أن نصدق ويكيليكس؟ لأسباب عدة:
"ويكيليكس لا تقول شيئاً بل تنشر ما يُسرّب لها فقط, ولم يتمكّن أحد من إثبات زور شيء مما سُرّب (و لا أتحدّث فقط عن الكابلات الأخيرة و انما أيضاً عن وثائق أفغانستان و العراق و فيديو الهيليكوبتر في بغداد) فهذا يُفترض أنه معروف للجميع. البعض يؤكد أن التسريبات جزئية و قد تكون مقصودة لأسباب خفيّة.. نعم هذا ممكن, لكن أليس المعاكس ممكناً أيضاً؟ لماذا لا؟" وسبب آخر يقدمه لنا هو حرب تموز الأخيرة حين تمكنت قوات حزب الله من صد الهجوم الإسرائيلي على لبنان:
"ذهب الكثيرون إلى البحث عن أسباب هذه النتيجة غير المتوقعة بسوق تبريرات لإسرائيل لدرجة لم تصلها وسائل إعلام العدوّ حتّى.. الأغلب كان يرفض الإقرار بانتصار "المجوس و الروافض" على إسرائيل, لكن البعض كان عاجزاً عن فهم مقدرة ميليشيا من آلاف قليلة على تحمّل ما لم تتحمّل ثلاث دول عربية جزءاً منه في حرب 1967".
يبرر ياسين نظرية التشكك وعدم التصديق بالرغبة في تبرير العجز، فمن الصعب أن نصدق أن اسرائيل يمكن أن تهزم، ومن الصعب أن نصدق أن أفرادا عاديين استطاعوا اختراق امبراطورية عظمى كما فعلت ويكليكس، فالتصديق يدفعنا إلى الأمل؛ والأمل يدفع إلى المحاولة وهذا ما لا نرغب بفعله. هذا يعني كما يختتم ياسين بالقول:
" هذا يعني أن علينا أن نعمل, أن نناضل, أن نصرخ, أن نرفض.. أووووووووه تعب! الأفضل نفي هذه الإمكانية و لننم بانتظار ميعاد النوم".
تدوينة شخصية جدا لصاحبتها سوزان، التي تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية مع زوجها وأطفالها، سوزان تحاول أن توفق بين رغبتها في استكمال دراستها وبين واجباتها تجاه بيتها وبين حنينها الكبير جدا لزيارة عائلتها في بلدها. تتابع سوزان بث ما في داخلها:
" في عالم احاول الاعتماد على نفسي اراه صعب جدا ان اقوم بالعمل كله لوحدي ولكن هل هناك حل لا ادري فانا في حاله من التفكير والتعب اقر انني لا استطيع ان اقوم بما اريد وابدي حاله من الرفض لهذه الحاله واعاني منها بشكل كبير لانني اعلم ان الاعتماد على زوجي يعني انني لن احقق ما اريد وان لا امل في رؤية اهلي فقبل سؤال الرب على الاخذ بالاسباب لهذا على العمل بشكل كبير ومضاعف !!".
تضيف سوزان أن حزنها يتضاعف في مواقف اجتماع الناس بعائلاتهم:
" منذ فتره وبيتي مليئ بالناس طبعا اهل زوجي وفي يوم جاء اهل زوجه اخ زوجي ورأيت اللقاء بين الاخوات بكى قلبي اخفيت وجهي واتجهت نحو الاطفال الاعبهم شعرت بوجع في قلبي لكنني اخفيته ولكن لا استطيع ان اهرب من السؤال الذي اكره متى ستزورين اهلك !؟ابتلعت ريقي وقلت ان شاء الله حينما يؤذن الله بها ساذهب !!".
، وتشبه وضعها بالسيدة مريم العذراء حين طلب منها تقديم تفسير لوجود السيد المسيح فجاء الجواب من السماء، تتمنى سوزان مخرجا كهذا لوضعها الحالي، فلم لا يأتي الحل من السماء؟!!!
عبد حمدان، مدون من الأردن ويعيش في الكويت، يحكي عن رأيه في أحداث مباراة الفيصلي والوحدات الأخيرة. يعبر حمدان عن غضبه من ردة الفعل تجاه مواضيع سخيفة مثل كرة القدم، في حين أن مواضيع أخرى تستحق منا اهتماما أكثر لا تجد لها مكانا مثل العراق وفلسطين.
يستغرب حمدان ممن يستنكر عليه انتقاده لمثل هذه الاهتمامات والنزاعات، يقول في مدونته:
" موضوعنا هو اللي مابيعجبه انه بنتكلم وبننتقد….يعني واحد جاي يوم مباراة ريال مدريد وبرشولنة زعلان ومش قادر يحكي عشان ريال مدريد خسر، مع العلم نفس الشخص وقت حرب غزة كان عادي ولا كأنه في شيء….وبيقولك قال ليش بتتفلسفو وبتحكو….قال أخينا ما عجبه اني كتبت عالفيسبوك انه ياريت الوحدات والفيصلي بيطله يبلعبو اريح لراسنا".
يعتقد حمدان بأن مثل هؤلاء الأشخاص منافقون، ويستنكر استخدام اسم الله في مناسبات رياضية هي انجازات غير ذات قيمة:
"إذا كنت جاي مقهور جدا عشان ريال مدريد خسرت، فأنت إنسان سخيف…وبتقهر على أشياء سخيفة مثلك…ياخي تابع واستمتع وازعل شوي…بس تسويهاش جريمة شرف عشان فريق اسباني خسر…صراحة كثير بنقهر يعني الجمهور المصري في دوري أفريقيا نازل شعارات: يارب يارب نكسب، انشاءالله نكسب…الله أكبر الله أكبر الله أكبر..يارب..؟؟؟ يارب ياخذكم إنشاءالله وياخذ التخلف العقلي اللي انته فيه…مدخلين رب العالمين في اللعب كمان…؟؟ لا وبيقولك بس أخذه كأس أفريقيا: عملوها الرجالة ورفعوا راسنا ؟؟؟؟ هو صار رفع راس جمهورية مصر العربية في كرة القدم ؟؟ يا خسارة والله".
ويختتم حمدان قائلا:
" الناس بترفع علم بلدها لما بتطلع عالقمر، ولم بتصنع سلاح جديد، واحنا بنرفع راسنا لما نفوز على فرق فقيرة مش لاقيين ياكلوا مثل نيجيريا وموزمبيق، وبنتشطر على بعض".
