حذر وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط السبت من أن فرص نجاح المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا تزال ضئيلة، وقال إن استمرار إسرائيل بالاستيطان سيعرض العملية التفاوضية للانهيار، داعياً إلى تسوية سياسية للملف النووي الإيراني لأن التصعيد يهدد بانفجار الأوضاع في المنطقة.
وقال أبو الغيط، في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إنه على الرغم من أن الأمل قائم بعد بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إلا أن فرص النجاح لا تزال ضئيلة، لكنه أضاف أن مصر تعتبر أن إطلاقها يشكل فرصة هامة يتعين عدم إضاعتها.
واعتبر أن من المهم أن تدرك إسرائيل أن المفاوضات ليست غاية في حد ذاتها.. ولا يجب أن تكون ملهاة أو مضيعة للوقت، مشيراً إلى أن الجدية يجب أن تكون هي الأساس والسمة المميزة للعملية التفاوضية، محذراً من أنه بدون الجدية والمصداقية فإن تلك العملية ستفقد سريعا أي تأييد ولو بسيط لها لدى الرأي العام عند الجانبين.
كما دعا إسرائيل الى اتخاذ القرارات الصعبة والضرورية من أجل التوصل إلى إالتسوية السياسية العادلة، منبهاً إياها من أن أي إخفاق في الالتزام بالاستمرار في تجميد نشاطها الاستيطاني سيعرض العملية التفاوضية للانهيار وستتحمل المسؤولية الكاملة أمام الرأي العام الإقليمي والدولي وأمام الراعي الأمريكي عن إضاعة الفرصة الثمينة التي وفرها الجهد الأمريكي الكبير.. وعلى أي تداعيات تتلو ذلك.
وأضاف: أما إذا اجتازت إسرائيل ذلك فإننا نتطلع إلى حسم سريع من الطرفين لمسألة الحدود بينهما، التي قال إن الحلول في هذا المجال معروفة للجميع.
كما أعرب أبو الغيط عن تأييد مصر أي عمل جاد من أجل استئناف المفاوضات المباشرة على المسارين السوري واللبناني.
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية المصري أن بلاده ستستمر في العمل من أجل الحفاظ على السودان موحداً طالما أن ذلك هو اختيار الغالبية فيه، أما إذا جاءت رغبة أهل الجنوب مغايرة لذلك فإن مصر ستحترم النتائج وستتواصل مع الجميع من أجل مصلحة التنمية والاستقرار.
وأشار إلى أن لبنان يمر في تطورات سياسية (ملفتة)، مشددا على مساندة مصر الكاملة لمؤسسات الدولة اللبنانية وتأييدنا للأطراف التي تدعمه، في مقابل الأصوات الداخلية منها والخارجية، التي ترغب في أن يظل هذا البلد ساحة مواجهة سياسية وأمنية بل وأحياناً عسكرية لأطراف إقليمية ودولية.
كما جدد تأييد بلاده لعمل المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وأنها تترقب نتائجها، لأن التعرف على حقيقة الجناة في الاغتيالات السياسية التي شهدها لبنان من شأنه أن ينهي إلى غير رجعة تلك الحقبة السيئة في تاريخه.
وأمل أبو الغيط أن يتمكن السياسيون العراقيون سريعا من انهاء الفصل الحالي من أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، والانتقال إلى مرحلة جديدة يتم فيها التركيز على احتياجات شعبهم ومتطلبات التنمية في بلدهم.
وفي شأن الملف النووي الإيرانية، قال إن مصر تؤكد على الحاجة الملحة للتوصل إلى تسوية سياسية لهذا الملف خاصة وأن التصعيد الخطير لهذا الموضوع يهدد بانفجار في الأوضاع وبشكل يهدد السلام والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
وفيما قال إن بلاده لا تقبل بإطلاق التهديدات ضد دولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي، طلب في الوقت نفسه ان تمتنع ايران عن كل ما من شأنه دفع الأمور إلى مواجهة مع القوى المختلفة في المجتمع الدولي.
وفي هذا السياق، أكد أبو الغيط أن التعامل بمعايير مزدوجة في موضوعات منع انتشار الاسلحة النووية ينتج عنه تهديد متواصل للاستقرار العالمي.