الاحتلال يقمع مسيرات منددة بالجدار وجريمة 'أسطول الحرية'

تاريخ النشر: 04 يونيو 2010 - 06:34 GMT
البوابة
البوابة

قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المسيرات السليمة التي نظمتها اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية، اليوم، وفاء لدماء شهداء 'أسطول الحرية'، وتنديدا بجدار الفصل العنصري والاستيطان.

ففي قرية نعلين، أصيب، اليوم، مواطن بجروح، إلى جانب عشرات حالات الاختناق بين المواطنين والمتضامنين الأجانب، إثر قمع قوات الاحتلال للمشاركين في المسيرة السلمية الأسبوعية، التي نظمت فداء لأرواح شهداء 'أسطول الحرية'، وتنديدا بالجدار والاستيطان.

وذكر عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار، محمد عبد القادر عميرة، أن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بكثافة تجاه المشاركين في المسيرة ما أدى إلى إصابة أحد الشبان بجروح، وعشرات حالات الاختناق.

ورفع المتظاهرون علم فلسطين إلى جانب أعلام الدول المشاركة في 'أسطول الحرية' لرفع الحصار عن قطاع غزة، كما حملوا مجسما لسفينة 'مرمره' ورفع عليها علم تركيا، وصور شهداء نعلين اللذين استشهدوا دفاعا عن أرضهم وبلدهم، وصورة الشهيد عقل السرور في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده، ورددوا هتافات تدعو إلى الوحدة الوطنية وتقوية العزيمة بالاستمرار في المقاومة السلمية.

وكانت المسيرة الأسبوعية التي نظمتها اللجنة الشعبية المناهضة لجدار الفصل العنصري، انطلقت من الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها بالقرب من الجدار العنصري في قرية نعلين، بمشاركة المئات من أهالي القرية والمتضامنين الأجانب.

ودعا منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في نعلين الأسير إبراهيم عميرة، في رسالة أرسلها من داخل معتقل عوفر، أبناء شعبنا إلى استمرار تنظيم المسيرات السلمية المنددة بجدار الفصل العنصري والاستيطان.

وشدد على ضرورة انجاز المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية كخيار أول وأخير في مقاومة المحتل الإسرائيلي.

وفي السياق ذاته، شارك العشرات من المواطنين في مسيرتي المعصرة ووادي رحال جنوب بيت لحم الأسبوعيتين المنددتين بجدار الضم والتوسع العنصري وتضامنا مع شهداء وجرحى 'أسطول الحرية'.

وانطلقت المسيرة في وادي رحال من أمام المسجد الكبير باتجاه جدار الضم، حيث منعتها قوات الاحتلال من التقدم بعد إغلاق الطريق بالأسلاك الشائكة وانتشار جنود الاحتلال وبعض المستوطنين في محيط الجدار.

ونظم المشاركون اعتصاما في المكان ألقيت فيه الكلمات التي أكدت على ضرورة مواصلة المسيرات الشعبية السلمية في مواجهة المخططات الاحتلالية الهادفة لطمس الهوية الفلسطينية.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والتركية ومجسما لسفينة الحرية كتب عليها بعض أسماء الشهداء.

وفي قرية المعصرة اعترض جنود الاحتلال المشاركين ومنعوهم من التقدم وهم يحملون اليافطات المنددة بسياسة الاحتلال بسرقة الأرض وتوسيع حدود المستوطنات.

وفي قرية بلعين، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، مجسما لسفينة 'مرمرة' التركية في القرية وأصابت سبعة مواطنين بينهم ثلاثة صحفيين بجروح، واعتقلت ثلاثة نشطاء، وأصابت العشرات بحالات الاختناق نتيجة استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.

واندلعت مواجهات في القرية بمشاركة نشطاء سلام ومتضامنين أجانب، حيث قمع الاحتلال الإسرائيلي مسيرة الحرية المناهضة للجدار والمنددة بجريمة 'أسطول الحرية'.

ووقف المشاركون دقيقة صمت وحداد وقرؤوا الفاتحة على أرواح الشهداء وشهداء أسطول الحرية شهداء كسر الحصار على غزة.

وأدانت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على أسطول الحرية الذي بين إرهاب الدولة الإسرائيلي وشكل جريمة مرفوضة وخرقا واضحا للقانون الدولي والإنساني، وطالبت بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن مجزرة أسطول الحرية باعتبارهم مجرمي حرب يجب محاكمتهم دوليا، وعلى الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية أن تتحرك وبشكل فعلي لإنهاء الاحتلال وحماية الشعب الفلسطيني ومنحه حقوقه، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، الناشطة الفلسطينية هويدا عراف التي كانت مشاركة في أسطول الحرية، والدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية، وكوادر وجميل البرغوثي نائب أمين سر إقليم محافظة رام الله والبيرة،  وأهالي قرية بلعين إلى جانب نشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب.

وجسدت سفينة أسطول الحرية بطول تسعة أمتار في بلعين وسارت في شوارع القرية حيث اتجهت إلى الجدار غرب القرية، وعلى متنها أحرار العالم  رافعين الأعلام الفلسطينية و 32 علم للدول التي شارك مواطنوها على أسطول الحرية، إجلالا وإكبارا ووفاء وتقديرا للشهداء الفلسطينيين وشهداء أسطول الحرية الأتراك ودعما لها ، مطالبين برفع الحصار عن قطاع غزة ومطالبين بإنهاء الاحتلال.

وجاب المتظاهرون شوارع القرية وهم يرددون الهتافات الوطنية، الداعية إلى الوحدة ونبذ الخلافات، والمؤكدة على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ويرددون الهتافات المؤيدة لأسطول الحرية ولتركيا والدول التي شاركت وقامت بتمويل أسطول الحرية وأيضا الهتافات المناهضة للاحتلال والجدار والاستيطان.

وتوجهت المسيرة  نحو الجدار، حيث كانت قوة عسكرية من جيش الاحتلال الإسرائيلي تكمن لهم وراء المكعبات الإسمنتية خلف الجدار، بعد أن قامت بإغلاق بوابة الجدار بالأسلاك الشائكة.

وعند محاولة المتظاهرين العبور نحو الأرض الواقعة خلف الجدار التي يملكها أهالي البلدة، وهم على متن سفينة أسطول الحرية قام الجيش بإطلاق قنابل الصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والقنابل الغازية  بكثافة نحوهم وقاموا باقتحام السفينة وملاحقة المتظاهرين بين حقول الزيتون حتى مشارف القرية ما أدى إلى إصابة فادي الجيوسي مصور تلفزيون فلسطين ( 30 عام) بإصابة بالغة في جميع أنحاء جسمه نقل على أثرها إلى مجمع فلسطين الطبي وقام الجيش بتحطيم كاميرته بالكامل.

وأصيبت الصحفية النرويجية كارينا ابوا (42 عام) والمصور اللجنة الشعبية هيثم الخطيب (34 عام) والذي يعمل لصالح بيتسيلم، وجورج خوري ( عام32) مصور العربية اعتداء بالضرب، وجابر أبو رحمه (22 عام) إصابة بالظهر بقنبلة غاز، وجاد الله الخطيب (50 عام) بقنبلة غاز بالظهر، وسليمان خطاب (20 عام) إصابة بقنبلة غاز باليد، إلى جانب العشرات بحالات الاختناق، وتم اعتقال ثلاثة نشطاء وهم: الناشطة الفلسطينية هويدا عراف التي كانت على متن مجسم 'أسطول الحرية'، والناشط أشرف أبو رحمه (29 عام) والناشط الإسرائيلي إيلان شليف (72 عام) وتسببت وات الاحتلال باحتراق مساحات زراعية شاسعة  تعود ملكيتها إلى عدد كبير من أهالي قرية بلعين نتيجة إطلاق القنابل الغازية تجاه المتظاهرين.